بعد تأكيدات "داعش" استهداف الشرطة لأحد مخابئه في مدينة كالومناي، وتفجير ثلاثة من أعضائه أنفسهم، أكد رئيس الوزراء السريلانكي أنه كان بمقدور الأجهزة الأمنية منع الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.
إعلان
قال رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريمسينجه إنه كان يمكن منع وقوع الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد وأودت بحياة المئات وذلك في حال تحركت الأجهزة الأمنية بناء على المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها. ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن ويكريمسينغه القول بأن التوترات داخل الحكومة أدت لهذا الانهيار، مضيفا أنه على الإدارة التوصل لأجوبة حول سبب الاخفاق في الاستجابة.
وفي حوار مع صحيفة تايمز اوف انديا " في عددها الصادر يوم السبت (27 أبريل/ نيسان)، قال ويكريمسينغه إنه "يتعين علينا تحمل المسؤولية عن إخفاق هذا الجزء من منظومة العمل" مضيفا أن الرئيس مايتريبالا سيريسينا، الذي يشرف على القوات الأمنية، شكل لجنة للتحقيق بشأن سبب الإخفاق. وتبادل المسؤولون بالحكومة الاتهامات بالتقصير في ظل الخلاف بين ويكريمسينغه وسيريسينا، الذي حاول عزل رئيس الوزراء العام الماضي ولكن حكم قضائي منعه من ذلك.
وكانت الشرطة في سريلانكا قد عثرت على 15 جثة، من بينها ست جثث لأطفال، بعد سماع دوي عدة تفجيرات في منزل كانت تحاول مداهمته بشرق البلاد، حسبما قال متحدث باسم الشرطة أمس السبت.
وقال روان جوناسيكارا إن عناصر القوات الخاصة بالشرطة مدعومة بالجيش حاصرت منزلا في ساينثاماروثو (360 كيلومترا) شرق العاصمة، في وقت متأخر يوم الجمعة، بسبب الاشتباه في علاقته بتفجيرات عيد الفصح الدموية التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي. وأوضح أن قوات الأمن تعرضت لإطلاق نار من داخل المنزل، ثم وقعت ثلاثة انفجارات على الأقل داخل المنزل.
وتابع جوناسيكارا "قمنا بتفتيش المنزل وعثرنا على 15 جثة، 12 داخل المنزل وثلاثة في الخارج. وقال إن من بين القتلى ثلاث سيدات وستة أطفال.
بيد أن وكالة أعماق التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" ذكرت السبت أن ثلاثة من أعضاء التنظيم اشتبكوا مع الشرطة السريلانكية لعدة ساعات قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة بمدينة كالموناي الساحلية في وقت متأخر الجمعة. وقال التنظيم إن 17 شرطيا قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.
وأوضحت إعماق أن الانتحاريين الثلاثة ينتمون إلى التنظيم. وأضافت أن هؤلاء تواجهوا مع الشرطة "بالأسلحة الرشاشة وبعد نفاذ ذخيرتهم فجروا عليهم أحزمتهم الناسفة". ووعدت السلطات السريلانكية التي أرغمت على الاعتذار لاستخفافها بتهديد الجهاديين، بصرامة قصوى في عمليات مكافحة الجهاديين.
وكان رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا قد حظر السبت جماعتين إسلاميتين يُشتبه بأنهما وراء التفجيرات الانتحارية التي استهدفت كنائس وفنادق. وقال الرئيس في بيان إنه تم حظر "جماعة التوحيد الوطنية" وجمعية "ملة ابراهيم" بموجب قوانين الطوارئ بعد ما يقرب من أسبوع من تفجيرات احتفالات عيد القيامة التي أدت إلى سقوط أكثر من 250 قتيلا.
