هجوم ستراسبورغ – أي انعكاسات له على الجالية العربية؟
١٢ ديسمبر ٢٠١٨
خلف الهجوم الأخير بمدينة ستراسبورغ ردود فعل متباينة للجاليات العربية في فرنسا.. البعض يرى أن الاعتداء سيزيد من الجدل حول الإسلاموفوبيا، في حين يترقب آخرون تشديداً على القادمين من بلدان عربية.
إعلان
الاعتداءالأخير بمدينة ستراسبورغ هز المجتمع الفرنسي الذي يشهد بالفعل تظاهرات عنيفة وأحداث شغب لأصحاب "السترات الصفراء" مؤخراً.
وكان النائب العام ورئيس نيابة مكافحة الإرهاب، ريمي هيتز قد أعلن في مؤتمر صحفي أن المشتبه به اسمه "شريف. س"، وهو مولود بستراسبورغ في 24 شباط/فبراير 1989. وأضاف أن المشتبه به "معروف جدا" لدى القضاء بسوابق جرائم في عمليات سرقة وعنف.
وفي حديث له مع DWعربية،نقل سعيد سالمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيزانسونبفرنسا، ردود الفعل وسط الجالية العربية والمغاربية في فرنسا بعد الحادث. وأوضح سالمي أن البعض، وخاصة ممن لديهم وعي أكبر بمجريات الأمور، يستنكرون ما حدث وبشدة.
انعكاسات سلبية
وتتخوف الجالية العربية والمسلمة من أن يؤدي هذا الاعتداء إلى تكريس النظرة السلبية تجاه أفرادها على وجه الخصوص، سواء في فرنسا أو في أوروبا بشكل عام. وبهذا الشأن أكد سالمي أن " الشعور العام اليوم في ستراسبورغهو ترقب المزيد من الانعكاسات السلبية"، مذكرا بهجوم برشلونة وما أعقبه من انعكاسات على الجالية المغاربية.
وعلى خلفيه هذا الهجوم الدموي، يتخوف مراقبون من اتخاذ المزيد من الإجراءات القانونية المتشددة في وجه المهاجرين واللاجئين القادمين من البلدان العربية. و"هذا الشعور يستمد وجوده أساسا من الأحداث السابقة التي وقعت في فرنسا في السنوات الماضية، كما يقول سالمي.
لا مبرر للإرهاب
أولى المعلومات المتداولة بشأن المشتبه بتنفيذه عملية ستراسبورغ تشير إلى أن اسمه شريف. س، وهو مولود بستراسبورغ في 24 شباط/فبراير 1989. وقد أكد مصادر امنيه فرنسية أنه "معروف جدا" لدى القضاء بسوابق جرائم حق عام في عمليات سرقة وعنف مضيفة أنه سبق أن حكم عليه 27 مرة في فرنسا وألمانيا وسويسرا وسبق أن سجن عدة مرات. وكان المشتبه به تطرف إسلاميا في السجن ورصد "سلوكه المتشدد" في 2015 ما جعل اسمه يدرج في سجلات الإبلاغ للوقاية من التطرف ذي الطابع الإرهابي، بحسب ما أوضح النائب العام في مؤتمر صحافي بستراسبورغ.
وانطلاقا من هذه المعلومات المتوفرة، يطرح سعيد سالمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيزانسونبفرنسا السؤال عن الأسباب التي تقف وراء تطرف شباب ولدوا وترعرعوا في أوروبا؟ ويضيف "إنهم لم يأتوا من البلدان العربية والمغاربية، لكنهم أبناء فرنسا ويعانون من العزل الاجتماعي والبطالة داخل فرنسا، وهو ما ولد بداخلهم نوع من الغضب المتراكم والذي خرج في شكل أعمال عنف وإجرام". ويوضح بالقول "ما يحدث اليوم هو أن هذا الغضب يجد في الراديكالية الإسلامية طريقا للانتقام من هذا المجتمع الذي يحمله المسئولية فيما وصل إليه"، ويوضح أن "هذا ليس مبررا للقيام بأعمال ارهابية، ولكنه محاولة لفهم ما حدث"، على حسب قوله.
سارة إبراهيم
محطات دموية .. أبرز الاعتداءات التي ضربت فرنسا
ارتفعت مؤخرا حدة الاعتداءات الدامية في فرنسا، لكن هذه الدولة عانت منذ عقود من ضربات ضد المدنيين ورجال الأمن فوق ترابها. نعرض هنا جانبا من أبرز ما عانته فرنسا في مواجهة الاعتداءات الإرهابية خلال العقود الأخيرة.
صورة من: Reuters/V. Kessler
مساء دام في ستراسبورغ
مساء دام عاشته مدينة ستراسبورغ الألمانية. الثلاثاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2018) مٌسلح، موضوع على قائمة المراقبة الأمنية، يطلق النار على مارة بوسط المدينة موقعاً ثلاثة قتلى و 13 جريحا.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إجراءات أمنية استثنائية
بعد اعتداء ستراسبورغ قررت الحكومة الفرنسية رفع حالة التأهب لأعلى مستوياتها وإطلاق عمليات تفتيش مكثفة على الحدود.
