ما تزال النمسا في حالة من الصدمة والذهول عقب ليلة دامية، حيث شهدت العاصمة النمساوية فيينا هجوماً إرهابياً وحشياً راح ضحيته عدد من الأبرياء. وتتكشف الحقائق بشأن هذا الهجوم في ظل استمرار التحقيقات، إذ إن المعلومات المؤكدة التي أوردتها الداخلية النمساوية تشير إلى أن أحد منفذي العملية هو من أصل ألباني، عمره 20 عاما ويحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية، كما أنه من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسبق أن أدين العام الماضي بجريمة إرهابية لمحاولة السفر إلى سوريا للالتحاق بداعش.
رجاء الجالية المسلمة!
صدمة كبيرة أصيب بها سكان النمسا من تلك العملية، فقد كانت البلاد حتى الآن في منأى نسبياً عن موجة الهجمات الإرهابية الإسلاموية في أوروبا في السنوات الأخيرة. وكان يعتقد بأن فيينا عاصمة دولة حيادية في مأمن عن مثل هذه الهجمات مقارنة بباريس ولندن وبروكسل على سبيل المثال، بحسب ما أفاده السيد طرفة بغجاتي رئيس مبادرة المسلمين النمساويين لـ (DW) عربية.
وقال بغجاتي: "كان هناك رجاء ضمني لدى الجالية المسلمة في النمسا ألا يكون الجاني مسلماً، حتى لا يحسب على الإسلام والمسلمين". متابعاً أن الصدمة كانت أكبر عندما تم معرفة أنه من مواليد النمسا، الأمر الذي قد يساء استغلاله بأن يكون ذريعة لتحميل مسلمي النمسا مسؤولية هذا العمل الوحشي".
وأوضح بغجاتي، وهو رئيس منبر الحوار المسيحي الإسلامي في النمسا أيضاً، أن فيينا قد شهدت أكثر من 10 عمليات إرهابية منذ عام 1975 حتى اليوم، غير أن هذه العمليات كان لمعظمها بعداً خارجياً، ولم تكن هجوماً يستهدف النمسا بحد ذاتها، باستثناء هجوم "جماعة أبو نضال"، الذي استهدف الكنيس اليهودي عام 1981، وهو المكان نفسه الذي بدأ فيه هجوم مساء الاثنين (2/11/2020). وقد صنف هجوم فيينا كعمل ذي خلفية إسلاموية وهي المرة الأولى التي تشهد فيها النمسا عملاً مماثلاً يستهدفها.
تضامن كبير
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بهذا العمل واستنكر مسلمو النمسا الهجوم الإرهابي المريع معتبرين أنه لا يمثل الإسلام والمسلمين، في ظل مخاوف كبيرة بين الجالية الإسلامية من تبعات هذه الهجمة عليهم. ونشر أحد المغردين على حسابه الخاص في موقع تويتر قائلاً: "الإرهابيون ليسوا مسلمين، حتى وإن ادعوا ذلك"
كما نشر تجمع للشباب المسلمين في النمسا تغريدة على تويتر تعبيراً عن تضامنهم في دقيقة صمت:
وغرد آخر يقول إن "لإسلام ليس كذلك، هؤلاء ليسوا مسلمين".
كما تحدث رئيس الهيئة الإسلامية بالنمسا إيميت فورال في حوار مع التلفزيون النمساوي (orf tv ) قائلاً "لقد آلمنا بعمق ما حدث، إنه هجوم على مدينتنا، وأفضل رد على هذا العمل الإرهابي، هو التكاتف مع بعض لنقف في وجه منهج التفرقة الذي يريد الإرهاب أن يحدث لنا، إن ديموقراطيتنا وحريتنا وليبراليتنا قوية، هي التي ستقف في وجه الإرهاب، وبالتالي فإن الانقسام ليس له أي مكان بيننا".
مخاوف المسلمين
ومن جهته عبّر بغجاتي عن وجود قلق من استخدام هذه العملية الوحشية من قبل اليمين المتطرف في النمسا بهدف التجييش ضد المسلمين في البلاد، مؤكداً في حواره مع (DW) عربية أنه: "يجب التصدي للخطاب الشعبوي عبر التضامن مع أهل هذه البلاد التي هي بلادنا". وأضاف بغجاتي أنه يناشد السلطات ألا يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجمعيات المسلمة وألا يحملوا المسلمين عبء هذه العملية البشعة، مؤكداً أن الجمعيات والهيئات الإسلامية هي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة.
الرعب والتوتر يخيمان على الشارع النمساوي في فيينا في الوقت الحالي، بحسب ما وصفته الصحفية نيرمين اسماعيل من فيينا بالنمسا، إذ أن "مدينة الأنس" لم تشهد عملاً إرهابياً منذ وقت طويل. وذكرت الصحفية في حوارها مع (DW) عربية أن حقيقة أن الهجوم ذو خلفية إسلاموية أثار الرعب في نفوس المسلمين بشكل أكبر خوفاً من انتشار الإسلاموفوبيا واستخدام هذه الجريمة ضدهم.
غير أن نرمين إسماعيل أشارت إلى ما يمكن أن يهدئ من هذه المخاوف، إذ قام شابان من أصل تركي بمساعدة ضابط شرطة نمساوي أثناء الهجوم معرضين حياتهما للخطر، إضافة إلى العمل البطولي الذي قام به الشاب الفلسطيني الذي كرمته الشرطة النمساوية بإعطائه "النيشان الذهبي"، وقالت هذه الحوادث قد تكون إشارة إلى أن "المسلم ليس إرهابياً"، وأضافت أن المارة في ذلك الوقت كانوا يساعدون بعضهم دون تفكير في الدين أو العرق أي بدافع إنساني.
