هذا ما سيتغير مع نظام دخول الاتحاد الأوروبي الآلي الجديد!
عباس الخشالي د ب ا/ رويترز
٢١ أكتوبر ٢٠٢٥
من خلال نظام آلي جديد للدخول والخروج على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى مكافحة التزوير في الهوية والهجرة غير النظامية. فيما يلي نظرة عامة على ما سيتغير.
لن يتغير شيء بالنسبة إلى المواطنين الألمان أو مواطني دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. أما المواطنون من خارج الاتحاد الأوروبي فسيكون بإمكانهم التسجيل إلكترونيا في منافذ خاصة.صورة من: Andreas Wiese/Flughafen Düsseldorf/dpa/picture alliance
إعلان
وداعا لختم الجوازات، فقد أدخل الاتحاد الأوروبي يوم الأحد 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 نظاما جديدا للدخول والخروج عند حدوده الخارجية. وصرح مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس برونر، في بيان له يوم الأحد قائلا: "إن نظام الدخول والخروج هو العمود الفقري الرقمي لإطارنا الأوروبي الجديد المشترك للهجرة واللجوء."
الهدف: مكافحة التزوير في الهوية والهجرة غير النظامية
يهدف النظام الجديد إلى المساعدة في تعقب الأشخاص الذين يتجاوزون مدة إقامتهم المسموح بها، فضلا عن مكافحة التزوير في الهوية والحد من الهجرة غير النظامية. وسينفذ النظام تدريجيا خلال فترة تمتد إلى ستة أشهر. وفي ألمانيا، سيبدأ تطبيقه أولا في مطار دوسلدورف.
إعلان
ما الذي سيتغير؟
لن يتغير شيء بالنسبة إلى المواطنين الألمان أو مواطني دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. أما المواطنون من خارج الاتحاد الأوروبي فسيكون بإمكانهم التسجيل إلكترونيا في منافذ خاصة. وتستثنى من ذلك فئات معينة، مثل الحاصلين على بطاقة إقامة ولهم علاقة مباشرة بمواطن من الاتحاد الأوروبي.
وعلى القادمين، بحسب الاتحاد الأوروبي، تقديم البيانات المعتادة في جواز السفر بالإضافة إلى البيانات البيومترية مثل بصمات الأصابع وصور الوجوه، لتحفظ جميعها في النظام.
يهدف النظام الجديد إلى المساعدة في تعقب الأشخاص الذين يتجاوزون مدة إقامتهم المسموح بها، فضلا عن مكافحة التزوير في الهوية والحد من الهجرة غير النظامية.صورة من: Annette Riedl/dpa/picture alliance
كما سيسجل تاريخ الدخول والخروج. ولتسريع العملية الحدودية، يمكن إدخال بعض البيانات مسبقا عبر تطبيق أو في محطة الخدمة الذاتية. وقال برونر: "بإدخال هذا النظام، نحدث إدارة حدودنا الخارجية".
متى وأين سيطبق النظام؟
خلال الأشهر الستة المقبلة، سيطبق النظام تدريجيا في الدول التسع والعشرين التابعة لمنطقة شنغن، وتشمل خمسا وعشرين دولة من دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى آيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا. وابتداء من العاشر من أبريل/ نيسان عام 2026، سيعمل النظام في جميع نقاط العبور على الحدود الخارجية لأوروبا، ليستغنى بذلك عن ختم الجوازات.
وعند معبر باياكوفو الحدودي بين صربيا وكرواتيا، عضو الاتحاد الأوروبي، اصطف مئات الأشخاص، كثير منهم صربيون، في سياراتهم الأحد لمدة 20 دقيقة تقريبا قبل الدخول لأكشاك بصمات الأصابع ومسح الوجه.
وبالنسبة للمسافرين البريطانيين الذين يستخدمون ميناء دوفر، أو محطة يوروتانيل في فولكستون، أو محطة يوروستار في محطةسانت بانكراس الدولية بلندن، تتم العملية على الحدود قبل مغادرة المملكة المتحدة.
