شن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما هو "الأعنف" منذ عام في مدينة دير الزور بشرق سوريا، ما تسبب بمقتل أكثر من ثلاثين عنصرا من قوات النظام والجهاديين المستثنين من هدنة هشة تشهدها الجبهات الرئيسية.
إعلان
شن تنظيم "الدولة الإسلامية" أمس (السبت 14 يناير/ كانون الثاني 2017) هجوما على جبهات عدة في مدينة دير الزور، في محاولة للتقدم داخل أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب باندلاع معارك عنيفة، وفق المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم "فجر أنفاق وأرسل انتحاريين، فيما ردت قوات النظام وحلفاؤها بشن غارات على مواقع الجهاديين داخل المدينة"، مشيرا إلى أن الهجوم "هو الأعنف" للجهاديين على المدينة منذ أكثر من عام.
وتسببت المعارك بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل "12 عنصرا على الأقل من قوات النظام وعشرين مقاتلا من تنظيم "الدولة الإسلامية" فضلا عن إصابة العشرات من الطرفين. جدير بالذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، بعد سيطرته في 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور، يسيطر منذ كانون الثاني/يناير 2015 على أكثر من ستين بالمائة من مدينة دير الزور ويحاصر مائتي ألف من سكانها على الأقل.
وأفاد المرصد ووكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بمقتل مدنيين اثنين جراء قذائف أطلقها التنظيم على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة. وأكد مصدر عسكري سوري في دير الزور أن الجيش "أحبط هجوم الجهاديين"، موضحا أن "الطيران الحربي استهدف خطوط إمداد داعش في كل محاور المدينة". وقال نفس الصدر إن "تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها"، في محاولة لـ"قطع الطريق بين المدينة والمطار" العسكري الذي يحاول التنظيم السيطرة عليه منذ استيلائه على المدينة.
وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لإطلاق النار منذ 30 كانون الأول/ ديسمبر، بموجب اتفاق روسي تركي، هو الأول بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في هدنات سابقة لم تصمد. ويستثني الاتفاق بشكل أساسي مجموعات مصنفة "إرهابية" على رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية". وتصر موسكو ودمشق على أنه يستثني أيضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وهو ما تنفيه فصائل مدعومة من أنقرة. ومن شأن استمرار الهدنة تسهيل محادثات استانا التي تعمل موسكو وطهران وأنقرة على عقدها في 23 من الشهر الحالي. وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية السبت عن دعمها هذه المحادثات.
ح.ز/ ط.أ (أ.ف.ب)
صور تجسد معاناة سكان دمشق من قطع المياه
قطع المياه عن مدنية دمشق يكاد يتسبب بكارثة إنسانية. المعارك المتواصلة بالقرب من نبع الفيجة، الذي يمد العاصمة السورية بمعظم حاجتها من مياه الشرب، تهدد باستمرار المعاناة التي نرصد بعضا من جوانبها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
بعد أن تم التوصل إلى اتفاق، برعاية روسية-تركية، لوقف إطلاق النار بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة، استمر تقدم قوات النظام في منطقة وادي بردى. نتيجة المعارك هناك توقفت امدادات المياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
وعزت الأمم المتحدة قطع إمدادات "المصدرين الرئيسيين لمياه الشرب، وهما نبع وادي بردى وعين الفيجة، اللذين يوفران المياه النظيفة والآمنة لسبعين في المئة من السكان في دمشق وما حولها" إلى "استهداف متعمد للبنية التحتية أدى إلى تدميرها".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
نقص الماء اضطر سكان العاصمة للاعتماد على الأدوات البلاستيكية والصهاريج. عشرات المواطنين بينهم أطفال يصطفون في طوابير طويلة بانتظار وصول صهاريج المياه لملئ عبوات بحوزتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
وفي مواجهة الأزمة، عمدت محافظة دمشق إلى تقنين توزيع المياه على أحياء المدينة، وبالإضافة إلى استخدام مياه الآبار ترسل يوميا الصهاريج بشكل دوري إلى الأحياء لتأمين الحد الأدنى للسكان. وتقوم مؤسسة المياه بنشر لائحة للأحياء التي سيتم توزيع المياه عليها.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
ويقول مراسل فرانس برس في دمشق إن المياه أحيانا لا تصل إلى المنازل إلا لساعة أو ساعتين كل ثلاثة أيام، موضحا أن مياه الآبار صالحة فقط للغسيل وليس للشرب ما يجبر السكان على غلي المياه قبل استخدامها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doumany
وفيما يتمتع أطفال العالم بوقتهم في المدرسة أو اللعب، يعاني أطفال سوريا من الحرب عموما، وهنا من انقطاع المياه. ويضطرون غالبا للمساهمة في نقل المياه لعائلاتهم من مسافات بعيدة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Doumy
هذا الطفل يقوم أيضا، بنقل المياه لعائلته، فكل عبوة مياه مهما كانت صغيرة تعتبر كنزا ثمينا. فمياه الشرب ارتفعت أسعارها ووصلت لأرقام فلكية، مع الانقطاع المتواصل لها منذ عدة أيام.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
من يحصل على زجاجات مياه معدنية في دمشق هذه الأيام، كمن يحصل على جائزة قيمة. الصورة تغني عن التعبير.
إعداد: ف.ي/وكالات