هجوم مكثف على محطات طاقة بأوكرانيا ومساع لإنقاذ اتفاق الحبوب
٣١ أكتوبر ٢٠٢٢
بالتزامن مع دوي انفجارات في كييف، أكدت أوكرانيا شن روسيا "هجومًا مكثفًا" على منشآت للطاقة في البلاد. يأتي هذا بينما تواصل الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا جهودها لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب الذي أعلنت روسيا تعليقه من طرفها.
إعلان
سمع دوي انفجارات عدة صباح اليوم الإثنين (31 تشرين الأول/أكتوبر 2022) في كييف بعد ثلاثة أيام على هجوم على الأسطول الروسي في القرم حمّلت موسكو مسؤوليته لأوكرانيا بمساعدة لندن. وسمع صحافيو وكالة فرانس برس في العاصمة الأوكرانية دوي ما لا يقل عن خمسة انفجارات بين الساعة الثامنة والساعة 08,20 (الساعة السادسة والساعة 06,20 ت غ).
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن "هجومًا روسيًا مكثفًا" يشن على منشآت للطاقة في مناطق أوكرانية عدة. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموتشنكو: "الإرهابيون الروس شنوا مجددًا هجومًا مكثفًا على منشآت الطاقة في عدد من المناطق. اسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف".
ودعت السلطات الأوكرانية سكان العاصمة كييف إلى البقاء في الملاجئ إلى حين انتهاء إنذار الغارات الجوية، التى تم إطلاقها، حسبما أفادت وكالة يوكرينفورم الأوكرانية للأنباء اليوم الإثنين. وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو بانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن أحياء في العاصمة الأوكرانية صباح الإثنين "بعد ضربات روسية". وأوضح في رسالة عبر تلغرام: "جزء من كييف محروم من الكهرباء وبعض المناطق من المياه إثر ضربات روسية".
وكانت العاصمة استُهدفت في 10 و17 تشرين الأول/أكتوبر بمسيّرات روسية إيرانية الصنع. وطالت الضربات منشآت الطاقة في كييف، متسببةً بانقطاع التيار الكهربائي في الأيام الأخيرة.
وكان هجوم بطائرات مسيّرة استهدف صباح السبت، سفناً عسكرية ومدنية تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود المنتشر في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وفي أعقاب الهجوم، علقت روسيا الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، الحيوية لإمدادات الغذاء في العالم. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن موسكو استغلت تفجيرات وقعت على بعد 220 كيلومترًا من ممر الحبوب "كذريعة زائفة" لتحرك كانت تنوي القيام به منذ فترة طويلة.
مساع لإنقاذ اتفاق الحبوب
لكن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا واصلت تطبيق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مع سريان خطة لعبور 16 سفينة اليوم الإثنين، 12 منها للخارج وأربع سفن للداخل.
وغادرت سفينتا شحن محمّلتان بالحبوب الموانئ الأوكرانية الإثنين وسلكتا الممر البحري الإنساني في اتجاه تركيا، بحسب موقع "مارين ترافيك" المتخصص. وقال مركز التنسيق المشترك المُشرف على اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، إنه من المقرر أن تغادر 12 سفينة شحن الموانئ الأوكرانية الإثنين على أن تتوجه إليها أربع سفن بينها واحدة ترفع العلم التركي.
وكانت الأمم المتحدة وتركيا الوسيطين الرئيسيين في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تموز/يوليو، وقد سارعتا يوم الأحد لإنقاذه. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يشعر بقلق عميق إزاء تحرك روسيا، وأجل جولة خارجية لمحاولة إحياء الاتفاق الذي كان يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية. من جهته قال منسق الأمم المتحدة لاتفاق صادرات الحبوب في البحر الأسود اليوم الإثنين إن سفن الشحن المدنية لا يمكن أن تكون أهدافًا عسكرية أو أن تُحتجز رهينة، وإن "الغذاء يجب أن يتدفق" بموجب الاتفاق الذي علقت روسيا مشاركتها فيه.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على اتصال بنظيريه الروسي والأوكراني لمحاولة إنقاذ الاتفاق وطلب من الأطراف تجنب أي استفزاز. وتم تصدير أكثر من 9.5 مليون طن من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا منذ تموز/يوليو. وقال المحللون إنه من المتوقع عقب تحرك روسيا أن تقفز أسعار القمح في أسواق السلع الدولية يوم الإثنين لأن كلا من روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدري القمح في العالم.
وحث حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي روسيا على إعادة النظر في قرارها. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت الخطوة الروسية بأنها "شائنة" وقال إنها ستزيد من المجاعة. واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن موسكو باستخدام الطعام كسلاح. ورد السفير الروسي في واشنطن يوم الأحد قائلًا إن رد الولايات المتحدة "شائن". وقال نائب سفير روسيا بالأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي على تويتر إن روسيا طلبت من مجلس الأمن الدولي الاجتماع اليوم الإثنين لمناقشة هجوم سيفاستوبول.
واشنطن وبكين يناقشان الحرب في أوكرانيا
وبحث بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي المنافسة بين بلديهما والحرب في أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية الأحد، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن "وزير الخارجية ناقش الحاجة إلى إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، وإدارة العلاقات بمسؤولية" بين الولايات المتحدة والصين. وناقش الطرفان أيضاً الصراع في أوكرانيا و"التهديدات التي تشكلها روسيا على الأمن العالمي والاستقرار الاقتصادي"، بحسب البيان. ولم تكشف بكين على الفور عن حصول المكالمة.
وتعتبر الدول الغربية أحيانًا أن الصين التي تلتزم الحياد رسميًا في الصراع الأوكراني، متساهلة جداً مع موسكو. وتواجه كل من واشنطن وبكين نقاطاً خلافية عدة أبرزها تايوان، وبحر الصين، وحقوق الإنسان في شينجيانغ (شمال غرب)، والتنافس التكنولوجي، والحرب التجارية.
وتأتي المكالمة بين المسؤولين الصيني والأمريكي بعد أيام على محادثة هاتفية بين وانغ يي ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وأكد وانغ للافروف الخميس أن "الصين مستعدة لتعميق المبادلات مع روسيا على جميع المستويات".
م.ع.ح/ح.ز (أ ف ب ، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة