هجمات ليلية متبادلة بين موسكو وكييف بعيدا عن خطوط الجبهة
عارف جابو رويترز، د ب أ
٧ ديسمبر ٢٠٢٥
هجمات متبادلة بين أوكرانيا وروسيا بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدا عن خطوط الموجهة المباشرة. وفيما استهدفت موسكو البنية التحتية وقطاع الطاقة والكهرباء، استهدفت كييف بمسيرات قطاع النفط الروسي بقصف مصفاة نفط ريازان.
تستهدف روسيا البنية التحتية وشبكة الكهرباء والتدفئة في أوكرانيا بهجمات مكثفة بالمسيرات والصواريخصورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
إعلان
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد (السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2025) إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 77 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، في وقت يواصل فيه الجانبان تبادل الهجمات الجوية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات تقريبا.
وأضافت الوزارة في بيان على تطبيق تيليغرام أن الدفاعات الجوية أسقطت الطائرات المسيرة فوق سبع مناطق في جنوب ووسط روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. وقال يوري سليوسار حاكم منطقة روستوف على تيليغرام إن برجا لنقل الكهرباء تضرر في المنطقة المتاخمة لأوكرانيا وتبعد نحو ألف كيلومتر جنوبي موسكو، مما تسبب في انقطاع الطاقة الكهربائية عن 250 من السكان لكنه أشار إلى أن الأمر لم يسفر عن إصابات.
وذكرت وزارة الدفاع أن 42 طائرة مسيرة جرى تدميرها فوق منطقة ساراتوف في جنوب غرب روسيا و12 طائرة مسيرة فوق روستوف. ونادرا ما تكشف السلطات الروسية عن نطاق الأضرار الناجمة عن الهجمات الجوية الأوكرانية ولا تؤكد أبدا تقريبا استهداف أي بنية تحتية عسكرية.
غارات جوية على أوكرانيا بمئات المسيرات
أفادت وسائل إعلام محلية في وقت مبكر من اليوم الأحد، أن روسيا شنت غارات جوية على أوكرانيا خلال الليل. وقالت القوات الجوية الأوكرانية، وفقا لوكالة أنباء أر بي سي- أوكرانيا، إن مدينة كريمنشوك وسط أوكرانيا في منطقة بولتافا تعرضت لهجوم بعشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كينجال فرط صوتية. وسمعت انفجارات في المدينة، وأفاد السكان بانقطاعات في الكهرباء والتدفئة.
إعلان
ولم تتوفر على الفور أرقام رسمية عن الضحايا أو مدى الأضرار، ولم يتسن التحقق من التقارير بشكل مستقل. وفي وقت سابق، وخلال ليلة السبت، شنت روسيا ضربة جوية واسعة النطاق أخرى على شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في إصابات وانقطاعات طارئة للكهرباء في عدة مناطق.
واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي موسكو مرة أخرى بمهاجمة البنية التحتية المدنية. وقدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس أي إس) ومقره الولايات المتحدة أن الهجوم شمل حوالي 653 طائرة مسيرة و 51 صاروخا وصاروخ كروز، مما يجعله على الأرجح ثالث أكبر هجوم جوي في الحرب.
استهداف قطاع النفط الروسي
من ناحية أخرى قالت القوات المسلحة الأوكرانية أمس السبت إنها نفذت ضربة جديدةاستهدفت قطاع النفط الروسي، مركزة على مصفاة في مدينة ريازان نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي موسكو. وذكرت هيئة الأركان العامة في كييف على وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم رصد إصابة منشأة، مضيفة أن المصفاة تزود القوات المسلحة الروسية بالوقود.
وقال حاكم منطقة ريازان، بافيل مالكوف، على تليغرام إن حطاما سقط داخل مجمع منشأة صناعية، ولم تقع إصابات أو أضرار كبيرة. وبحسب الحاكم، تم إسقاط 29 طائرة مسيرة أوكرانية فوق المنطقة خلال الليل. وتعرض مبنى سكني لأضرار، لكن تم إخماد حريق على سطحه بسرعة. ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو وصور غير موثقة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي ما يزعم أنه حريق داخل المصفاة القريبة واصطداما بسقف مبنى شاهق.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت كييف هجماتها على قطاعي النفط والغاز الروسيين بهدف تعطيل مخزون الوقود المستخدم من قبل الجيش واستنزاف الموارد المالية للدولة المخصصة لمواصلة الحرب. وفي وقت لاحق، تسبب انفجار في انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من مدينة بيلغورود الروسية، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وقال حاكم المنطقة، فياتشيسلاف غلادكوف، على تليغرام إن قذيفة مجهولة المصدر تسببت في الانقطاع. وقال إن رجلا أصيب، مضيفا أن هناك أيضا مشاكل في إمدادات الطاقة خارج المدينة. وذكرت قناة محلية على تليغرام أن قنبلة انزلاقية روسية أخطأت هدفها ربما تكون قد ضربت محطة فرعية. وقت وقوع الانفجار، لم يكن هناك إنذار صاروخي في المدينة. وتسقط المقاتلات الروسية قنابل جوية بالقرب من خط المواجهة، ولكن لا تزال ضمن مجالها الجوي الخاص، والتي يتم توجيهها بعد ذلك عبر عشرات الكيلومترات لضرب أهداف في أوكرانيا. ومع ذلك، تعرضت شبكة الكهرباء في بيلغورود، التي تبعد 35 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية، لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية أيضا.
تحرير: حسن زنيند
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.