هجوم زولينغن - ألمانيا تشدد القواعد للاجئين وحمل السكاكين
٢٩ أغسطس ٢٠٢٤
أعلنت الحكومة الألمانية تشديد القوانين المتعلقة بحمل السلاح الأبيض والمساعدات المقدمة لبعض طالبي اللجوء، بعد الهجوم الدامي الذي وقع في زولينغن قبل ستة أيام.
إعلان
أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في برلين، الخميس (29 أغسطس/آب 2024)، أن الائتلاف الحاكم في البلاد اتفق على إلغاء المساعدات لفئة محددة من طالبي اللجوء وهم المهاجرون الذين تختص دولة أوروبية أخرى بمباشرة إجراءات لجوئهم ووافقت على استعادتهم إليها.
وخلال طرحها للإجراءات الجديدة التي اتفقت عليها الحكومة والرامية إلى الحد من الهجرة غير النظامية والحماية من "الإرهاب الإسلاموي"، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، إنها إجراءات "واسعة النطاق وصارمة".
توسيع صلاحيات الأجهزة الأمنية
وتشمل الإجراءات أيضا توسيع نطاق صلاحيات الأجهزة الأمنية في مكافحة "الإسلاموية" ومواصلة استخدام وسيلة حظر الجمعيات بحق "الجمعيات الإسلاموية".
ومن التدابير المعلنة حظر حمل السلاح الأبيض بشكل خاص خلال المهرجانات والمعارض وكذلك في وسائل النقل لمسافات طويلة من قطارات وحافلات.
وتنص حزمة القرارات على منح أفراد إنفاذ القانون الاتحاديين الحق في استخدام أجهزة الصعق الكهربائي، وإضافة تدابير جديدة لأعمال التحقق من تاريخ الأفراد قبل منحهم تصاريح حيازة الأسلحة بهدف منع المتطرفين من الحصول عليها، وفقا لما ورد في وثيقة حكومية تحدد طبيعة التدابير.
وستشدد برلين قوانين وإجراءات اللجوء والإقامة التي تنظم التعامل مع من يرتكبون جريمة تتعلق بسلاح أو أداة خطيرة.
ومن المتوقع أيضا تشديد معايير استبعاد الأفراد من وضع طالب لجوء أو لاجئ، ومنها فرض عقوبات مشددة على الجرائم الخطيرة، بما يشمل مرتكبي المخالفات من صغار السن. ومن المقرر أن يصوت عليها المجلسان الأعلى والأدني في البرلمان.
إعلان
شولتس راضٍ عن رد فعل الحكومة
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رضاه تجاه رد فعل حكومته على هجوم الطعن وكذلك تجاه حزمة الإجراءات التي تم طرحها بعد ظهر اليوم الخميس.
وعلى هامش حوار مع المواطنين في مدينة زيلوف بولاية براندنبورغ شرقي ألمانيا، قال شولتس: "من الجيد أن هذا حدث بسرعة ودقة، وأنا سعيد بأن هذه الإجراءات أمكن تقديمها اليوم".
ولم يكن شولتس حاضرا بنفسه خلال طرح الحزمة بسبب قيامه برحلته الصيفية في ألمانيا. وأضاف شولتس أن من المنتظر الآن أن يتم تنفيذ الإجراءات بسرعة، وتابع: "ونحن نناقش المزيد من المقترحات الذكية مع الجميع"، وذلك في إشارة إلى تصريحات صدرت عن المعارضة.
يأتي ذلك بعد هجوم الطعن القاتل في مدينة زولينغن مساء يوم الجمعة الماضي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين. وتم إلقاء القبض على طالب لجوء سوري (26 عاما) أقر بأنه المسؤول عن الهجوم وبانتمائه إلى تنظيم داعش.
تنظيم ”الدولة الإسلامية“ يعلن مسؤوليته عن هجوم زولينغنن. كيف لا يزال التنظيم يجند أعضاءه حتى الآن؟
03:19
وكان التنظيم أعلن عن مسؤوليته عن هجوم زولينغن، وذكر في بيان على وكالته الإعلامية "أعماق" أن منفذ الهجوم أحد أعضائه وأنه قام بذلك "انتقاما للمسلمين في فلسطين وأماكن أخرى".
ويحقق الادعاء العام الاتحادي، أعلى سلطة ادعاء في ألمانيا، مع الشاب السوري في تهم من بينها القتل والانتماء إلى تنظيم داعش. وكان من المفترض بالأساس أن يتم ترحيل هذا الشاب من ألمانيا إلى بلغاريا في العام الماضي عملا بقواعد اتفاقية دبلن غير أن عملية الترحيل فشلت لاختفاء الشاب من مكان إقامته.
وكان العمل على إعداد حزمة الإجراءات بدأ بالفعل في عطلة نهاية الأسبوع التي تلت وقوع الهجوم. وكان المستشار شولتس أعلن أمس الأربعاء عن إجراء محادثات مع الولايات والاتحاد المسيحي (الذي يتزعم المعارضة في البلاد) لبحث النتائج المترتبة على الهجوم.
ومن المنتظر أن تنعقد في الأسبوع المقبل أول جلسة لمجموعة العمل التي تضم ممثلين عن الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم، وهي الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.