كما سلطت الضوء على أهمية تصريح المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الذي قال فيه:
" يجب أن ندرك دائماً أن هذا ليس خلافاً بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين. هذا صراع بين العديد من الناس الذين يؤمنون بالسلام والقلة الذين يريدون الحرب". إذ أنه على الرغم من توجهه اليميني لم يقم بمهاجمة المسلمين والأجانب.
ريم ضوا
منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، شهدت أوروبا سلسلة من الهجمات الإرهابية ضربتها بالعمق واستهدفت عدة عواصم ومدن أوروبية باستخدام وسائل هجوم مختلفة.
صورة من: Reuters/K. Coombsقالت خدمة الإسعاف في لندن إن 18 مصاباً نُقلوا إلى مستشفيات بعد إبلاغ شهود عن انفجار في قطار ركاب بمحطة في غرب المدينة، "ولا يُعتقد أن أيا منهم يعاني من إصابة خطيرة أو تشكل خطراً على حياته".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Leal-Olivasوفيما قالت الشرطة البريطانية إن اعتداء لندن نُفذ بواسطة عبوة ناسفة يدوية الصنع، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ الأمنية "كوبرا" لمناقشة "الحادث الإرهابي" في محطة لمترو انفاق.
صورة من: Reuters/Sylvain Pennecقتل 13 شخصا في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة الخميس (17 أب/أغسطس 2017)، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا ما اوقع ايضا عشرات الجرحى، بحسب السلطات الاقليمية.
صورة من: Imago/E-Press Photo.comأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء في برشلونة، فيما صرح رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، كارلس بوتشدمون، أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهما الهجوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Duranوأثار الاعتداء موجة تنديد دولية وتضامنا كبيرا مع إسبانيا التي لم تتعرض في الاعوام الاخيرة لاعتداءات مماثلة ضربت العديد من العواصم الاوروبية. وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء. وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عن مواساته لضحايا حادث الدهس الإرهابي، فيما أكد الأزهر في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم".
صورة من: Reutersمساء الأحد 4 يونيو/حزيران) قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا مارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجمين المفترضين الثلاثة.
صورة من: Reuters/H. McKayتعرض حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي مساء يوم الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) في مانشستر لهجوم انتحاري صنفته الشرطة حتى الآن على أنها شُنت على "خلفية إرهابية" في بهو بالقاعة عقب انتهاء الحفلة.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodmanأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، حسب إحصاءات أولية، وإلى إصابة نحو 60 شخصاً. وقالت الشرطة إن أطفالاً بين قتلى الهجوم ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب الاصابات الخطيرة بين الجرحى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodmanأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrandوقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/Amakوتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Goldsmithهزت هجمات إرهابية دامية بروكسل (22 آذار/ مارس 2016)، إذ أودى انفجاران في مطارها الدولي إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل، وانفجار آخر في إحدى محطات المترو ما دفع بعدة عواصم أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
صورة من: picture-alliance/AP/APTNفي شباط/فبراير 2015، فتح شاب من أصول فلسطينية النار على جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية و حرية التعبير، تزامنا مع هجوم ثان استهدف كنيسا يهوديا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Sabroeمجلة "شارلي إبيدو" الفرنسية تعرضت في مقرها بباريس لهجوم في شهر كانون ثان/ يناير 2015 من قبل إسلاميين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، كما قتل منفذا العملية لاحقا.
صورة من: M. Bureau/AFP/Getty Imagesفي شهر أيار/ مايو 2014 قام جهادي فرنسي عائد من سوريا بهجوم مسلح على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
صورة من: picture-alliance/dpaفي آذار/مارس 2011 قام الباني بقتل جنديين أمريكيين، وجرح اثنين آخرين عند فتحه النار على حافلة كانت تقل جنودا أمريكيين بمطار فرانكفورت في ألمانيا.
صورة من: APفي كانون الأول /ديسمبر 2010 وقع انفجار في العاصمة السويدية ستوكهولم، أوقع قتيلا وجريحين، حسب مصادر أمنية رجحت بأن القتيل كان منفذ العملية.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Nackstrandأصدرت محكمة دوسلدورف في آذار/ مارس 2010 أحكاما بين خمس سنوات و12 سنة بحق عناصر ما عرف بـ"خلية زاورلاند"، أدينوا بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uli Deck/Ronald Wittek/Federico Gambariniتعرض الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2010، وذلك بعد أربع سنوات من نشره رسومات للنبي محمد في صحيفة يولاند بوستن.
صورة من: APفي عام 2006 وضعت حقيبتين مليئتين بالمتفجرات في قطارين، انطلقا من محطة قطارات مدينة كولونيا الألمانية (غرب). لحسن الحظ حال خطأ تقني دون انفجارهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/BKAعام 2005، قام أربعة بريطانيين من أصل باكستاني باستهداف محطات الإنفاق وأحد الباصات في العاصمة لندن، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا وجرح ما لا يقل عن 700 شخص.
صورة من: APفي 11 آذار/مارس 2004، قتل 191 شخصا وجرح 1500 آخرين في إنفجارات استهدفت أربعة قطارات في العاصمة الاسبانية مدريد، وتبنى الهجوم تنظيم القاعدة . اعداد: علاء جمعة/ زمن البدري
صورة من: AP