هذا ما يدفعه "حُراس فيسبوك" مقابل حذف العنف والجنس والكراهية
١٨ سبتمبر ٢٠١٩
عالم رهيب ذلك الذي يوجد في الحديقة الخلفية لفيسبوك: صور ومقاطع فيديو غاية في العنف الجسدي وخطابات كراهية وأخبار كاذبة. جلّ هذا يتم حذفه، لكن من يقومون بهذه المهمة يدفعون ضريبة باهظة.
إعلان
ما تراه الآن على موقع "فيسبوك" ليس كل ما يُنشر عليه، فجزء ليس بالهين منه كان منشوراً وحُذف من قبل المشرفين بعد أن تردهم تقارير ضده، أو يتم حذفه بشكل أوتوماتيكي بعد التبليغ عنه من خوارزميات فيسبوك (لا ينفي ذلك ضرورة المراقبة البشرية)، ففي العالم المظلم لهذه الشبكة الاجتماعية، هناك صور ومقاطع فيديو فظيعة تكفّل فريق من العاملين من مراقبي المحتوى بحذفها، لكنهم كانوا ملزمين بمشاهدتها أولاً قبل إصدار قرار الحذف.
وفق ما نقله موقعجريدة الغارديان البريطانية، كشفت مجموعة من العاملين السابقين في مركز ببرلين يتبع "فيسبوك" في مجال مراقبة المحتوى، عن حقائق خطيرة عن هذا العمل، ومن ذلك أن زملاء لهم أصبحوا مدمنين على العنف والجنس والأخبار الكاذبة، ومنهم من أضحى متأثراً باليمين المتشدد بسبب الكمّ الكبير من خطاب الكراهية الذي يطالعه.
ليس فقط ما كان منشوراً للعموم هو ما ينتظر المراقبة، بل كذلك الرسائل الخاصة المتعلقة بـ"الاستغلال الجنسي"، إذ يضطر هؤلاء المراقبون إلى التدقيق في مراسلات بين أشخاص بالغين وآخرين قاصرين، بلّغت عنها خوارزميات الشبكة كجريمة. ويقول هؤلاء المراقبون إن عدداً من هذه المراسلات احتوت كلاماً عنيفا وبذيئاً وطلبات موجهة لأطفال لإرسال صور جنسية بمقابل.
طبيعة المحتوى وحده ليست فقط الجانب السيء، فهؤلاء المراقبون يعملون بمقابل مالي ضئيل ثماني ساعات يومياً، بعضها في الليل وفي نهاية الأسبوع، ويتعرضون لضغط من أجل العمل بسرعة. وقد أشار أحد من تركوا هذه الوظيفة إلى أنه يريد أن ينبه الناس إلى عدم الوقوع في حفرة مثل هذه الوظائف، وأنه إذا كان من المهم تكوين فريق لحماية مستخدمي "فيسبوك" من خطابات الكراهية والتطبيقات الجنسية والمحتالين وغير ذلك، فمن المهم كذلك إطلاق نقاش حول عمل ذلك الفريق وظروفه الصعبة.
كما قال مشرف آخر إن زميلاً له صار يبحث عن شراء مسدس بعدما صار يخاف من الآخرين، خاصة في الليل أو عندما يكون محاطاً بالأجانب، وذلك بسبب المحتوى الذي كان يراجعه للحذف. كما أن مراقبين آخرين أضحوا مدمنين على المخدرات، بحسب المشرف، مشيراً إلى أن مراقبة المحتوى تؤثر كذلك على الخيارات السياسية، فقد يتحول شخص ليبرالي إلى شخص محافظ قلق من الهجرة مثلاً.
وأشار موقع الغارديان إلى تقرير سابق نشر في موقع "ذ فيرج" الأمريكي، جاء فيه أن أحد المراقبين بات ينام ومسدس بقربه، إثر إصابته بصدمة تلت مشاهدته لفيديو طعن، بينما بدأ آخرون علاجاً نفسياً. وقد أدى التقرير الأمريكي إلى قيام "فيسبوك" بمراجعة عمل هؤلاء المراقبين، وتقليل عدد المنشورات التي كانوا ملزمين بمراجعتها، من ألف منشور إلى حوالي النصف.
إ.ع/ ي.أ
شركات عملاقة تقاطع فيسبوك!