وزير الداخلية الفرنسي أعلن أن السلطات المحلية في ستراسبورغ ستمنع المظاهرات من أجل إتاحة المجال لقوات الأمن لمطاردة المشتبه به في عملية إطلاق النار. إعتداء ستراسبورغ يأتي بعد سلسلة إعتداءات دامية شهدتها فرنسا خلال العقود الماضية...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Cegarra
هجوم دموي.. والفاعل غير معروف
انفجرت قنبلة شهر تشرين الأول/ أكتوبر1980 في معبد يهودي بباريس مّا أدى إلى مصرع 4 أشخاص وجرح 46. المُثير في القضية أنه لحد الآن، لم تحدّد العدالة الفرنسية منفذي الهجوم. حامت الشكوك حول حسان دياب، الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا في كندا، حيث جرى توقيفه عام 2008، ثم نقله إلى فرنسا. وبعد مسار مطول من التحقيق، أعلنت العدالة الفرنسية بداية 2018 أن الأدلة بحق دياب غير دامغة، وبالتالي أطلق سراحه.
صورة من: AFP/Getty Images
كارلوس.. الثعلب الإرهابي
شكّل الفنزويلي كارلوس، الملقب بالثعلب، كابوسا لفرنسا قبل اعتقاله عام 1994. وجهت له اتهامات بالضلوع في مقتل شرطيين عام 1975 بباريس، ثم هجوم آخر عام 1982 عبر تفجير قنبلة في قطار، ممّا أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 27. نهاية العام ذاته اتُهم بقيادة هجومين في محطة قطار مرسيليا وقطار TGV، انتهيا بمصرع 5 أشخاص وجرح 45. من دوافع هجماته رغبته بإطلاق سراح رفيقيه الألمانية ماغدالينا كوب والسويسري برونو بيرغيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
GIA تصل إلى فرنسا
خرجت عمليات الجماعة الإسلامية المسلحة GIA من الجزائر إلى فرنسا عام 1995، عندما تعرّضت هذه الأخيرة لثمانية هجمات، استخدمت فيها قنابل وأسلحة تقليدية أدت إلى مصرع 8 أشخاص وجرح 200 آخرين. الهجوم الأسوأ وقع في محطة سان ميشيل نوتردام بباريس، كما اغتيل إمام جزائري ومرافقه بباريس. أدت الهجمات إلى توتر في علاقات فرنسا بالجزائر، خاصة مع اتهامات بتورط أجهزة أمنية جزائرية في عمليات GIA.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
حتى الأطفال لم يسلموا من الإرهاب
أجهز محمد مراح على سبعة أشخاص، وثلاثة أطفال، فضلاً عن جرحه ستة آخرين، في ثلاث هجمات مختلفة، بمدينتي تولوز ومونتوبان شهر مارس 2012، أخطرها في مدخل مدرسة يهودية. أعلن "جند الخلافة" المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن الواقعة، غير أن الشرطة الفرنسية نفت أن تكون لمراح علاقة بأيّ تنظيم.
صورة من: Reuters
مجزرة شارلي إيبدو
مثلت بداية عام 2015 صدمة كبيرة للفرنسيين، إثر قيام ثلاثة مسلحين، هما الأخوين كواشي وأميدي كوليبالي، المرتبطين بتنظيم "داعش"، بقتل 27 شخصا. أول الهجمات كانت على مجلة شارلي إيبدو، حيث قتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من طاقم المجلة الساخرة. وبعدها قُتل أربعة في متجر يهودي من لدن كوليبالي، الذي كان يحتجز رهائن قبل تصفيته. قُتلت شرطية في مكان آخر، قبل محاصرة الأخوين كواشي في مطبعة.
صورة من: Reuters/Noble
حمام دم في باريس وسان دوني
نفذ "داعش" أسوأ هجوم إرهابي بفرنسا شهر نوفمبر 2015. مجموعة هجمات نفذها جهاديون في باريس وسان دوني. بدأت في ملعب فرنسا عبر تفجير 3 إرهابيين لأجسادهم، ثم جرى إطلاق النار على زبائن مقاهٍ ومطاعم، وكان الهجوم المروّع في مسرح باتكلان بإطلاق الرصاص على جمع من الناس. وصل عدد القتلى إلى 130 والجرحى إلى 413. تزعم المجموعة المنفذة عبد الحميد أبا عوض، مغربي- بلجيكي، وقد قُتل لاحقاً برفقة شركاء آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيس تنزف دما
يوم صيفي هادئ في نيس عام 2016 ينتهي بمجزرة. محمد لحويج بوهلال يقود شاحنة ثم يدهس جمعا من المدنيين، متسبباً في مقتل 86 شخصا وجرح 458، قبل الإجهاز عليه. تبنى "داعش" العملية، لكن الادعاء العام الفرنسي قال إن الهجوم منفرد. لم يعرف عن بوهلال، التونسي الجنسية، تدينه أو ارتباطه بالإسلام الراديكالي، ولم تعرف دوافعه وراء الهجوم الذي تسبّب باستمرار حالة الطوارئ بفرنسا بعدما كان من المقرر نهايتها.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
هجوم إرهابي في تريب
الجمعة 23 آذار/ مارس 2018 أدى حادث إرهابي آخر إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابة أربعة آخرين بجروح في هجمات نفذها مسلح قال إنه من تنظيم "داعش". المسلح احتجز رهائن في بلدة تريب بجنوبي غرب البلاد، قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلا. فيما أدعى التنظيم أن الفاعل أحد جنوده. والرئيس الفرنسي ماكرون يصف الهجوم بالـ"إرهابي" نفذه إسلامي متشدد.