هدف الحرب نسف حكومة الوحدة الفلسطينية
٢٢ يوليو ٢٠١٤بذهول وحيرة تترقب أنظار العالم أحداث الشرق الأوسط وموجة العنف الجديدة، التي أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى. بالنسبة للسياسيين الأوروبيين والأمريكيين الأمر واضح، وهو أن: حماس تتحمل مسؤولية التصعيد. فهم يرون أن حماس استفزت الإسرائيليين لمدة طويلة من خلال استهدافها المدن الإسرائيلية بالصواريخ، ولم يبقَ لإسرائيل أي حل آخر سوى رد الضربة. كذلك الأمر بالنسبة لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي يتبنى هذا الرأي ويدين الهجمات على المناطق الإسرائيلية.
سبب العنف ليس فقط مقتل الشبان الثلاثة
لكن الأمر ليس بهذه السهولة. فاندلاع الأعمال العدائية والقتالية جاء نتيجة لسلسلة من الأحداث، التي لم تتركها الحكومة الإسرائيلية تسير على ما يرام. كل شيء بدأ بأداء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران 2014، والتي كانت تصبو لإنهاء حمام الدم بين فتح وحماس وتعزيز النضال الفلسطيني من أجل تقرير مصيره. وفي ظل الذعر الإسرائيلي بعثت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إشارات أبدت فيها استعدادها للتعاون مع الحكومة الفلسطينية المكونة من خبراء.
وبعد عشرة أيام من ذلك وبالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة تم اختطاف ثلاثة طلاب من المدرسة الدينية اليهودية، الأمر الذي رأت فيه تل أبيب فرصة سانحة لضرب الحكومة الفلسطينية الجديدة. ورغم وجود أدلة لدى قوات الأمن الإسرائيلية بأن الشبان الثلاثة قد قتلوا مباشرةً بعد اختطافهم، نشرت الحكومة الإسرائيلة رواية أخرى عن أن الشباب ما زالوا على قيد الحياة وأنه يمكن إنقاذهم. وللعثور عليهم قامت قوات الأمن الإسرائيلية بحملات تفتيش واسعة، اعتقلت خلالها مئات من أعضاء حركة حماس، كما دمرت منازل المشتبه بهم وقامت بعمليات بحث واسعة النطاق. الهدف من كل ذلك هو تفكيك هياكل حركة حماس في الضفة الغربية وبالتالي نسف حكومة الوحدة الوطنية.
إسرائيل تستدرج غزة إلى دائرة الانتقام
كذلك تمت مهاجمة حماس في قطاع غزة، ففي 29 من يونيو/ حزيران 2014 قُتِل عضو في حركة حماس في غارة جوية. وفي اليوم التالي أطلقت حماس الصواريخ على إسرائيل، وذلك لأول مرة منذ اتفاقية وقف إطلاق النار في عام 2012. ومن ثم انتهى زمن الهدوء عند حدود قطاع غزة وتصاعد العنف.
لكن حتى سلسلة الأحداث هذه لا تحكي القصة كاملة، لأن لب المشكلة يكمن في الحصار الذي يشهده قطاع غزة: فحوالي مليوني فلسطيني يعيشون في هذه المنطقة الصغيرة على البحر الأبيض المتوسط، المعزولة عن العالم والمحرومة من مستقبل عيش إنساني كريم. أغلب سكان غزة هم شباب تحت سن الثامنة عشرة ولم ينتخبوا حماس. ورغم ذلك يتم الحكم على هؤلاء الناس من قبل إسرائيل والعالم بالعيش في الفقر والضيق والحاجة واليأس، وطالما لم يتغير هذا الوضع فإن الشرق الأوسط لن يعرف الهدوء.