وقال وزير أمن الحدود واللجوء البريطاني أليكس نوريس"للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هدف مشترك يتمثل في تأمين حدودنا، وستساعدنا هذه الإجراءات التحديثية على حماية مواطنينا ومنع الهجرة غير الشرعية".
وفي ألمانيا، سيلحق بمطار دوسلدورف كل من مطار فرانكفورت ومطار ميونيخ، وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية الاتحادية. وستنضم بقية المطارات والموانئ البحرية لاحقا. كما قد يطال النظام أيضا المسافرين بالقطار، مثل رحلات يوروستار من لندن إلى باريس أو بروكسل أو أمستردام.
ما تأثير النظام الجديد على المسافرين؟
لن تكون هناك تغييرات مباشرة على مواطني الاتحاد الأوروبي. غير أن إجراءات الدخول قد تصبح أسرع في المستقبل، الأمر الذي سيعود بالنفع خصوصا على المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي.
ما الذي يجب معرفته أيضا؟
يعد نظام الدخول والخروج الخطوة الأولى في منظومة الحدود الجديدة التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي. ففي الربع الأخير من عام 2026، ستفرض أيضا موافقة سفر مدفوعة الرسوم تعرف باسم ETIAS على الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي الذين لا يحتاجون أصلا إلى تأشيرة.
سيشمل ذلك مواطني أكثر من خمسين دولة، منها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة والبرازيل والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وكوريا الجنوبية. ويجب على هؤلاء حينها طلب تصريح السفر المذكور، والذي قد ترفض الموافقة عليه لأسباب أمنية. وتوجد أنظمة مشابهة لهذا النظام بالفعل في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي - عقود من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى
فيما يلي المحطات الكبرى للاتحاد الأوروبي منذ تأسيس الكتلة الأوروبية وترسيخ بنائها من خطة لتحقيق التكامل بانتاج الفحم لاتحاد عابر للقوميات ومرورا ببريكسيت وأحداث منطقة اليورو وأزمة اللاجئين ووصولا إلى صعود المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Ghirda
في التاسع من أيار/ مايو 1950...
... وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي الألماني للفحم والفولاذ في اطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا. وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء "مجموعة الفحم والفولاذ" بعد عام من ذلك فولدت أوروبا "الدول الست" (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في 25 آذار/ مارس 1957...
... وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر مع إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. أما المؤسسات ومنها المفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية فلم تُنشأ إلا مطلع 1958.
صورة من: picture-alliance/AP Images
في كانون الثاني/ يناير 1973...
...انضمت بريطانيا والدنمارك وإيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995). شكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من شباط/ فبراير 1992. وهي تنص على الانتقال إلى عملة واحدة وتنشئ اتحاداً أوروبياً.
صورة من: picture-alliance/AP Images
اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 1993...
... أصبحت السوق الواحدة واقعاً مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى آذار/مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO
في الأول كانون الثاني/ يناير2002...
... دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. وفيما تنازلت معظم دول الاتحاد عن عملاتها الوطنية، اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها.
صورة من: picture-alliance/D. Kalker
أيار/ مايو 2004
وبعد أن كان الأمر أقرب إلى حلم عند سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولا من شرق أوروبا تدريجياً. قد انضمت عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد ثم كرواتيا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في ربيع 2005...
... دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.
صورة من: EC AV Service
أزمة مالية خانقة
في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ميزانيتها في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa de Olza
أزمة اللاجئين
وما أن خرجت من هذه الأزمة المالية حتى واجهت أوروبا اخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. واخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بريكسيت
جاءت بعد ذلك أزمة بريكسيت التي وجهت ضربة إلى اتحاد اضعفه صعود الشعبوية والتشكيك في جدوى الوحدة الأوروبية. وبعد حملة تركزت على الهجرة والاقتصاد، صوت نحو 17.4 مليون بريطاني (51.9 بالمئة من الناخبين) في 23 حزيران/ يونيو 2016 مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
صورة من: picture-alliance/abaca/D. Prezat
لكن ...
... بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء، لم يتم تطبيق بريكسيت الذي كان مقررا في 29 آذار/ مارس 2019. وقد وافقت الدول الـ27 الأخرى الأعضاء على إرجاء الموعد إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر لإعطاء وقت للطبقة السياسية البريطانية للاتفاق على طريقة الانسحاب.
