1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجمات الحوثيين تكشف ضعف الردع السعودي.. فما خيارات المملكة؟

٢٩ مارس ٢٠٢٢

كشفت هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية عن العديد من نقاط الضعف في مجال الدفاعات الجوية للمملكة التي تحاول معالجتها بشتى الوسائل. كما أن هذه الهجمات أصبحت مضرة لسمعة السعودية كبلد جاذب للاستثمارات والفعاليات الكبرى.

النيران تستعر في جدة بعد هجوم للمتمردين الحوثيين
النيران تستعر في جدة بعد هجوم للمتمردين الحوثيين صورة من: AA/picture alliance

بعد هجمات الحوثيين على السعودية جاء الانتقام سريعا. فبعد أن هاجم المتمردون الحوثيون مستودعا للنفط بالقرب من حلبة فورومولا واحد في جدة، استهدف التحالف العربي بقيادة السعودية معسكرات الحوثيين ومواقعهم بالقرب من العاصمة اليمنية صنعاء. ووفقا لتقارير إعلامية، قتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين، من بينهم خمسة أطفال وسيدتان.

هذه الهجمات من قبل الحوثيين أظهرت مرة أخرى ضعف السعودية في التصدي لهذه الصواريخ، كما أن الدخان الأسود الكثيف من المصنع المحترق شكل خلفية درامية لسباق الفورمولا واحد والذي انطلقت فعالياته بالتزامن مع القصف الحوثي. وبالرغم من الالتزام بفعاليات المسابقة الرياضية، مازالت المشاركة المستقبلية موقع نقاش بالنسبة للمشاركين.

وأعرب السائقون عن مخاوفهم بشأن الهجوم، الذي تسبّب بارتفاع أعمدة من الدخان الأسود فوق المدينة الساحلية وكان جزءا من سلسلة هجمات بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ.

واعتبر الهولندي ماكس فرستابن  الفائزبسباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 للعام 2022 والتي أقيمت على حلبة كورنيش جدة أن مستقبل انعقاد هذه الفعاليات الرياضية يجب أن يكون محط نقاش جاد، في حين عبر ستيفانو دومينيكالي، رئيس الفورمولا واحد عن دعمه للمملكة كمكان لعقد السباق.  وقال "هذا البلد يحرز تقدما هائلا" والفورمولا 1 "دورا مهما جدا" في هذا.

الهولندي ماكس فرستابن  الفائزبسباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 للعام 2022صورة من: Hassan Ammar/AP/picture alliance

موقع استثماري مهدد

حقيقة أن هجوم الحوثيين وقع متزامنا مع وقت انعقاد السباق ليس من قبيل المصادفة، كما يقول سباستيان زونس، الخبير بالشأن السعودي في مركز بون لأبحاث الشرق الأوسط CARPO. 

ويوضح زونس أنّ "الهجمات على جدة في المنطقة المجاورة مباشرة للفورمولا 1 هي سيناريو مرعب للسعودية. إنها تظهر للعالم أن الحوثيين قادرون على مهاجمة المملكة في مناطق مختلفة. وبناء على ذلك، من المرجح أن يمتنع بعض المستثمرين عن الاستثمار في البلاد".

وهكذا، هددت هجمات الحوثيين خطط التحديث الشاملة للسعودية، والتي أصبحت تعرف باسم "رؤية 2030"، وفقا لما قاله الخبير الألماني زونس لـ DW.

و"تعتمد رؤية 2030 والمشاريع الضخمة ذات الصلة مثل مدينة نيوم الصحراوية الحديثة التي سيتم بناؤها ومشروع البنية التحتية لبوابة الدرعية وغيرها على الأموال الأجنبية المتدفقة إلى البلاد. وحتى الآن، لم يكن هذا هو الحال بما فيه الكفاية".

وعلى الرغم من تصريحات الدولة السعودية بعكس ذلك، إلا أن هناك بالفعل اختناقات ومشاكل في تنفيذ رؤية 2030 بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي يجعل هجمات الحوثيين أكثر صعوبة ويمكن أن تؤدي في الواقع إلى فقدان أكبر للثقة في السعودية كموقع استثماري".

الهجوم الصاروخي الحوثي استهدف مناطق قريبة من حلبة الفورمولا1صورة من: Hassan Ammar/dpa/AP/picture alliance

نقاط الضعف في الدفاعات السعودية

 هجمات الحوثيين أظهرت نقطة ضعف أخرى وهي أن الجيش السعودي قادر جزئيا فقط على الدفاع عن أراضي المملكة. وعلى وجه الخصوص، يشكل تأمين المجال الجوي نقطة ضعف كبيرة. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الولايات المتحدة سحبت أنظمة الدفاع الصاروخي الحديثة التي تم تركيبها لحماية حلفائها السعوديين من المملكة في الصيف الماضي. وتم نقل بعض أنظمة الدفاع الجوي، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي.

