هجوم دوما- واشنطن تتوعد بالرد وروسيا تحذر من "تداعيات خطيرة"
٩ أبريل ٢٠١٨
قالت نيكي هيلي سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة إن بلادها "سترد" على هجوم مميت بأسلحة كيماوية في سوريا سواء قام مجلس الأمن بتحرك أم لا. وفيما نفت روسيا وقوع أي هجوم كيماوي حذرت أمريكا من تداعيات خطيرة إذا هاجمت سوريا.
إعلان
مسائية DW : الهجوم الكيماوي المفترض على دوما.. الملابسات والتداعيات - الجزء الأول
24:29
قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة اليوم الاثنين (9 أبريل نيسان 2018) إن الولايات المتحدة "سترد" على هجوم مميت بأسلحة كيماوية في سوريا سواء قام مجلس الأمن الدولي بتحرك أم لا.
وأبلغت هيلي المجلس قائلة "وصلنا إلى اللحظة التي يتعين أن يرى فيها العالم تحقيق العدالة". وقالت "سيسجل التاريخ هذا بوصفها اللحظة التي أدى فيها مجلس الأمن واجبه أو أظهر فشله الذريع والتام لحماية شعب سوريا..أيا كان الموقف فإن الولايات المتحدة سترد".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد قبلها بالقيام بإجراء سريع اليوم الاثنين ردا على هجوم "همجي" مشتبه به بالأسلحة الكيماوية في سوريا وأوضح أن كل الخيارات مطروحة بما في ذلك العمل العسكري. وأضاف ترامب عندما سئل عما إذا كان العمل العسكري أحد الاحتمالات "ليس هناك شيء مستبعدا".
من جانبه قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن موسكو حذرت الولايات المتحدة من "تداعيات خطيرة" إذا هاجمت القوات الحكومية السورية. وقال السفير الروسي لمجلس الأمن الدولي "لم يقع أي هجوم بأسلحة كيماوية". وأضاف "نقلنا بالفعل للولايات المتحدة من خلال القنوات المعنية أن استخدام القوة المسلحة تحت أي ذريعة كاذبة ضد سوريا التي تنتشر فيها قوات روسية بناء على طلب من الحكومة الشرعية للبلاد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة". وقال أيضا إن المحققين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجب أن يتوجهوا جوا إلى سوريا بحلول يوم الغد الثلاثاء لبحث الاتهامات بشأن الهجوم وعرض توفير السلطات السورية والقوات الروسية الحماية لهم.
بدورها، شنت فرنسا أمام مجلس الأمن الدولي هجوما حادا على روسيا بسبب الهجوم الكيميائي المفترض الذي استهدف السبت مدينة دوما، وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر إن "الدعم العسكري الروسي والإيراني موجود على الأرض وعلى جميع مستويات آلة الحرب السورية، وما من طائرة سورية تقلع من دون أن يتم إبلاغ الحليف الروسي"، مشددا على أن الهجوم على دوما وقع إما بموافقة ضمنية أو صريحة من روسيا أو رغما عنها وعن وجودها العسكري".
ي.ب/ م م (د ب أ، ا ف ب)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.