كورنيليوس بوسرس متخصص في علم الشعوب، وهو يعمل لدى أحد المصانع الألمانية كموظف لتسويق الإسفنج وفرش أرضية المنازل في سبعين دولة تقريبا. وإلى جانبه يعمل خمسون باحثا يدرسون الفروق الثقافية في طريقة التنظيف بين الدول. أما الهدف من ذلك فهو تطوير المنتجات لتلبية حاجة كل شعب بما يتناسب مع عاداته المختلفة.

وفي محاولة لفهم عادات التنظيف لدى الشعوب المختلفة يشير بوسرس إلى أن الألمان ينظفون بشكل دقيق، فالأسرة الألمانية بشكل عام تنظف البيت وفنائه مرة على الأقل في الأسبوع. وفي جنوب ألمانيا يفضل استخدام المساحة ذات الشراشيب، بينما تنتشر "آلية التنظيف المسطح" في شمال البلاد حيث، يتم التنظيف والمسح بشكل رئيسي عن طريق قطعة من القماش.

جنوب أوروبا والدول العربية تهدر المياه أثناء التنظيف

لا يندرج تسويق المكانس الآلية تحت اختصاصات بوسرس. فهو يعرف تماما أن سجاد الموكيت ليس منتشرا في ألمانيا، حيث ينظر إليه على أنه غير صحي. أما في بريطانيا فيفضل فرش أرضية البيوت بهذا السجاد. وتوصل أحد الباحثين في تطوير المنتجات إلى أن الأمريكيين يفضلون سجاد الموكيت أيضا حتى يتجنبوا الاحتكاك بالمياه المتسخة أثناء التنظيف.

أما الأشياء التي تستدعي الغسيل والنتظيف فيقوم الأمريكي بغسلها في الحوض تحت سيل المياه من الصنبور. ويرى بوسرس أن هناك حاجة لتطوير آلية تنظيف سهلة للأمريكيين تجنبهم من الاحتكاك بالمياه المتسخة أثناء عملية التنظيف.

وبالنسبة للأسبان في الولايات المتحدة فلا داعي لتطوير آلية تنظيف خاصة لهم كونهم يتبعون أساليب مشابهة لتلك المستخدمة في جنوب أوربا. وأهم الملامح لآليات التنظيف هذه هي استخدام كمية كبيرة من المياه أثناء مسح الأرضية لترطيب الجو خاصة في المناطق الحارة والجافة. أما الإسكندنافي فيكتفي برش كمية قليلة جدا من المياه أثناء التنظيف.

ويقول جاكين باريرا أحد الباحثين في مجال تطوير منتجات وأدوات التنظيف أن استخدام الكلور والسوائل الكيميائية في إسبانيا شئ أساسي أثناء التنظيف، تماما مثلما هو متعارف عليه في الدول العربية. ويرافق ذلك إهدار كمية كبيرة من المياه أثناء عملية المسح وترطيب الجو أيضا. وهنا يتوجب تطوير أسلوب خاص للتنظيف يساعد على ترشيد المياه وعدم إهدارها.

التنظيف عمل تقوم به المرأة بشكل رئيسي

لماذا تختلف أساليب التنظيف المتبعة في العالم؟ يرجع كورنيليوس ذلك إلى إنها عادات يتم تعلمها من الأم، وتورث هذه العادات إلى الأجيال القادمة.

إلا أن هناك صفة واحدة تجمع الشعوب سويا فيما يخص التنظيف في العالم، هي أن التنظيف يظل من اختصاص المرأة في المنزل. وتشير الأبحاث إلى أن هذا لا يرجع إلى القدرات المحدودة للرجل في هذا المجال، بل إلى عادات وتقاليد موروثة.