وكان سبب الانسحاب  قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بوضع العلاقات بين واشنطن والرياض على أساس جديد بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وهو ما أدى إلى تراجع في القدرة الدفاعية للمملكة.

وتحاول السعودية جاهدة التعاون مع شركاء دوليين مثل الصين واليونان من أجل رفع جاهزية الردع الصاروخي لديها. كما يقول سباستيان زونس. لكن لاتزال الولايات المتحدة أهم شريك للمملكة. ومع ذلك، فإن "العلاقة المتوترة بين بايدن وولي العهد محمد بن سلمان ساعدت على تفاقم الوضع".

ضعف الرادار

قبل أيام قليلة من هجوم الحوثيين، جلبت الولايات المتحدة صواريخ اعتراضية من نظام باتريوت إلى شبه الجزيرة العربية، وفقا لتقارير إعلامية، بناء على "طلب عاجل" من الرياض. ومع ذلك، من الصعب على هذه الصواريخ التصدي لصواريخ الحوثيين.

ووفقا لمدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن بلال صعب فإن الجيش السعودي وبالرغم من حيازته كميات كافية من الصواريخ المضادة بيد أن المشكلة هي في نظام الرادار. فأنظمة الرادار المستخدمة حاليا غير قادرة على اكتشاف الصواريخ التي تحلق على ارتفاع منخفض".

"العلاقة المتوترة بين بايدن وولي العهد محمد بن سلمان ساعدت على تفاقم الوضع".صورة من: Hasan Bratic/picture alliance

القبة الحديدية الإسرائيلية

ومن أجل تعزيز دفاعاتها الجوية، طلبت السعودية بالفعل من إسرائيل في الصيف الماضي تسليم نظام القبة الحديدية، وفق مصادر صحفية إسرائيلية. وعلى عكس البحرين ودولة الإمارات، لم توقع السعودية بعد اتفاقية تطبيع مع إسرائيل. لكن البلدين أصبحا قريبين جدا من بعضهما البعض - لدرجة أن المملكة تمكنت الآن من مناشدة إسرائيل للحصول على إمدادات من نظام القبة الحديدية. ومع ذلك، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست، لم تقرر إسرائيل بعد بيع النظام إلى الرياض من عدمه.

في الواقع، سيكون نظام القبة الحديدية إضافة فعالة للدفاعات الجوية السعودية، التي اعتمدت حتى الآن بشكل أساسي على نظام باتريوت، وفقا لبلال صعب.

وعندما يتعلق الأمر بالدفاع ضد الصواريخ التقليدية، فإن نظام باتريوت الأمريكي يعمل بشكل جيد للغاية. "لكن هناك مشاكل معينة مع صواريخ كروز من ناحية ومع الطائرات بدون طيار من ناحية أخرى. في عام 2019، استخدم الحوثيون كليهما في عملية واحدة. وقد طغى ذلك على الدفاعات الصاروخية للسعوديين".

لذلك يمكن لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي أن يساعد هنا. "حيث تم تصميمه لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى وقذائف المدفعية، والمقذوفات مثل تلك التي أطلقتها (حركة) حماس. يمكن لنظام القبة الحديدية أن يساعد في مكافحة هذه الأنواع من الهجمات"، بحسب صعب.

وفي مارس/آذار، خلال معرض الدفاع العالمي في الرياض، أعلنت السعودية أنها ستنتج أيضا، بالتشاور مع الولايات المتحدة، مكونات نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "اتحاد" الذي طورته مجموعة الدفاع والتكنولوجيا الأمريكية على أراضيها في المستقبل. ومع ذلك، لم يكتمل العمل الذي بدأ في ديسمبر 2021 حتى عام 2022.

وبعد يوم من الهجوم، أعلن المتمردون الحوثيون وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ووعدوا بوقف دائم لإطلاق النار.  بيد أن الشرط الأساسي هو أن تنسحب السعودية بالكامل من اليمن.

ومن خلال الهجوم السابق، ربما يحاول الحوثيون تحسين موقفهم التفاوضي، كما يقول شتيفان رول، الخبير السعودي في معهد برلين للشؤون الدولية والأمنية (SWP). لكن بالنسبة السعودية، من الواضح مرة أخرى أنها لا تزال واهنة عسكريا بشكل أساسي".

كيرستين كنيب/ علاء جمعة 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW