محكمة ألمانية تحكم بالسجن مدى الحياة على مؤيد لداعش
١٩ ديسمبر ٢٠٢٣
حكمت محكمة ألمانية على شاب سوري مؤيد لتنظيم الدولة "داعش" بالسجن مدى الحياة مع احتجاز احتياطي بعد انتهاء السجن وذلك بعد أن اعترف بقتل شخص والشروع في قتل أربعة آخرين في هجمات نفذها بالسكين في دويسبورغ.
إعلان
بعد ثمانية أشهر من الهجمات الدامية بالسكاكين في دويسبورغ، حكمت محكمة ألمانية على متطرف إسلاموي بالسجن مدى الحياة بعد أن اعترف بالجريمة.
وحكمت المحكمة الولائية العليا في دوسلدورف يوم الثلاثاء (19 ديسمبر/ كانون الأول 2023) على الشاب السوري البالغ من العمر 27 عاماً بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل والشروع في أربع محاولات قتل أخرى.
كما وجدت المحكمة أن الجرائم المرتكبة كانت خطيرة بشكل خاص، الأمر الذي استبعدت معه إمكانية إطلاق سراح الشاب بعد عقوبة السجن لمدة لا تقل عن 15 عاماً. كما فرضت عليه الاحتجاز الاحتياطي اللاحق على العقوبة.
ولم يظهر الشاب السوري أي ندم أو تعاطف وأعلن أنه كان يريد تنفيذ المزيد من الجرائم، حسبما قال ممثل مكتب المدعي العام الاتحادي، فيما بدا أنه كان يتبع شعار تنظيم الدولة الإرهابي لتحويل العالم كله إلى ساحة معركة.
وكان الشاب المتطرف قد قتل في بداية العملية رجلا يبلغ من العمر 35 عاما في دويسبورغ في الشارع ليلاً في 9 أبريل/نيسان بعد أن سدد له 28 طعنة على الأقل. وبعد تسعة أيام، طعن بسكين أربعة زوار في صالة للياقة البدنية في دويسبورغ وأصابهم بجروح خطيرة.
وقال الشاب المتطرف خلال اعترافه: "أردت أن أقتل أكبر عدد ممكن من الناس"، و "أردت ارتكاب المزيد من هذه العمليات ، حتى أُقتل وأتمكن من الموت شهيداً"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال ممثلو المدعين المدنيين إن لامبالاة المتهم كانت صادمة للضحايا وأسرهم، فيما لم يقدم محامي الدفاع أي طلب وقال: "موكلي لم يتحدث معي. في اليوم الأول، كان لا يزال بإمكاني العمل، لكنه أدلى بعد ذلك ببيان يتجاوز محتوى لائحة الاتهام".
وتحدث الإسلاموي المتطرف مرة أخرى يوم الاثنين قائلاً: "يمكنكهم أن يحكموا عليّ بما يريدون وكيف يريدون. هذه ليست سوى حياة هنا في هذا العالم. نأمل أن يدخلنا الله الجنة»، فيما لم يُظهر الشاب المتهم أي رد فعل على الحكم يوم الثلاثاء.
ع.ح./ح.ز. (د ب ا)
صدمة وحزن وخوف وإرهاب... أسبوع دام في ألمانيا
شهدت ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط عمليات قتل وترهيب وهجمات إرهابية، ثلاثة منها نفذها لاجئون قدموا إليها حديثا، واثنان منهما تبناهما تنظيم "داعش". جولة مصورة توثق أسبوعا من الإرهاب والحزن والخوف في عدة مدن ألمانية.
صورة من: Getty Images/J. Simon
لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!
صورة من: GGetty Images/AFP/C. Stache
بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.
صورة من: DW/N.Niebergall
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!