عرض وزير الخارجية البريطاني مساعدة بلاده لتونس بهدف تأمين حدودها ومواجهات التهديدات القادمة من ليبيا، والتي قال عنها مسؤول أمني تونسي أنها كانت مكانا لتخطيط جميع الهجمات التي استهدفت البلاد.
إعلان
قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي قام بزيارة اليوم الجمعة (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015) إلى تونس إن بلاده ستعمل مع تونس على تأمين حدودها ومواجهة التهديدات القادمة من ليبيا ومن بينها خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتأتي زيارة هاموند لتقديم التعازي إلى تونس إثر سقوط 12 قتيلا من الأمن الرئاسي في تفجير نفذه انتحاري في قلب العاصمة يوم الثلاثاء الماضي. وذكر هاموند في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش: "جئت لتقديم التعازي للشعب التونسي وتقديم الشكر على مساندة التونسيين للضحايا البريطانيين في العملية الإرهابية بسوسة" والتي كانت أوقعت 38 قتيلا من بينهم 30 من البريطانيين.
تونس توحد العالم في لفتة رمزية لمناهضة الإرهاب
في مشهد رمزي ذي دلالة قوية، تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب، وذلك من خلال تدفق رؤساء دول وحكومات ومسؤولين من مختلف دول العالم، للمشاركة في مسيرة دولية ضد الإرهاب شارك فيها أيضا عشرات الآلاف. الحدث في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
في مسيرة رمزية ضد الإرهاب، احتضنتها تونس، شارك رؤساء ومسؤولون من مختلف دول العالم. حيث حضر رؤساء كل من فرنسا وبولندا وفلسطين والغابون، ورؤساء حكومات إيطاليا والجزائر. كما شارك أيضا وزير الداخلية الألماني.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
ممثلو الوفود الرسمية وضعوا الورود في مدخل متحف باردو إلى جانب النصب التذكاري، الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم الدامي في 18 آذار/مارس، والذي ذهب ضحيته 22 قتيلا، بينهم 20 من السياح الأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nicolas Maeterlinck
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في كلمة مقتضبة: إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب، وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد".
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
كما ألقى الرئيس الفرنسي أولاند كلمة في متحف باردو، وقال: "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب". ورغم أن فرنسا تشهد اليوم تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق، إلا أن أولاند حرص على التواجد، معتبرا أن "فرنسا صديقة تونس، ويجب أن تكون حاضرة هنا اليوم".
صورة من: picture-alliance/dpa/Emmanuel Dunand
وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قال للصحفيين في تونس: إنه "شرف كبير للحكومة الألمانية أن تسهم في المسيرة". كما أكد أن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب، ولكن أيضا تهديد للمجموعة الدولية".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
العديد من الشخصيات الوطنية التونسية كانت حاضرة أيضا، مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي قال قبل أيام إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو تهدف لـ"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية".
صورة من: picture-alliance/dpa/Mohamed Messara
وشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس".
صورة من: picture-alliance/dpa
وردد المتظاهرون "تونس حرة، والإرهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية، في مشهد يعكس وحدة وطنية في مواجهة الإرهاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
وإلى جانب المشاركة الرسمية العربية، شارك أيضا مواطنون عرب مقيمون في تونس في المسيرة ورفعوا أعلام بلدانهم، في تعبير عن التضامن العربي مع تونس.
صورة من: Dunand/AFP/Getty Images
وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب أكثر ما يمكن من التأثيرات الكارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي، والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل، ويسهم بنسبة سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
وقبيل المسيرة استفاق التونسيون على خبر مقتل لقمان أبو صخر، زعيم كتيبة عقبة بن نافع، أكبر جماعة جهادية في تونس. أبو صخر متهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو. إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وأضاف هاموند "تحادثت مع وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش حول سبل تعزيز التعاون الأمني في المستقبل. ونحن نؤكد دعمنا للاقتصاد التونسي".
كما أشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن المحادثات شملت أيضا التحديات القادمة من ليبيا وأشار "نحن واعون بالتهديدات التي تواجهها تونس واتفقنا على أن الحل السياسي هو الحل الأمثل في ليبيا". وتابع هاموند "سنعمل مع تونس لتأمين حدودها والتوصل الى حل طويل الأمد في ليبيا والقضاء على تنظيم داعش".
وكان رفيق الشلي كاتب الدولة المكلف الأمن قد أعلن في وقت سابق في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" أن كل الهجمات الدامية التي حصلت في البلاد "تمّ التخطيط لها في ليبيا الغارقة في الفوضى". ولم يستبعد الشلي أن تعيد تونس فرض تأشيرة على الليبيين بعد هجوم الثلاثاء الذي قتل فيه 12 من عناصر الأمن الرئاسي وأصيب 20 آخرون، عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي (26 عاما) يرتدي حزاما ناسفا يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الاعتداء.