هجوم عنيف على روسيا بمجلس الأمن و"الكابوس" في حلب يتواصل
٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
دي ميستورا يناشد أمريكا وروسيا بإنقاذ الهدنة في سوريا، داعيا مجلس الأمن إلى ضمان وقف الأعمال القتالية على الأقل لـ48 ساعة أسبوعيا. والدول الغربية تتهم روسيا بتصعيد التوتر، فيما يدعو بان كي مون "لوضع حد للكابوس" بسوريا.
إعلان
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مجلس الأمن اليوم الأحد (25 سبتمبر/ايلول 2016) إنه ما زالت أمام الولايات المتحدة وروسيا "نافذة فرص محدودة " لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار مؤخرا في سوريا، محذرا من أن الثقة في نيتهما فيما يتعلق بحل الأزمة قد "انكسرت بشكل خطير ". وأضاف: "أريد أن أصدق، لأنني ما زلت مسؤولا أمميا ساذجا، أنهما يعنيان فعلا ما يقولان وأنهما يرغبان في العمل بالفعل".
وتابع قائلا: "أنا أتساءل وأحثهما بالفعل بذل قصارى جهدهما لرؤية ما إذا كان بإمكانهما إنقاذ اتفاقهما والقيام بذلك فى اللحظة الأخيرة ". ودعا دي ميستورا مجلس الأمن إلى ضمان وقف الأعمال القتالية ضد المدنيين وإلى توقفات إنسانية لأعمال القتال لمدة 48 ساعة أسبوعيا وتنفيذ عمليات إجلاء طبي، مشيرا إلى وتيرة وكثافة الهجمات غير المسبوقة على شرقي حلب.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الكبرى إلى "بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس" في سوريا. وتساءل بان أمام الصحافيين فيما كان مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة التصعيد في حلب "إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟".
ودعا الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى "التحرك بعزم". وندد بان باستخدام قنابل قوية جدا تستطيع تدمير ملاجىء او مستشفيات اقيمت تحت مبان في حلب، مذكرا بأن "القوانين الدولية واضحة والاستخدام المنهجي ومن دون تمييز لأسلحة في مناطق مكتظة هو جريمة حرب". واعتبر أنه باستخدام هذه القنابل البالغة القوة، "فإن العنف بلغ درجات جديدة من الهمجية" في حلب.
أما الدول الكبرى وخاصة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فقد ألقت باللائمة على روسيا في التصعيد الأخير للعمليات القتالية لاسيما في مدينة حلب شمالي البلاد. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، "بدلا من السعي إلى تحقيق السلام تشن روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد حربا"، مضيفة "حتى في الوقت الحالي، سنواصل البحث عن أية وسيلة ممكنة لاستعادة وقف القتال، لكن بالمنطق: وقف الأعمال العدائية من جانب واحد لا يمكنه التماسك".
وقال ماثيو رايكروفت، مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة "إنها تصرفات روسيا هي التي أطالت أمد الصراع، ومددت المعاناة، يجب علينا الآن أن نقرر ما يمكننا القيام به لفرض وقف فوري لقصف حلب وغيرها من المناطق المدنية في سوريا". فيما قال فرانسوا ديلاتر، المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة "هل تعتقد روسيا أن بإمكانها إيجاد الثقة والمصداقية مع شركائها من خلال التفاوض على وقف الأعمال العدائية من جهة ، ودعم النظام، الذي يقصف حلب، من الجهة الأخرى؟"
في غضون ذلك، تتواصل الأعمال القتالية في حلب، حيث أوقع القصف على المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية 124 قتيلا على الأقل، بينهم 25 الأحد، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. ومن هؤلاء 19 طفلا على الأقل قتلوا تحت انقاض منازلهم التي دمرها القصف الجوي، حسب المصدر ذاته. فيما قالت مصادر في مديرية صحة حلب الحرة التابعة للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أكثر من 90 شخصا قتلوا اليوم الأحد جراء حوالي مئة غارة شنتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية.
ش.ع/أ.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".