بعد هجوم قرب كنيس يهودي في القدس الشرقية أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين برصاص مسلح فلسطيني، أصيب إسرائيليان في هجوم آخر نفذه فتى فلسطيني، وسط اعتقالات وتعزيزات أمنية وتواصل الإدانات الدولية.
إعلان
أصيب إسرائيليان بجروح صباح اليوم السبت (28 كانون الثاني/يناير 2023) في إطلاق نار في القدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره أصيب بدوره برصاص الشرطة، بعد يوم من اعتداء على كنيس أوقع سبعة قتلى وقٌتل منفذه.
وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء" إن "شابًا عمره 23 عامًا حالته خطيرة ورجلًا عمره 47 عامًا حالته متوسطة إلى خطيرة، أصيبا بجروح في أعلى الجسم جراء طلقات نارية". وقالت الشرطة إنها "شلّت حركة" مطلق النار الذي أصيب بجروح، مضيفة أنه "يبلغ من العمر 13 عامًا"، وهو فلسطيني من سكان القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967.
وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق السبت توقيف 42 شخصًا على صلة بالهجوم على الكنيس الذي يُعد بين الاعتداءات التي خلّفت أكبر عدد من القتلى منذ سنوات ونفذه فلسطيني من سكان القدس الشرقية في الحادية والعشرين من عمره. وقد أطلق المهاجم النار على الكنيس في حي النبي يعقوب الاستيطاني قبل أن تطارده الشرطة الإسرائيلية وتقتله.
وتأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد في المواجهات في الأراضي الفلسطينية بعد مداهمات دامية للجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة هي الأعنف منذ نحو عشرين عامًا، أعقبها إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من قطاع غزة ردّت عليها إسرائيل بشن غارات على القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وتفقّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة مكان الاعتداء. وتعهد نتانياهو "باتخاذ خطوات فورية"، داعيًا الإسرائيليين إلى عدم الردّ بأنفسهم. وقال "لدينا أجهزة شرطة ولدينا جيش".
إدانات عربية ودولية
وأدانت دول عربية تقيم علاقات مع إسرائيل، بينها مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إطلاق النار قرب الكنيس، مشددة على وقف كل الهجمات على المدنيين في الجانبين. وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو الجمعة عبر الهاتف، ودان "الهجوم الإرهابي المروع" خارج الكنيس اليهودي. وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس قال بوضوح إن هذا كان هجومًا على العالم المتحضر"، و"شدّد على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل".
من جهتها أعربت الخارجية الألمانية عن قلقها حيال احتمال تصعيد الصراع بعد الهجوم قرب الكنيس. ونقل بيان عن متحدثة باسم الخارجية قولها اليوم السبت إنه "لا ينبغي أن تستمر دوامة العنف التي أودت هذا العام بحياة الكثير من الضحايا على الجانبين. ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والحوار بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية للحد من الإرهاب". وقالت المتحدثة إن الخارجية الألمانية أدانت الهجوم بأشد العبارات وأضافت أن "مهاجمة مصلين يهود قبالة كنيس في اليوم العالمي للهولوكوست بينما يؤدون صلاة السبت، هو أمر بشع وجريمة لا يمكن تبريرها".
وبدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية". وغرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت عبر "تويتر" قائلًا "أفكّر بضحايا الاعتداء أمس على كنيس في القدس، بعائلاتهم وبالشعب الإسرائيلي، وأدين بشدة هذا العمل الشنيع"، داعيًا الى تجنب دوامة العنف. كما اعتبرت لندن أن "مهاجمة مصلين في ذكرى المحرقة ويوم السبت أمر مروّع".
"أعلى مستوى من التأهب"
وتحدثت الشرطة في بيان السبت عن توقيف 42 شخصًا في محافظة القدس بعضهم أفراد من عائلة منفذ الهجوم على الكنيس وجيرانه سيتم التحقيق معهم بشأن علاقتهم به وما يعرفونه. وقالت الشرطة في بيان آخر إنها وضعت قواتها في "أعلى مستوى من التأهب". ووصف مفوّض الشرطة الإسرائيليّة كوبي شبتاي العملية بأنّها "أحد أسوأ الاعتداءات التي واجهناها في السنوات الأخيرة. إنه هجوم صعب ومعقّد أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا".
ويتزامن الهجوم قرب الكنيس مع تزايد الدعوات الدوليّة إلى التهدئة بعد تصعيد مستمر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. فقد قتل تسعة فلسطينيّين الخميس في مخيّم جنين للاجئين، في عملية تعد بين الأعنف التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة منذ الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005.
