1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجرة العقول العربية ... ألمانيا بلد جاذب للكفاءات اليمنية المتميزة

عبده جميل المخلافي٢٢ يونيو ٢٠٠٧

يبلغ عدد الطلاب اليمنيين في ألمانيا حوالي 2000 طالب. وبعد الدارسة تواجه الطلاب اليمنيين مثلهم مثل بقية الطلاب العرب مشكلة الاختيار بين البقاء في بلد تتوفر فيه جميع مغريات الحياة والعمل وبين العودة إلى الوطن.

يمنيون أثناء فعالية لهم في جامعة بون الألمانيةصورة من: DW

يتزايد باضطراد عدد الطلاب اليمنيين القادمين إلى ألمانيا بغرض الدراسة والتحصيل العلمي في مختلف المجالات. ويأتي البعض منهم بمنح دراسية مدنية أو عسكرية تُقدم من الحكومة اليمنية أو بمنح يقدمها الجانب الألماني، وذلك في إطار برامج تبادل ثقافية مع مختلف المؤسسات الألمانية الناشطة في اليمن مثل الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي (دي إيه إيه دي) أو بتمويل ذاتي، كما أوضح الملحق الثقافي في السفارة اليمنية في برلين، الدكتور مبارك البطاطي في مقابلة مع موقعنا.

وفي الوقت الذي يحرص فيه البعض من الذين أنهوا دراستهم في ألمانيا على العودة إلى بلاده، يسعى البعض الأخر إلى الحصول على فرصة عمل أفضل في ألمانيا، مفضلا البقاء في هذا البلد بعد أن قضى فيها عدة سنوات وتكيف مع طبيعة الحياة فيه. هذه الظاهرة دفعتنا إلى البحث عن أسبابها لدى المعنيين أنفسهم مع التأكيد على أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على اليمنيين وحدهم، بل إنها ظاهرة عامة تشمل معظم، إن لم نقل جميع الطلاب العرب الذين يأتون إلى ألمانيا بغرض الدراسة.

"المانيا بلد جاذب للكفاءات"

ويقدر الملحق الثقافي اليمني عدد الطلاب اليمنيين الدارسين في ألمانيا بحوالي 2000 طالب وطالبة. ويدرس الطلاب اليمنيين مختلف التخصصات العلمية والفنية والأدبية، لاسيما الطب والهندسة وتقنية المعلومات بالدرجة الأولى. ويضيف البطاطي قائلا إن ألمانيا "بلد جاذب للكفاءة اليمنية، لاسيما بالنسبة للمتميزين في مجالاتهم والذين يتم استقطابهم من قبل أساتذتهم وجامعاتهم وكذلك من قبل المؤسسات الألمانية." وفيما يحصل الكثير من هؤلاء على فرص عمل في ألمانيا، يسعى كثيرون إلى البقاء هنا بحثا عن فرصة عمل قبل أن يفكروا بالعودة إلى وطنهم أو الذهاب الى بلد أخر. ويقول الملحق الثقافي اليمني إن نسبة الذين يظلون في ألمانيا بعد الانتهاء من دراستهم كبيرة، مشيرا إلى عدم وجود إحصائية دقيقة في هذا المجال، لأنه ما إن ينتهي الطالب من دراسته حتى يقطع علاقته بالسفارة، حسب تعبير الدبلوماسي اليمني.

الدكتور مبارك البطاطي، الملحق الثقافي في السفارة اليمنية في برلينصورة من: DW

"الظروف متاحة بشكل أفضل"

استقطاب الكفاءات يبدأ من الجامعاتصورة من: dpa

ويتفق طبيب رفض الكشف عن هويته ويعمل كأخصائي في جراحة العظام في إحدى أكبر مستشفيات ولاية شمال الراين ـ وستفاليا مع الملحق الثقافي في أن ألمانيا تعد "بلدا جاذبا للكفاءات اليمنية،" مشيرا إلى وجود فرص جيدة للمتميزين من الطلاب، هذا علاوة على مستوى الدخل الجيد الذي يحصل عليه الطبيب في هذا البلد والذي يستطيع المرء من خلاله إعالة أسرته والتوفير بعض الشيء، وكذلك ظروف العمل الملائمة، حسب تعبير الأخصائي اليمني.

من ناحيته، يعتقد الدكتور هاني مقبل الذي يعمل كطبيب عام في جامعة بون أنه لايمكن الحديث عن "ظاهرة" بقاء اليمنيين في ألمانيا، لأن هؤلاء ليسوا بالعدد الكبير مقارنة مع الجنسيات الأخرى. ويعزز مقبل رأيه هذا بالقول إن الفرص ليست متاحة بالنسبة لبعض التخصصات بشكل كبير في ألمانيا. ويفضل مقبل شخصيا البقاء في ألمانيا بعد الانتهاء من الدراسة، معللا ذلك بالظروف المعيشية الجيدة والفرص المتوفرة للطبيب هنا في الحصول على دخل جيد مقارنة باليمن، كما أن تقدير الكفاءات العلمية والمهنية وكذلك توفر الإمكانيات الفنية والتقنيات في المستشفيات الألمانية كلها عوامل تشجع على البقاء في هذا البد، حسب رأي مقبل الذي تمنى بحسرة واضحة لو أن هذه الأمور كانت متوفرة في بلده.

"بلدي وإن جارت علىّ عزيزة"، ولكن...

الطب أكثر المجالات التي تجتذب الخبرات والكفاءات الأجنبية إلى ألمانياصورة من: BilderBox

وفيما يتفق الدكتور أحمد الخراشي مع الرأي القائل إن ألمانيا بلد جاذب للخبرات والكفاءات، إلا أنه يعتبر أن العودة إلى الوطن بالنسبة له أهم من أي مكاسب مالية، متفائلا بغد أفضل لليمن وفرص عمل أحسن هناك. ولا يرى الخراشي بأسا في أن يفكر البعض في البقاء خارج الوطن لتحسين ظروف معيشتهم، لكنه هو شخصيا يقول كما قال أحد الشعراء "بلدي وإن جارت عليِ عزيزة...." أما باسم عقلان، طالب هندسة معدات طبية في جامعة كوبلنز، فيقول إنه يفضل بعد الانتهاء من الدراسة البقاء في ألمانيا لفترة معينة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، وذلك لاكتساب خبرة عملية في مجال تخصصه قبل أن يعود إلى اليمن. ويشير عقلان إلى أن فرص الحصول على عمل في ألمانيا لخريجي هندسة المعدات الطبية أفضل منها في اليمن. لكنه يفضل العودة إلى اليمن، ومع ذلك فلن يرفض إذا جاءته فرصة عمل جيدة من ألمانيا أو من أي بلد أخر.

الدكتور سامي مقبل، أخصائي مسالك بولية في إحدى المستشفيات الألمانية المعروفة يقول إنه في عام 1994 أنهى دراسته في ألمانيا وعاد إلى اليمن، لكنه عندما لم يجد فرصة عمل جيدة في بلده ومرتب يفي بأقل متطلبات العيش الكريم، عاد من حيث أتى ليجد هنا من يقدر كفاءته وخبرته. وهو يعمل حاليا في ألمانيا ولديه فرصة للتخصص العلمي ومتابعة كل جديد في مجال تخصصه. كما أن الظروف المعيشية هنا أفضل بكثير، حسب تعبيره. ويختتم الطبيب اليمني حديثه بالقول "إذا تحسنت الظروف في اليمن، فإنني سأعود بأسرع وقت ممكن."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW