يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جديدة من الاتهامات بالفساد، بعد إعلان قبوله طائرة بوينغ بقيمة 400 مليون دولار كهدية من قطر، إلى جانب استثماراته المثيرة للجدل في العملات المشفرة والعقارات.
تشن المعارضة ومنظمات في الولايات المتحدة حملة على ما تعتبره استغلال دونالد ترامب لنفوذه علناصورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
إعلان
منذ عودته إلى البيت الأبيض، تصاعدت الاتهامات ضد ترامب باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية. وفقاً لنوا بوكبايندر، رئيس جمعية "كرو" لمكافحة الفساد، فإن "الفساد أصبح أكثر وضوحاً وخطورة مقارنة بولايته الأولى". الاتهامات تركز على قبول هدايا باهظة، مثل الطائرة القطرية، وتورطه في مشاريع مالية غامضة، خاصة في مجال العملات المشفرة، التي يصعب تتبعها.
اتهامات الفساد تلاحق ترامب
أثارت خطة ترامب لقبول طائرة بوينغ 747-8 من قطر جدلاً قانونياً وسياسياً. الطائرة، التي وُصفت بـ"القصر الطائر"، تُقدر قيمتها بـ400 مليون دولار، ويخطط ترامب لاستخدامها كطائرة رئاسية قبل نقلها إلى مكتبته الرئاسية. الدستور الأمريكي يحظر على المسؤولين قبول هدايا من دول أجنبية دون موافقة الكونغرس، وفقاً لمادة المكافآت الأجنبية. تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وصف الهدية بـ"أكبر رشوة رئاسية في التاريخ الحديث"، محذراً من تهديدها للأمن القومي. توني كارك، من جمعية "أكاونتبل يو إس"، قال إن قطر "أدركت أن هذه الرئاسة برسم البيع". على الجانب الآخر، أكد البيت الأبيض التزامه بـ"أقصى درجات الشفافية"، واعتبر ترامب رفض الهدية "غباءً".
استثمارات مشبوهة؟
تزيد استثمارات ترامب في العملات المشفرة من حدة الاتهامات. يروج ترامبلعملته الرقمية، ويقيم فعاليات حصرية لكبار المستثمرين، مثل مأدبة عشاء في 22 مايو بنادي غولف خاص، مع دعوات خاصة لزيارة البيت الأبيض. منظمات مكافحة الفساد، مثل "كرو"، تعبر عن قلقها من صعوبة تتبع هذه العمليات، خاصة مع إدارة ترامب المكلفة بتنظيم هذا القطاع. كما أثار إعلان صندوق "إم جي إكس" الإماراتي استثمار ملياري دولار في منصة "بينانس" باستخدام عملة مرتبطة بعائلة ترامب شكوكاً حول تضارب المصالح.
وتواجه اتهامات ترامب عقبات قانونية بسبب غموض تطبيق مادتي المكافآت الأجنبية والداخلية في الدستور. لم تبت المحكمة العليا في قضايا مماثلة، مما يزيد الجدل حول "الصفة القانونية" للمدعين. في ولايته الأولى، رفضت محاكم دعاوى ضد ترامب بشأن مدفوعات أجنبية لشركاته، مثل فندق ترامب الدولي، لعدم أهلية المدعين. قانون الهدايا والأوسمة الأجنبية يسمح بقبول هدايا أقل من 480 دولاراً، أو دفع قيمتها السوقية، لكن هدية بقيمة الطائرة تتطلب موافقة الكونغرس. قلق بعض الجمهوريين، مثل جون ثون وراند بول، وبعض الإعلاميين المحافظين، كبن شابيرو، يشير إلى تصاعد الضغط الداخلي على ترامب.
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و"انتهاك" مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا "الشرق الأوسط"
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته "المذهلة" لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ"السيطرة" على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرته" على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي "لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة" والذي يعتبره "ذكيا". وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو "استغلال" الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم "انتهازيون"، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع"، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ"وضع حدّ لـ"جنون التحوّل الجنسي". وأعلن في حفل تنصيبه أنه "اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى". ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من "يهددون السياسة الخارجية الأمريكية".
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة "صوت أمريكا" وشبكة "الشرق الأوسط للإرسال" التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.