مع تزايد الدعوات لمقاطعة فيسبوك بعد كشف فضيحة انتهاك الخصوصية، أعلنت شركات كبيرة أنها ستتخلى عن استخدام الموقع نهائيا أو مؤقتا. ولكن فيسبوك قالت إنها لم تلاحظ وجود عدد كبير من المقاطعين ووعدت بتحسسين أدائها وتصبح أفضل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Camus
بلاي بوي
قالت شركات بلاي بوي إنها ستغلق صفحاتها على موقع فيسبوك، مع تزايد الفضيحة المحيطة بالموقع. وأوضحت بلاي بوي أنها واجهت العديد من الصعوبات في النشر على فيسبوك. وأضافت أن فضيحة الخصوصية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بعد فترة طويلة من المشكلات التي تعرضت لها بسبب قواعد فيسبوك الصارمة في عرض الصور العارية. وقد تفاعل نحو 25 مليون مستخدم مع صفحة بلاي بوي على الفيسبوك.
صورة من: Getty Images/J. Kempin
سبيس إكس وتيسلا
قال رجل الأعمال الملياردير إلون ماسك، أحد كبار المستثمرين في شركة تيسلا لتصنيع السيارات الكهربائية ومنتج صواريخ سبيس إكس، على تويترإنه سيحذف حسابات "فيسبوك" الخاصة بالشركتين. وقد بدا هذا القرار عفوياً بعد أن كتب ماسك أنه "لم يدرك" وجود حساب لـ "سبيس إكس" على فيسبوك. وكان للشركتين حوالي 2.6 مليون متابع قبل حذف حسابها.
صورة من: Reuters/T. Baur
موزيلا
أوضحت الشركة التي تقف وراء متصفح الويب الشهير فايرفوكس في بيان لها إنها "أوقفت مؤقتاً" إعلاناتها على فيسبوك. وأكدت أنها لن تحذف الحساب تماما على فيسبوك. لكنها ستتوقف عن نشر تحديثات منتظمة على حسابها. وقالت "عندما يتخذ فيسبوك إجراءات أقوى في البحث وراء مشاركة بيانات العملاء ... سنفكر في العودة".
صورة من: LEON NEAL/AFP/Getty Images
مصرف "كومرتس بنك"
أعلن مصرف "كومرتس بنك، أحد أكبر المصارف في ألمانيا، أنه توقف مؤقتاً عن نشر إعلاناته على فيسبوك. ونقلت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية عن مسؤول العلامة التجارية للشركة قوله "إننا سنأخذ استراحة (سوقف) إعلاناتنا على فيسبوك. وإن حماية البيانات والحفاظ على العلامة التجارية الجيدة أمر مهم بالنسبة لنا". وأضاف أن الشركة ستنتظر لفترة قبل اتخاذ أي قرارات أخرى.
صورة من: Daniel Roland/AFP/Getty Images
مؤسس واتس آب
كتب المؤسس المشارك لتطبيق واتسآب، برايان أكتون، في تغريدة على تويتر " لقد حان الوقت .. #deletefacebook" . وقد أصبح أكتون مليارديراً بعدما باع واتس أب إلى فيسبوك عام 2014. وعمل مؤخرا في استثمار جديد لتطبيق منافس باسم "سيجنال " إثر تركه واتسآب عام 2017.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gerten
سونوس
قالت سونوس الشركة المصنعة للسماعات بالولايات المتحدة، إنها سحبت إعلاناتها من فيسبوك ومنصات وسائط التواصل الاجتماعي الأخرى، بما في ذلك انستغرام المملوك لشركة فيسبوك. وأوضحت سونوس أن الكشف الأخير "أثار تساؤلات" حول ما إذا كانت شركة فيسبوك قد اتخذت ما يكفي من الإجراءات لحماية خصوصية المستخدمين. لكنها قالت إنها لن تتخلى عن فيسبوك بشكل كامل لأنها خدمة "فعالة بشكل لا يصدق".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Sonos
"دكتور أوتكر"
طلبت شركة الأغذية الألمانية "د. أوتكر Dr. Oetker" من متابعيها على تويتر بالتصويت بشأن حذف حسابها على فيسبوك أم لا. وكتبت الشركة في 21 مارس/ آذار "سنحذف صفحتنا على الفيسبوك مقابل 1000 تغريدة ". وسرعان ما تم نشر أكثر من 1000 تغريدة، مما دفع الشركة إلى إلغاء تنشيط صفحتها على فيسبوك. لكنها أعادت تفعيل الحساب في اليوم التالي، وكتبت على تويتر أنه "لا يمكن" بدون فيسبوك.
صورة من: Dr. Oetker
رد فيسبوك؟
رداً على سؤال حول قرار بعض الشركات بوقف حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي، أوضحت شركة فيسبوك أن "معظم الشركات التي تحدثنا معها هذا الأسبوع تشعر بالرضا تجاه الخطوات التي حددناها لحماية بيانات الأشخاص بشكل أفضل، ولديهم ثقة بأننا سوف نستجيب لهذه التحديات ونصبح شريكاً جيداً وشركة أفضل نتيجة لذلك ".
إعداد: ألكسندر بيرسون/ س.م