ودفعت عمليّة الجيش الإسرائيلي في جنين السلطة الفلسطينيّة إلى إعلان وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خطوة انتقدتها الولايات المتحدة. ودعا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إنهاء "دوّامة العنف هذه التي لا نهاية لها" في الضفّة الغربيّة.
وأعلنت واشنطن الخميس أنّ وزير خارجيّتها أنتوني بلينكن سيتوجّه الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة حيث سيحضّ على "وضع حدّ لدوّامة العنف التي أودت بكثير من الأبرياء". وأكّد متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الجمعة أنّ الزيارة لا تزال قائمة.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة هذا العام إلى 30 بينهم مقاتلون ومدنيّون قُتل معظمهم برصاص القوّات الإسرائيليّة، فيما سجل العام 2022 أكبر حصيلة للقتلى في الأراضي الفلسطينيّة، بحسب الأمم المتحدة. فقد قُتل العام الماضي ما لا يقلّ عن 26 إسرائيليًا و200 فلسطيني في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة، معظمهم في الضفّة الغربيّة، وفق تعداد لفرانس برس استنادًا إلى مصادر رسميّة.
م.ع.ح/ع.أ.ج/ خ س (د ب أ، أ ف ب)
في صور.. سبعون عاماً على قيام إسرائيل
قبل 70 عاماً تأسست دولة إسرائيل. بعد الهولوكوست بات الـ 14 من أيار/مايو 1948 نقطة تحول في تاريخ اليهود ينظرون منها إلى مستقبل واعد. وحسب التقويم العبري يصادف بعد غد الخميس ذكرى التأسيس. أهم المحطات التاريخية في صور!
صورة من: Imago/Seeliger
"انتصار الأمل"
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".
صورة من: picture-alliance/dpa
انتصار دبلوماسي
بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.
صورة من: Getty Images/AFP
الساعة المظلمة
يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.
صورة من: picture-alliance/dpa/akg-images
"النكبة" ـ الكارثة
يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
العمل من أجل المستقبل
الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل وزيرة العمل الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد بعد توليها رئاسة الحكومة نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.
صورة من: Photo House Pri-Or, Tel Aviv
كيبوتس
الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.
صورة من: G. Pickow/Three Lions/Hulton Archive/Getty Images
الدولة الحصينة
استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا ولبنان، التي كانت مدعومة أيضا من وحدات سعودية ويمنية أقل. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.
صورة من: Keystone/ZUMA/IMAGO
انتصار وموت
في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح اليهودي الأمريكي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: إذ قتل الإرهابيون الرياضيين الإسرائيلين المحتجزين.
صورة من: dapd
مستوطنات في أرض العدو
سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
غضب وكراهية وحجارة
في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.
صورة من: picture-alliance/AFP/E. Baitel
وأخيراً السلام؟
بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
كرسي فارغ
اغتال طالب حقوق متطرف إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995. نسف الاغتيال عملية السلام وكشف الانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فقد زادت الفجوة بين اليهود المعتدلين والمتطرفين، وكذلك بين العلمانيين والأصوليين. الصورة تظهر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريس بجانب الكرسي الفارغ لسلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Delay
محاولة قول ما لا يمكن قوله
الإبادة الجماعية بحق اليهود تؤثر إلى يومنا هذا على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وفي شباط/فبراير 2000 كان الرئيس الألماني الأسبق يوهانس راو أول رئيس ألماني يلقي كلمة باللغة الألمانية أمام الكنسيت. طلب راو العفو من أجل صالح الأبناء والأحفاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجدار الإسرائيلي
سياسة الاستيطان الإسرائيلية وراء تسخين المواجهة مع الفلسطينيين. وفي عام 2002 شيدت إسرائيل جداراً يبلغ طوله 107 كيلومتراً في الضفة الغربية. ورغم أن الجدار قلل من أعمال العنف، إلا أنه لم يحل المشاكل السياسية للنزاع المستمر منذ 70 عاماً بين الشعبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/S. Nackstrand
انحناء أمام الموتى
وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس يسير بخطى ثابتة على تقليد التقارب الألماني الإسرائيلي. وقادته رحلته الخارجية الأولى كوزير للخارجية إلى إسرائيل. وفي آذار/مارس 2018 وضع ماس إكليلاً من الورود على النصب التذكاري ياد فاشيم إجلالاً لضحايا الهولوكوست.