1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجمات على إسرائيل من اليمن.. من هم المتمردون الحوثيون؟

٢٤ يوليو ٢٠٢٤

رغم المسافة التي تزيد عن أكثر من ألفي كيلومتر، نفذ المتمردون الحوثيون في اليمن هجمات على إسرائيل كما هددوا بشن المزيد. بدورها ردت إسرائيل بقصف ميناء الحديدة. فمن هم المتمردون الحوثيون وما هي أهدافهم السياسية؟

حوثيون في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء 24.11.2023
تعود جذور حركة الحوثيين إلى بدايات تسعينيات القرن الماضي والتنظيم السياسي الذي أسسه حسين بدر الدين الحوثيصورة من: Mohammed Huwais/AFP/Getty Images

 

أكد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تصميم جماعته على الاستمرار في مهاجمة إسرائيل، وقال مؤخرا إنهم "سعداء جدا" بالتصعيد ومستعدون للمواجهة ولحرب طويلة معها، ولن تكون هناك خطوط حمراء.

ففي يوم الجمعة (19 يوليو/ تموز 2024) نفذ الحوثيون هجوما على إسرائيل بإطلاق مسيرة من اليمن باتجاه تل أبيب حيث انفجرت هناك على بعد أكثر من ألفي كيلومتر، وأدى الانفجار إلى مقتل شخص وجرح ثمانية آخرين. وردا على ذلك نفذت إسرائيل غارات جوية وقصفت ميناء الحديدة في غربي اليمن.

وقالت إسرائيل إنها قصفت مواقع عسكرية للمتمردين هناك. في حين أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين بمقتل عدة أشخاص. ورد الحوثيون بإطلاق صواريخ باتجاه ميناء إيلات في إسرائيل، التي قالت بدورها إنها اعترضت صاروخا وفجرته.

أصل وهوية الحوثيين

ينتمي الحوثيون إلى مجموعة قبائل في شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية، يتبعون المذهب الزيدي الذي يعد أحد طوائف الشيعة. وعلى عكس الكثير من الشيعة، لا يؤمن الزيديون بعودة المهدي المنتظر. لكن انتماءهم إلى الطائفة الشيعية يعد سببا أساسيا لعلاقاتهم الوثيقة مع إيران، التي تقول إنها تقود المحور المعادي لإسرائيل وتمثل مصالح الشيعة في المنطقة.

في اليمن يشكل الزيديون حوالي ثلث السكان. ويعود ظهور حركة الحوثي كجماعة سياسية ومن ثم عسكرية إلى بدايات تسعينيات القرن الماضي. وقد أسس الحركة الأولى حسين بدر الدين الحوثي، شقيق الزعيم الحالي للحوثيين عبد الملك الحوثي. وحسين بدر الدين الحوثي كان نائبا سابقا في البرلمان اليمني وأعلن عن معارضته لسياسات الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.

 

الحوثيون والحرب الأهلية

منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي، ازداد اتهام الحوثيون للحكومة المركزية في صنعاء بتهميش الزيديين وانتهاك حقوقهم. كما يتهمون الحكومة بالتقارب مع إسرائيل والولايات المتحدة. واعتمادا على هذه الاتهامات ثاروا عام 2014 ضد حكومة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، الذي استطاع البقاء في منصبه بفضل دعم التحالف العسكري الذي قادته السعودية، وتدخل في حرب اليمن منذ عام 2015 وحتى الآن.

صحيح أن الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، تسيطر على جزء كبير من اليمن، لكن الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال غربي البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء، بدعم كبير من إيران. لذلك تعتبر الحرب في اليمن، حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

ويمتلك الحوثيون دبابات ومدرعات وعربات وصواريخ موجهة وصواريخ كروز بالإضافة إلى المسيرات وغيرها من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، التي يقولون إنهم استولوا عليها من مستودعات الجيش اليمني النظامي.

أيديولوجية متطرفة معادية لإسرائيل

يرفع الحوثيون شعارا يدعو إلى  ".. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، وهذا يدل على نهجهم الإيديولوجي العنصري والمعادي للسامية. وفي مناطق سيطرتهم  أقاموا نظاما دينيا متشددا، وهم يربطون بين التشدد الديني والنهج الصارم المعادي للغرب وإسرائيل. حتى اسم حركتهم "أنصار الله" يعكس نهجهم وتشددهم..

ففي مناطق سيطرتهم أقاموا نظاما دينيا متشددا ، وهم يربطون بين التشدد الديني والنهج الصارم المعادي للغرب وإسرائيل. حتى اسم حركتهم "أنصار الله" يعكس نهجهم وتشددهم.

لم تتخذ الحكومات اليمنية منذ إعادة توحيد شطري البلاد عام 1990 موقفا مؤيدا للفلسطينيين فحسب، بل حتى قبل ذلك، وهذا الموقف عمقه وتشدد فيه الحوثيون أكثر، وبذلك يحصلون على المزيد من التعاطف الشعبي معهم.

وبالنسبة لحرب غزة، يحمل الحوثيون إسرائيل وحدها مسؤولية الحرب، متجاهلين الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وأدى إلى مقتل حوالي 1200 إسرائيلي. ودعما لحماس، كما يدعي الحوثيون، ينفذ هؤلاء ومنذ عدة أشهر هجمات على السفن في البحر الأحمر ويطلقون صواريخ على إسرائيل.

يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

علاقات وثيقة مع إيران

بنهجهم المعادي للغرب وإسرائيل، يعتبر الحوثيون حليفا طبيعيا للنظام الإيراني. وهو جزء مما تسميه إيران "محور المقاومة" ضد إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، والذي يضم حزب الله اللبناني وتنظيمات عراقية راديكالية والنظام السوري، حسب ما قاله في حواره مع DW حميد رضا عزيزي الباحث المختص بالشؤون الإيرانية في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين.

لكن رغم ذلك يختلف الحوثيون عن باقي حلفاء إيران، فهم أقل اعتمادا عليها مقارنة بحزب الله اللبناني مثلا، كما أنهم لا يخضعون بشكل مباشر لقيادة وسيطرة إيران، حسب رأي عزيزي.

وتقول إيران إنها تدعم الحوثيين سياسيا فقط، ولا تزودهم بالسلاح، لكن هذا الادعاء مشكوك فيه. فقد اعترض الجيش الأمريكي مع حلفائه خلال السنوات العشر الماضية  ما لا يقل عن 20 سفينة إيرانية محملة بصواريخ وأجزاء صواريخ، وصواريخ كروز ومسيرات وآلاف البنادق الآلية وغيرها من المعدات الحربية، كانت مرسلة للحوثيين في اليمن.

ويشير تقرير نشرته وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) الأمريكية في شهر يوليو/ تموز الجاري، إلى أن الحوثيين نفذوا أكثر من 100 هجوم بري وبحري في مجمل منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر وخليج عدن بالأسلحة التي زودتهم إيران بها.

أعده للعربية: عارف جابو

كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW