هجمات حوثية جديدة تستهدف مطاري جازان وأبها في السعودية
١٥ يونيو ٢٠١٩
أعلنت وسائل إعلام حوثية وسعودية عن قيام الحوثيين بتنفيذ هجمات جديدة في جنوب غرب السعودية. يأتي ذلك غداة قصف التحالف مواقع عسكرية بصنعاء ردا على هجمات حوثية سابقة استهدفت الأراضي السعودية ومنها مطار أبها.
إعلان
أعلنت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثيين باليمن أنهم نفذوا اليوم السبت (15 يونيو/ حزيران 2019)هجمات بطائرات مسيرة على مطاري أبها وجيزان. وقال يحيى سريع، المتحدث باسم الجيش الموالي للحوثيين في بيان نشره على حسابه بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "نفذ سلاح الجو المسير عملية واسعة ونوعية استهدفت مطاري أبها وجيزان بعدة عمليات بطائرات مسيرة".
وأوضح سريع أن العملية الأولى استهدفت غرف التحكم والسيطرة لطائرات بلاطيار في مطار جيزان، فيما استهدفت العملية الثانية محطة الوقود بمطار أبها الدولي بعدد من طائرات (كي تو). وأشار المتحدث باسم الجيش الحوثي إلى أن هذه العمليات "أصابت أهدافها بدقة عالية ما أدى إلى خروج المطارين عن الخدمة".
وحتى الآن (مساء السبت)، لم يصدر التحالف الذي تقوده السعودية أي تعليق بخصوص هذه الهجمات، بينما ذكرت قناة العربية في خبر عاجل أن القوات السعودية اعترضت صاروخا باليستيا استهدف مدينة أبها في جنوب غرب المملكة.
وكان التلفزيون الرسمي السعودي قد ذكر في وقت سابق اليوم أن التحالف العسكري، الذي تقوده الرياض في اليمن، شن ضربات جوية على الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء استهدفت أنظمة للدفاع الجوي ومواقع عسكرية في المدينة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وقال بيان للتحالف العسكري، نشرته في وقت متأخر الجمعة وكالة الأنباء السعودية، إن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي والقوات الجوية الملكية السعودية تمكنت صباح الجمعة من اعتراض وإسقاط خمس طائرات بدون طيار، مسيّرة، أطلقتها المليشيات الحوثية باتجاه مطار أبها الدولي ومحافظة خميس مشيط". ومدينة خميس مشيط قريبة من أبها وتضم قاعدة جوية رئيسية. وأضاف البيان أن المطار يعمل بصورة طبيعية، وليس هناك أي تأخير في الرحلات الجوية وحركة المسافرين.
والأربعاء أطلق الحوثيون صاروخا أستهدف مطار أبها السعودي، أسفر عن إصابة 26 شخصا، حسب المصادر السعودية.
وصعد الحوثيون الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على مدن في السعودية في الشهور الأخيرة مع تزايد التوتر بين إيران ودول خليجية عربية متحالفة مع الولايات المتحدة. إلا أن الحوثيين ينفون أنهم يتلقون أي أوامر من طهران.
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش