1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا الاتحادية

هجوم موسكو.. حداد وطني واتهامات لبوتين بتجاهل التحذيرات

٢٤ مارس ٢٠٢٤

تعيش روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد المجزرة التي وقعت في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، في هجوم هو الأكثر حصدا للأرواح في البلاد منذ حوالي عقدين والأكثر فتكا في أوروبا وتبناه تنظيم "داعش"الإرهابي.

روسيا تنعي ضحايا الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية
تعيش روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد المجزرة التي وقعت في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو. صورة من: Alexander Zemlianichenko/AP Photo/picture alliance

ذكرت محطة "روسيا 24" التلفزيونية العامة صباح الأحد (24 مارس/آذار 2024) أن "البلاد بكاملها في حالة حداد تضامنا مع الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة اللاإنسانية". وبثت مشاهد للوحة رقمية ضخمة مثبتة على جدران قاعة الحفلات التي تعرضت للهجوم تظهر شمعة على خلفية سوداء وجملة "كركوس سيتي هول. "نحن في حداد 22/03/2024" وهو تاريخ الهجوم.

واقتحم مهاجمون قاعة كروكوس سيتي هول مساء الجمعة، قبل أن يفتحوا النار من أسلحة رشاشة على الأشخاص الذين أتوا لحضور حفلة لفرقة بيكنيك، ويشعلوا حريقا بقنابل حارقة، وفق المحققين، ما أسفر عن مقتل 133 شخصا على الأقل في حصيلة يتوقّع أن ترتفع.

ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة السبت "العمل الإرهابي الهمجي" متوعدا معاقبة المسؤولين عنه. وأعلن أنه تم توقيف "منفّذيه الأربعة فيما كانوا يتجّهون نحو أوكرانيا" من دون ذكر تبني تنظيم "داعش" الهجوم.

إيقاف 11 مشتبها به على خلفية الهجوم

وكانت لجنة التحقيق الروسية أعلنت في وقت سابق توقيف 11 شخصا، بينهم المهاجمين الأربعة الذين نفّذوا الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس. وهذا الهجوم هو الأكثر حصدا للأرواح منذ حوالي عقدين والأكثر فتكا في أوروبا الذي تبنّاه "داعش" منذ هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.

في الأثناء، تتواصل عمليات البحث في أنقاض المبنى الذي دمرته النيران وانهار سقفه جزئيا باستخدام معدات ثقيلة، في مهمة قد تستغرق أياما. ونفّذ تنظيم "داعش" الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.

وأعلن التنظيم الإرهابي في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه "هاجموا تجمّعا كبيرا (...) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو"، زاعما أنّ مقاتليه "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام". ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها "داعش"، شريط فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع "سايت" المتخصّص في رصد المواقع الجهاديّة.

صورة من: Alexander Zemlianichenko/AP Photo/picture alliance

ويُظهر الفيديو البالغ مدّته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يحملون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسية.

وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية. وظهر شريط الفيديو هذا على حساب في تلغرام قال موقع "سايت" إنه يعود إلى وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش".

ورغم ذلك، لم يوجّه فلاديمير بوتين ولا جهاز الأمن الفدرالي أي اتهام إلى التنظيم. وأكّد جهاز الأمن الفدرالي السبت أن المشتبه بهم كانت لديهم "جهات اتصال" في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار من دون تقديم أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها.

أوكرانيا تؤكد أنها لا صلة لها بالهجوم

ورفضت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس مزاعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأن أوكرانيا متورطة في 
الهجوم الدموي الذي وقع أمس الأول الجمعة، في موسكو.
وسألت راشيل سكوت، مراسلة شبكة "إيه.بي.سي.نيوز" الأمريكية في  الكونغرس الأمريكي، هاريس، في مقابلة أمس السبت، عما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أدلة تدعم اتهامات بوتين، طبقا لما ذكرته الشبكة الأمريكية اليوم الأحد.
وقالت نائبة الرئيس "لا" وتابعت "أولا ، دعوني أبدأ بالقول إن ما حدث هو عمل إرهابي ومن الواضح أن عدد الأشخاص، الذين قتلوا ، هو مأساة ويجب علينا جميعا أن نرسل تعازينا لهؤلاء الأسر".
وتابعت هاريس "لا، لا يوجد أي دليل على الإطلاق، وفي الواقع فإن ما نعرفه هو أن داعش-خراسان، هو في الواقع، المسؤول بكل المقاييس عما حدث".

نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريسصورة من: Andrew Harnik/AP Photo/picture alliance

ومن جهته قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك على منصة "إكس" إن "الروايات التي تقدّمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة" مؤكّدا أن "أوكرانيا ليست لديها أدنى صلة بالحادث".

 من جهته، دان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الهجوم "الوحشي" معربا عن أمله في ألا يصبح "ذريعة" لتصعيد العنف.

ونشرت المسؤولة في محطة "آر تي" العامة مارغريتا سيمونيان مقاطع فيديو تظهر اعترافات اثنين من المشتبه بهم أثناء استجوابهما من دون ذكر الجهة الراعية للهجوم. ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من تأكيد صحة المقاطع.

ورغم تبني تنظيم "داعش" الهجوم، يبقى هناك العديد من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عنها. وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان. وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها "لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين" من طاجيكستان في الهجوم.

"بوتين تجاهل التحذيرات"

قالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني "البوندستاغ"، ماري- أغنيس شتراك- تسيمرمان، إن الهجوم الإرهابي الأخير على قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو، والذي أودى بحياة أكثر من 130 شخصا، يمثل "ضربة خطيرة" للسلطات الأمنية الروسية.

وأضافت شتراك- تسيمرمان، خبيرة الدفاع من حزب "الديمقراطيين الأحرار"، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية اليوم الأحد، أنه كانت هناك تحذيرات قبل وقوع الهجمات.

وحذرت أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية من احتمال وقوع هجوم وشيك في مطلع الشهر الجاري، حيث دعت السفارة الأمريكية في موسكو مواطنيها إلى تجنب الحشود الكبيرة، بعدما اطلعت على تقارير تفيد بأن متطرفين يخططون لمهاجمة تجمعات كبيرة في العاصمة الروسية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.

وأعربت شتراك- تسيمرمان عن دهشتها لعدم اتخاذ تدابير أمنية إضافية في ضوء المعلومات الاستخباراتية "حتى على وجه التحديد فيما يتعلق بالحفلات الموسيقية". وأضافت شتراك- تسيمرمان "من الواضح أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أساء تقدير هذه التحذيرات تماما ولم يأخذها على محمل الجد ويحاول صرف الانتباه عنها".

بينما نفى السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، لوكالة تاس الروسية للأنباء، أن تكون الإدارة الأمريكية قد مررت، عبر السفارة الروسية في واشنطن، أي معلومات محددة حول استعدادات لشن العمل الإرهابي الذي وقع بقاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول".
وأضاف أنتونوف "أود أن أقول إن رد فعل واشنطن الرسمي يوم الجمعة كان خافتا إلى حد ما، في حين صدرت بالفعل تصريحات واضحة عن الموقف العلني السبت. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون قد مرروا كل المعلومات المتاحة إلى الجانب الروسي."
 ودانت العواصم الأوروبية والأمريكية وحلف الأطلسي والمفوضية الأوروبية، بشكل لا لبس فيه، الهجوم الإرهابي الذي  أعقبه حريق هائل في قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو مساء الجمعة وخلف عددا كبيرا من الضحايا.

 

ع.ش/ م.س (أ ف ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW