حصد أنشيلوتي الكثير من الألقاب، لكن ذلك لم يكن كافيا لحمايته من الاستبعاد من التدريب خلال مسيرته المهنية، وهو ما لم يتعرض إليه غوارديولا حتى الآن. فهل ينضم يوما ما إلى نادي "المطرودين" الذي يضم عددا من كبار المدربين؟
إعلان
خلال مسيرته المهنية، تمكن كارلو أنشيلوتي من الوصول إلى القمة مرات عديدة. والألقاب التي حصل عليها مع الفرق التي دربها، أوضح دليل على ذلك. فالمدرب الإيطالي فاز بلقب واحد على الأقل مع كل فريق دربه منذ عام 2003.
فقد فاز أنشيلوتي مع فريق ايه سي ميلان بثمانية ألقاب وهي: بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين (2003 و2007) وفي نفس هذين العامين فاز معه بكأس السوبر الأوروبية، كما فاز معه ببطولة كأس إيطاليا في 2003، وببطولة الدوري الإيطالي وكأس السوبر عام 2004 وكأس العالم للأندية عام 2007.
استبعاد رغم الانجازات
وحقق أنشيلوتي إنجازا تاريخيا مع تشيلسي الإنكليزي عام 2009 عندما قاده للحصول على الثنائية (الدوري الانكليزي وكأس الاتحاد الانكليزي) . كما حصل على بطولة الدوري الفرنسي مع فريق باريس سان جيرمان عام 2013. وفي موسم (2013/2014) فاز مع ريال مدريد بالثنائية (كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) كما فاز بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
ورغم كل هذه النتائج الباهرة التي حققها، يعرف المدرب الايطالي تماما ما تعنيه جملة "الاستغناء بانتظار الاستدعاء"، فأنشيلوتي أُقيل من تدريب ريال مدريد وتشيلسي أيضا.
ربما ينطبق على أنشيلوتي المثل القائل "لكل جواد كبوة"، لكنه ليس الوحيد، من بين أفضل المدربين في العالم، الذين أُقيلوا من مناصبهم في حياتهم المهنية، فهناك كثيرون أيضا، يذكرهم المدرب الإيطالي في حديثه مع صحيفة تايمز الانكليزية بقوله "لايوجد مدرب لم يتم الاستغناء عنه في مسيرته المهنية، ليبي وفيرغسون وكابيللو ومورينيو ورافاييل بينيتز أيضا".
حتى الآن لم يرد اسم المدرب الإسباني غوارديولا ضمن قائمة المدربين، الذين أقيلوا من مناصبهم. ففي الواقع رغم أن مسيرته التدريبية بلغت الآن ثماني سنوات إلا أن غوارديولا لم يعمل خلالها إلا في ناديين هما برشلونة، الذي يعد بيته الأبدي وبايرن ميونيخ. ويقول أنشيلوتي "غوارديولا ما زال شابا، ولديه الكثير من الوقت". ويتوقع المدرب الإيطالي أنه في يوم من الأيام سيتم أيضا الاستغناء عن غوارديولا كما حدث مع المدربين العظام الآخرين ويقول: "سيأتي يوم ما وينضم (غوارديولا) إلى نادينا ، نادي المدربين الذين تم الاستغناء عنهم"، فالتعامل في البريمييرليغ مختلف تماما عن بايرن ميونيخ.
لهذا يصعب الاستغناء عن المدربين في بايرن
صحيح أن غوارديولا لم ينجح في إحراز لقب أوروبي مع بايرن، لكن النادي البافاري لا يلجأ إلى الاستغناء عن المدرب إلا إذا تقهقرت نتائج الفريق وزادت عن الحد المسموح به. وهو ما حدث مثلا أيام المدرب الهولندي لويس فان خال. آنذاك كان الفريق مهددا بعدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ) في الدورة التالية.
سبب آخر يجعل الاستغناء عن المدربين في بايرن ميونخ لا يتم بسرعة، وهو أن الفريق البافاري ناد رياضي به أعضاء ومجلس إدارة منتخب؛ وليس تابعا لممول يمكن أن يكون سريع الغضب ويحمل المدرب المسؤولية عن أقل خسارة.
وهذه مسألة ربما تطمئن أنشيلوتي في ناديه الجديد، وتدفعه لوضع مخططات للعمل مع اللاعبين على المدى الطويل، علما بأن أنشيلوتي كان قد أفصح مؤخرا عن أولى مخططاته المستقبلية مع بايرن.
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
11 صورة1 | 11
إذ ينوي المدرب الإيطالي تغيير الفلسفة الحالية، التي يعتمدها الفريق، والتي تقوم على السيطرة بالاستحواذ على الكرة ويوضح قائلا: "أنا شخصيا لا أركز عليها، ولكن ينبغي علي أن أكون حريصا على عدم زعزعة استقرار هيكل وأسلوب لعب ناجحين. وهذا يفرض علي تحديا آخر وأنا أتقبله بحماس".
وسيبدأ أنشيلوتي بتطبيق خططه في النادي البافاري مع حلول الـ11 من يوليو/ تموز هذا العام، أي بعد يوم واحد من نهاية كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016"، التي تقام في فرنسا.