ع.أ.ج/ و ب (أ ف ب، د ب ا، رويترز)
سريلانكا - الإرهاب يضرب "دمعة الهند" في عيد الفصح
يوم أحد دام عاشته سريلانكا "دمعة الهند" في عيد الفصح، فقد أدت سلسلة من التفجيرات إلى مقتل نحو 359 شخص بين مصل وسائح، حيث استهدف الإرهابيون في هجماتهم ثلاث كنائس في العاصمة كولومبو وفنادق سياحية في مناطق أخرى.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
أكبر هجوم منذ عقد
الدمار الذي تعرضت له واجهة فندق شانجريلا الفخم بكولومبو، عاصمة سريلانكا، الأحد (21 أبريل/ نيسان 2019) ناتج عن انفجار قنبلة. حتى هنا يوجه الإرهاب ضربة من جديد في عيد الفصح. ووفقًا للشرطة فقد أسفرت سلسلة تفجيرات الأحد في ستة أماكن مختلفة عن مقتل حوالي 290 شخصًا وجرح نحو 500 آخرين. وهذا هو أكبر هجوم في سريلانكا منذ عام 2009.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الهجوم على شريان اقتصادي
في سريلانكا، نمت السياحة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة - والآن تحدث لها انتكاسة. يحتوي شانجريلا على أكثر من 500 غرفة وجناح بالإضافة إلى 41 شقة. ونسبة إشغال طبيعية للفندق لم تعد ممكنة الآن بداية. وبالإضافة إلى فندق شانجريلا ذي الـ 5 نجوم، تأثرت أيضًا فنادق سينامون غراند وكينغزبري في كولومبو وفندق صغير في إحدى ضواحي العاصمة.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
التحقيقات في مكان الحادث
تحت أنقاض واجهة شانغريلا تبحث الشرطة عن آثار تقود لمعرفة الجناة. سريلانكا والمعروفة أيضا "بدمعة الهند" لها تاريخ مليء بالعنف. ولكن بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 2009، بدأ الوضع الأمني يتحسن باستمرار. وبعد هجمات عيد الفصح يوم الأحد، شددت وزارة الخارجية الألمانية تعليمات السفر الخاصة بها للدولة الواقعة في جنوب آسيا مرة أخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
كنيسة القديس أنتوني
استهدف المهاجمون أيضًا ثلاث كنائس، حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح. وكانت كنيسة القديس أنتوني في حي كوتشسيكاد بكولومبو هدفًا للهجوم.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
انفجار أثناء الصلاة
تمثال مريم العذراء لم ينجو من الانفجار ايضا ويظهر مدى قوة التفجير، حيث انشطر إلى نصفين.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
من هم الجناة؟
سيارة إسعاف أمام كنيسة القديس أنتوني. لم يعلن أحد على الفور المسؤولية عن تلك الهجمات. لكن في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عن وجود صراعات بين المتطرفين الإسلاميين والبوذيين، الذين يشكلون غالبية السكان. وقال متحدث باسم الحكومة يوم الاثنين (22 نيسان/ابريل) "إنها على قناعة تامة بأن جماعة "التوحيد الوطني" المتطرفة هي التي نفذت الهجمات".
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
احتياطات أمنية
بعد الهجوم، تم تعزيز الاحتياطات الأمنية في جميع أنحاء البلاد - هنا مجموعة من قوات الأمن في أحد أماكن الهجوم في كولومبو. كما فرض حظر تجول ليلي. وحجبت الحكومة أيضا الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والسبب هو: يجب ألا يكون هناك انتشار للشائعات والأخبار الكاذبة.
صورة من: Reuters/D. Kiyanawatte
"مشاهد فظيعة"
أصيب أكثر من 500 شخص في سلسلة الهجمات ويجري علاجهم في المستشفيات. من "المشاهد الرهيبة"، حسبما ذكر الوزير هارشا دي سيلفا: كانت إحدى الكنائس التي استهدفتها التفجيرات ممتلئة بأشلاء أجساد المصلين. وقال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغى إن الهجمات "تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد".
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
العالم يدين الجريمة ويعزي "دمعة الهند" بدمعة
ثلاثة كهنة في طريقهم إلى كنيسة القديس أنتوني التي تم إغلاقها. وقد تمت إدانة الهجمات في جميع أنحاء العالم، وجاءت عبارات التعازي من حكومات بينها ألمانيا والهند ونيوزيلندا. كما تذكر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ضحايا الهجمات. وندد ممثلو الديانات الأخرى بالأفعال. إعداد: آشوك كومار/ أرند ريكمان/ ص.ش