صورة من: picture-alliance/D. Cliff
إتمام "بريكست" في دورة 2019 حتى 2024
لكن "يوم الخروج"، جاء لاحقا. فأخيرا وقع برلمان المملكة المتحدة على اتفاق "البريكست"، الذي أعيد التفاوض عليه، ليتم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميًا في الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش من يوم 31 يناير/ يناير 2020، وهو يقابل الساعة "00:00: من يوم أول فبراير/ شباط 2020 بتوقيت وسط أوروبا). وتبقى بريطانيا العظمى هي الدولة الوحيدة ذات السيادة التي غادرت الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Akmen
دعم واضح لأوكرانيا ضد الغزو الروسي
تعرض الاتحاد الأوروبي لاختبار شديد، حينما اندلع قتال لم يحدث له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فقد بدأت روسيا هجوما غير مسبوق على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. وبكل حزم ووضوح وقف الأوروبيون، باستثناء المجر، في وجه الغزو الروسي. وبدأوا خطوات عملية لدعم أوكرانيا ومن بينها فرض عقوبات صارمة على روسيا وتخصيص مساعدات بعشرات مليارات اليورو من أجل دعم أوكرانيا للصمود.
صورة من: Virginia Mayo/AP
"قطر غيت" تهز البرلمان الأوروبي
في ديسمبر 2022، تم سجن اليونانية إيفا كايلي، نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي، احتياطياً في بروكسل في إطار تحقيق قضائي بشبهات فساد في البرلمان الأوروبي، يُعتقد أنّها مرتبطة بقطر والمغرب، تتعلق بمبالغ كبيرة قد تكون دفعتها قطر لمشرعين أوروبيين للتأثير في قرارات المؤسسة الأوروبية الرئيسية. وتم اطلاق سراح كايلي بعد عدة أشهر. وعرفت القضية باسم "قطر غيت"، ونفت قطر والمغرب أيّ علاقة لهما بهذه القضية.
صورة من: Twitter/Ministry of Labour/REUTERS
أول قانون في العالم للذكاء الاصطناعي
في مارس/ آذار 2024، أقر البرلمان الأوروبي "قانون الذكاء الاصطناعي"، كأول قانون شامل للذكاء الاصطناعي بالعالم. ويريد الاتحاد الأوروبي من خلاله تنظيم الذكاء الاصطناعي (AI) لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا والحماية من مخاطرها. ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي على القانون في مايو/ أيار. ومن بنوده وجوب وضع علامة على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مثل الصور أو الصوت أو النص.
صورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance
إقرار قوانين اللجوء الجديدة بعد سنوات من التفاوض
بعد نحو عقد من الجدل حولها، أقرّ الاتحاد الأوروبي في مايو/ أيار 2024 خطة لإصلاح تاريخي لسياساته المتعلقة بالهجرة واللجوء من أجل السيطرة على الحدود لوقف الهجرة غير النظامية. وتتألف خطة الإصلاح من 10 تشريعات، دعمتها أغلبية كبيرة بالاتحاد. ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في 2026 بعد أن تحدّد المفوضية الأوروبية كيفية تطبيقها. وجاءت الموافقة قبل شهر من الانتخابات الأوروبية، رغم ذلك صعد اليمين المتطرف.
صورة من: DesignIt/Zoonar/picture alliance
زلزال الانتخابات الأوربية 9 يونيو/ حزيران 2024
في انتخابات الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان الأوروبي 2024-2029، حدث زلزال سياسي بصعود غير مسبوق في تاريخ الاتحاد لقوى اليمين المتطرف والقوميين، الذين حصلوا على أكثر من 140 مقعدا من إجمالي 720 مقعداً. وفي ألمانيا مثلا حل حزب البديل الشعبوي (الصورة لرئيسي الحزب شروبالا وفايدل) كثاني أكبر قوة، بعد حزبي الاتحاد المسيحي المحافظ، متفوقا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أقدم حزب سياسي في ألمانيا.