1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجوم هاله.. على خطى مهاجم المسجدين في نيوزيلندا!

١٠ أكتوبر ٢٠١٩

مازال الغموض يكتنف الدوافع الفعلية لمنفذ هجوم هاله، إلا أن خبراء أمنيين يعتقدون أن المعلومات المتوفرة تكفي لرسم صورة لذهنية المهاجم العنصرية الذي يبدو أن مثله الأعلى كان مهاجم المسجدين في نيوزيلندا.

Deutschland | Halle nach Anschlag auf Synagoge
صورة من: DW/B. Knight

رغم أن التحقيقات مازالت مستمرة حول منفذ هجوم هاله الألمانية (شرق) أمس الأربعاء (التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول)، إلا أن خبراء أمنيين حللوا ما تم الكشف عنه إلى غاية اللحظة من معلومات حول حيثيات تحضير المهاجم لعمليته الإرهابية وما تم العثور عليه من معلومات وأشرطة فيديو على الإنترنت، ليرسموا صورة أولية لذهنية الجاني العنصرية المتطرفة، تظهر أنه كان يسير على خطى منفذ الهجوم الإرهابي على المسجدين في كريستتشريش في نيوزيلندا العام الماضي.

مهاجم هاله الذي عرفته الشرطة باسم شتيفان ب. والبالغ من العمر 27 عاما، أعد هجومه بكل دقة. فقد صنع الأسلحة والعبوات الناسفة بنفسه وملء سيارة مستأجرة بالسلاح والقنابل اليدوية بدائية الصنع وبقطع من ألعاب نارية حارقة ومدوية، وفق ما أعلنت عنه مصادر أمنية ألمانية. كما قام المهاجم وعلى خطى منفذ هجوم المسجدين في نيوزيلندا بتصوير كل خطوة من خطواته أثناء تنفيذه للاعتداء الإرهابي ونشره على الإنترنت، حيث كان يتحدث في بداية الشريط باللغة الألمانية ثم باللغة الإنجليزية بهدف مخاطبة وسطه العنصري من اليمينيين المتطرفين البيض في العالم.

في غضون ذلك، رصد الموقع الأمريكي "سايت" لمراقبة المواقع الجهادية "بيانا" منشورا على الإنترنت مطلع الشهر الجاري، يرجح أن منفذ هجوم هاله قام بنشره قبل تنفيذ الاعتداء، تماما كما فعل منفذ هجوم نيوزيلندا. 

وقالت ريتا كاتس، رئيسة مجموعة "سايت انتيليغنس غروب" للاستخبارات والمتخصصة في متابعة شؤون المتطرفين، إن البيان عبارة عن وثيقة على شكل PDF ويحتوي على صور لأسلحة، كما تضمن إشارة إلى فيديو البث المباشر الذي تم بثه عن الجريمة. وقالت الخبيرة عبر حسابها على موقع تويتر إن الوثيقة نشرت بالتحديد في الأول من الشهر الجاري أي قبل نحو أسبوع من الواقعة. وهو يتضمن توضيحات عن مدى الجهد الذي بُذل في عملية التخطيط للاعتداء. وأشارت كاتس إلى فيديو اعتراف يعتقد أن المشتبه به في تنفيذ العملية، نشره في شبكات التواصل الاجتماعي.

بدوره، ذكر موقع "سايت أونلاين" الألماني أن منفذ العملية أطلق على عمليته اسم "حملة صليبية". وكان يعتزم اقتحام كنيس اثناء الاحتفال بعيد الغفران اليهودي، وإطلاق الرصاص داخله بشكل عشوائي ليقتل أكبر عدد ممكن من الحاضرين في المعبد وكان عددهم نحو 70 شخصا. وهذا ما يتطابق تماما مع هدف مهاجم المسجدين في نيوزيلندا الذي حاول من خلال إطلاق النار بشكل عشوائي قتل أكبر عدد ممكن من المسلمين، يقول الموقع الألماني.

وعلى خطى كل المتطرفين اليمينيين البيض في العالم، شخّص المهاجم شتيفان أعدائه باليهود والمسلمين والمهاجرين عموما، إضافة إلى النشاطات النسويات اللواتي يتحملن، حسب رأي مهاجم هاله، مسؤولية تراجع النمو السكاني للبيض في ألمانيا ويتسببن في موجة هجرة إلى ألمانيا وأوروبا، حسب ما نشره موقع "سايت" الأمريكي استنادا على ما تضمنه "البيان" الذي عثر عليه.

في غضون ذلك أكد الخبير الدولي في شؤون الإرهاب ومؤسس مؤسسة „ ICSR" المختصة بشؤون التطرف والمتطرفين في العالم في جامعة كينغ كوليغ بلندن، أن تصرفات مهاجم هاله وتفاصيل تنفيذه للاعتداء متطابقة تماما مع سلوكية مهاجم نيوزيلندا مع فارق الهدف، حيث كان المسلمون هدف الهجوم في كريستتشيرش، بينما كان اليهود هدف الهجوم في هاله. وهو أمر يدل على أن مهاجم هاله كان على صلة وثيقة بالمنابر الافتراضية التي تديرها منظمات يمينة متطرفة في أوروبا وفي العالم.

لكن ولحسن حظ الناس الأبرياء الذين أراد شتيفان قتلهم أمس الأربعاء تعطل سلاح المهاجم عدة مرات ما ساهم في حصر ضحاياه بشخصين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح. كما ولحسن حظ المصلين داخل المعبد اليهودي أن المهاجم أخفق في اقتحام باب الكنيس، ما ساهم في بقائهم في أمن وسلام.

هجوم هاله يظهر جليا أن المعابد اليهودية والمساجد باتت الآن مستهدفة من قبل اليمين المتطرف.صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas

ولما لم يجد الجاني ما يفعله لاقتحام باب المعبد توجه بسيارته إلى مكان آخر ليجد نفسه أمام محل لبيع الشاورمة التركية ويقذف هناك بقنبلة يدوية أو قطعة ألعاب نارية حارقة ومدوية أدى إلى كسر نافذة المحل، ثم بدأ بإطلاق النار باتجاه باب المطعم، ما تسبب في مقتل رجل، بعد أن كان قاد قتل امرأة أربعينية كانت تمر صدفة أمام الكنيس اليهودي. 

ويفتح هجوم هاله صفحة جديدة في سجل جرائم اليمين المتطرف، ببعد أكثر خطورة، ما عزز الدعوات داخل ألمانيا إلى تضافر جهود كل المؤسسات الأمنية لمواجهة هذا الخطر المتنامي ليس في ألأمانيا وحدها وإنما في كل أوروبا. 

ح.ع.ح/و.ب

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW