هدوء هش في الغوطة الشرقية مع بدء سريان وقف إطلاق النار
٢٧ فبراير ٢٠١٨
توقف سلاحا الجو السوري والروسي صباح اليوم الثلاثاء عن التحليق في سماء مناطق الغوطة الشرقية وسط اشتباكات متقطعة، مع بدء سريان الهدنة التي أعلنتها روسيا أمس.
إعلان
بدأ اليوم (الثلاثاء 27 فبراير/ شباط 2017) سريان وقف لإطلاق النار لخمس ساعات كانت روسيا قد دعت إليه في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بسوريا. ويهدف وقف إطلاق النار للسماح للناس بمغادرة المنطقة التي يستهدفها هجوم عنيف تشنه الحكومة السورية المدعومة من روسيا.
وقال مصدر في الدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية إن "طائرات سلاحي الجو السوري والروسي توقفت عن التحليق في سماء الغوطة، واستمرت المدفعية التابعة للجيش السوري في القصف على جبهتي حرستا والشيفونية، وسقط جرحى بمدينة دوما بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم". وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية "من المتوقع خروج مدنيين مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين شمال شرق العاصمة دمشق، وقد حدد الجيش السوري في المنشورات التي قام بإلقائها الجمعة الماضية معابر الخروج من الغوطة".
وأضافت المصادر أن "اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في مدينة حرستا وبلدتي النشابية والشيفونية جنوب الغوطة". وانتقد المجلس المحلي في الغوطة الشرقية، في بيان تلقت (د.ب.أ) نسخة منه، مبادرة إخراج أهالي الغوطة الشرقية، واعتبر هذا "تخييرا للناس بين الموت تحت القصف أو الخروج من بلادهم وديارهم وهو تهجير قسري وتفريغ للغوطة من أهلها ... وخروج الحالات الإنسانية من أجل العلاج يجب أن يكون خروجا أمناً وبضمانة الأمم المتحدة". وكان مركز المصالحة الروسي في سورية أعلن أمس أن "المركز اتخذ بالتعاون مع الحكومة السورية، قراراً بإجراء تدابير لازمة لضمان خروج مدنيين وإجلاء مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية"، وأوضح أن "هدنة إنسانية ستعلن يوميا، بدءاً من اليوم، في منطقة بلدتي دوما وعربين، في الفترة ما بين الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا لهدنة يومية من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية ظهرا وإتاحة "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة التي أسفر قصفها عن مقتل مئات منذ 18 فبراير شباط.
و.ب/ ح.ز (د.ب.أ / رويترز)
الغوطة الشرقية.. أطراف الحرب وضحاياها من المدنيين
في وجه الهجوم الشرس للنظام السوري وحلفائه تستميت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في الدفاع عن آخر معاقلها قرب العاصمة. ما هي أبرز أطراف النزاع على الجانبين؟ وما حجم معاناة السكان هناك؟
صورة من: Getty Images/AFP/H. Al-Ajweh
"جيش الإسلام"
يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
"فيلق الرحمن"
يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.Eassa
"حركة أحرار الشام"
تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
"هيئة تحرير الشام"
تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.
صورة من: Rami Al-Sayed/AFP/Getty Images
النظام السوري وحلفاؤه
على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
واشنطن تتهم وموسكو تنفي
نفى الكرملين ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "إنها اتهامات لا أساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأنها "مسؤولة" عن هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/E. Shtukina
المدنيون يدفعون الثمن دائماً
يعيش في المنطقة المحاصرة من الغوطة الشرقية قرابة 400 ألف شخص، وهي منطقة مؤلفة من مدن وبلدات ومزارع تحاصرها قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ 2013. وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ولاقى منذ بداية الغارات الجوية والقصف، الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، لحد الآن أكثر من 417 مدني حتفه، من بينهم نحو مئة طفل، وأصيب مئات آخرين بجروح.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
تفاقم الوضع الإنساني
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الغوطة الشرقية. وذكرت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وصرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القصف أدى إلى هدم وتدمير 13 مشفى وعيادة تدعمها. إعداد: إيمان ملوك