هذه المرة أوروبياً...ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ
٢٢ مايو ٢٠٢٤
يواجه فريق باير ليفركوزن نظيره أتالانتا الإيطالي في نهاية بطولة الدوري الأوروبي. وبعد ثلاثة أيام يواجه بطل الدوري الألمانيه فريق كايزرسلاوترن من الدرجة الثانية في نهائي كأس ألمانيا.
إعلان
يتطلع باير ليفركوزن، بطل الدوري الألماني (بوندسليغا)، لمواصلة كتابة التاريخ، والاقتراب خطوة أخرى نحو تحقيق ثلاثية تاريخية، عندما يواجه فريق أتالانتا الإيطالي غداً الأربعاء (22 أيار/مايو 2024) في نهائي بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.
حقق ليفركوزن بقيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو إنجازاً رائعاً بتتويجه بلقب البوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه بدون تلقي أي هزيمة بالدوري، حيث تفوق على شتوتغارت صاحب المركز الثاني، بفارق 17 نقطة. وخلال هذا الموسم خاض ليفركوزن 51 مباراة بكافة البطولات ولم يتلق أي هزيمة.
ولفترة طويلة، كان يتم وصف فريق ليفركوزن الذي حل وصيفا في البوندسليغا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا موسم 2001 / 2002 بلقب "نيفركوزين" (أي الفريق الذي لا يفوز أبداً). لكن هذا العام، تمكن الفريق من تغيير هذا الاسم بعد فوزه بلقب البوندسليغا وتأهله لنهائي الدوري الأوروبي وكأس ألمانيا.
وعندما تولى تشافي ألونسو قيادة الفريق، الذي كان يصارع في النصف السفلي من جدول الترتيب قبل أقل من عامين، شهد النادي، تحولاً جذرياً ووصل إلى القمة، حيث أطاح بجميع منافسيه في دوري الدرجة الأولى الألماني. وفاز على آوغسبورغ الأسبوع الماضي لينهي الدوري بدون خسارة.
بفضل هجومه القوي، سجل الفريق 135 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم، بينما لم يستقبل سوى 39 هدفاً. ومع ذلك، لا يزال بإمكان ليفركوزن أن يزيد من تألقه في هذا الموسم التاريخي.
يوناني فقد حياته بسبب شغب متعصبي التشجيع الرياضي
05:35
ويتطلع ليفركوزن للتتويج بلقبه الأوروبي الثاني، بعد كأس الاتحاد الأوروبي 1988.
وإذا نجح الفريق في الفوز على أتالانتا فستكون الثلاثية في متناول اليد عندما يواجه ألونسو ورفاقه فريق كايزرسلاوترن من الدرجة الثانية في نهائي كأس ألمانيا بعد ثلاثة أيام.
واشتهر فريق ليفركوزن في هذا الموسم بتسجيله العديد من الأهداف الحاسمة في اللحظات الأخيرة والتي بسببها تمكن الفريق من مواصلة مشواره في البطولة القارية. كان الفريق متأخراً بهدفين نظيفين أمام فريق كاراباج الأذربيجاني في مباراة الذهاب بدور الـ16 ولكنه سجل هدفين في الدقيقتين 70 والأخيرة من المباراة ليعادل النتيجة، وفي مباراة الإياب كان فريق كاراباج متقدماً في النتيجة 2 / 1 حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة قبل أن يسجل ليفركوزن هدفين متتاليين في الوقت بدل الضائع ليعبر لدور الثمانية، حيث عبر ويستهام 3 / 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وفي الدور قبل النهائي تمكن الفريق من الثأر من روما، الذي أقصاه في العام الماضي، وتغلب عليه 4 / 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، مع العلم أنه كان سيخسر مباراة الإياب 1 / 2 لولا هدف سيب ستانيشيتش الذي تم تسجيله في الوقت بدل الضائع من المباراة.
وكان ليفركوزن عبر مرحلة المجموعات بسجل خالي من الهزائم بستة انتصارات من أصل ست مباريات، ويمكن أن يصبح الآن رابع فريق فقط يحرز اللقب دون هزيمة. ولكن مهمة ليفركوزن لن تكون سهلة على الإطلاق لاسيما وأن أتالانتا هو الآخر يسعى هو الآخر للتتويج بأول ألقابه منذ عام 1963 عندما توج بلقب كأس إيطاليا.
وسيسعى فريق أتالانتا، الذي تأهل لأول مرة في تاريخه لنهائي الدوري الأوروبي، للتتويج باللقب ومصالحة جماهيره بعدما فشل في التتويج بلقب كأس إيطاليا بعد الخسارة أمام يوفنتوس.
وكانت آخر مواجهة جمعت أتالانتا وليفركوزن في الدوري الأوروبي في موسم 2021 / 2022، حيث فاز أتالانتا 3 / 2 على أرضه قبل أن يخسر بهدف واحد بعد أسبوع واحد في ألمانيا.
وبإمكان أتالانتا أن يحلم بالتتويج باللقب الأوروبي لأول مرة لاسيما وأنه تمكن من إقصاء فرق كبيرة حيث كان الفريق تصدر مجموعته في دور المجموعة ثم قام بإقصاء فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي في دور الـ16، قبل أن يخرج ليفربول الإنجليزي من دور الثمانية، ثم أطاح بمارسيليا الفرنسي من الدور قبل النهائي. وأصبح فريق أتالانتا الفريق الإيطالي الحادي عشر الذي يصل إلى نهائي بطولة قارية، وبإمكانه أن يصبح أول فريق إيطالي يفوز بلقب الدوري الأوروبي، حال فوزه في مباراة الغد.
خ.س/ح.ز (د ب أ)
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance