في فيلمه "هذه روغبتي" يعالج المخرج آري إيسيري قضية الهجرة ونظرة المجتمع النيجيري إليها. مهاجر نيوز حاورت مخرج الفيلم وكاتب السيناريو، حول فيلمه الذي كان من أبرز الأعمال السينمائية الأفريقية في مهرجان برليناله 2020.
إعلان
"إلى ما وراء البحار!"، هذا ما تقوله بريشيوس لأخيها موفي، الشخصية الرئيسية في الفيلم النيجيري "هذه هي رغبتي"، مبدية سعادتها من حصول أخيها على جواز سفر.
الفيلم يظهر مدى شغف العديد من سكان العاصمة النيجيرية لاغوس بالهجرة. ورغم أن كل أحداث الفيلم تدور في لاغوس، إلا أنه ينقسم إلى فصلين، يحمل الأول العنوان "إسبانيا" والثاني "إيطاليا". وهما البلدان اللذان يريد أبطال الفيلم الوصول إليهما.
الهجرة موضوع أساسي في نيجيريا
يقول مخرج الفيلم، آري إيسيري، لمهاجر نيوز: "يتم الحديث عن الهجرة بشكل واسع في نيجيريا"، ويضيف: "أحد المواضيع الرئيسية التي يتم الحديث عنها هو الوضع في الوطن"، ويتابع: "وبذلك تأتي أسئلة مثل: متى ستتغير الأمور؟ وإن لم تتغير، متى أخرج وأجعل حياتي أفضل؟"
درس آري وأخوه تشوكو، كاتب السيناريو، في كل من بريطانيا وأمريكا، وبذلك فموضوع الهجرة ليس جديداً بالنسبة لهما.
يذكر آري أنه وبمجرد أن يحمل المرء جواز سفر نيجيري، فإن التحديات التي يواجهها في رحلة هجرته تزداد، مشيراً إلى أن المواطنين الأوروبيين قد لا يواجهون تلك التحديات في حياتهم. ويتابع مخرج الفيلم: "حتى الوصول إلى مهرجان برلين السينمائي له تحدياته الخاصة"، ويضيف: "نحن محظوظون، إذ يمكننا القراءة والكتابة والتقدم بطلب للحصول على تأشيرات"، لكن الشخصيات في الفيلم ليست كذلك.
فبطل الفيلم موفي أمّي، وعليه الاعتماد على وسطاء لإخباره بالوثائق التي يحتاجها ثم مساعدته في ملء الاستمارات اللازمة لتقديم طلب الحصول على جواز السفر أو تأشيرة السفر. يقول تشوكو، كاتب السيناريو: "هذه الحياة الدرامية موجودة دائماً".
وبدلاً من التركيز على الرحلة إلى أوروبا نفسها، يهدف الفيلم إلى تسليط الضوء على الحياة اليومية للناس في نيجيريا وتوضيح أسباب رغبتهم بالهجرة. وحتى الناس الصبورون أيضاً، مثل بطل الفيلم موفي، يفكرون بالهجرة تدريجياً.
مخرجة سودانية من برليناله: السينما والثورة وجهان لعملة واحدة
02:17
الهجرة تتطلب المال
لكن تحقيق الرغبة في الهجرة يتطلب المال، وهذا ما يظهره الفيلم في كثير من الأحداث. يوضح تشوكو أنه أراد أثناء كتابة الفيلم "إظهار ما يمر به الأشخاص الذين يرغبون في الهجرة".
الكثير من الأخبار والتقارير في أوروبا تميل إلى تصوير النساء النيجيريات على أنهنّ "عاهرات" والرجال النيجيريين على أنهم "تجار مخدرات". لكن تشوكو أراد من خلال الفيلم التأكيد على أن "الغالبية ليسوا أناساً سيئين بل على العكس تماماً".
وهكذا هي الشخصيات الرئيسية في الفيلم. موفي يعمل كهربائياً في النهار وحارس أمن في الليل. وروزا أيضاً، وهي شخصية رئيسية أخرى في الفيلم، تعمل مصففة للشعر في النهار ونادلة في مطعم في الليل. كلاهما يبذل قصارى جهده لمساعدة عائلته. وواجب مساعدة العائلة هو الذي يجعلهم يفكرون بتحسين أوضاعهم من خلال الهجرة.
البحث عن فرصة
يأمل موف في الوصول إلى إسبانيا أما روزا فتريد الوصول إلى إيطاليا. لا يبدو أن لدى أيّ منهما فكرة حول الشكل الذي قد تبدو عليه هذه الدول، لكنهما يريدان فقط الحصول على فرصة لتحسين الأوضاع المعيشية.
لكن النتائج تختلف في كلتا الحالتين، مثل التحديات المختلفة التي يواجهانها. فنيجيريا مجتمع ذكوري، ومن خلال شخصية روزا أراد كاتب السيناريو أن يتحدث عما قد تمر به الفتيات في بلده. النهاية بالنسبة لروزا مشوّبة ببعض "التسويات" التي قد تجبر العديد من النساء على تقديمها.
ومع ذلك فإن آري وتشوكو أرادا أن يعكسا الأحكام المسبقة التي قد تدور في ذهن الجمهور حول النساء المهاجرات. فالفيلم يخفف من الرواية التي تقول إن المرأة الإفريقية المهاجرة قد تفعل أي شيء من أجل الوصول إلى هدفها، ورغم أن روزا تبدو مستعدة لمقايضة طفل أختها بفرصة للوصول إلى إيطاليا، كما أنها تطلب الأموال والعطور باهظة الثمن من صديقها بيتر، إلا أن المخرج وكاتب السيناريو بذلا قصارى الجهد ليشيرا إلى أن هدف روزا الرئيسي كان إقامة علاقة عاطفية صادقة مع صديقها.
في نهاية الفيلم يظهر أن كلتا الشخصيتين الرئيسيتين لاتزالان في العاصمة النيجيرية. يقول تشوكو: "الرغبة لم تكن تتعلق بمجرد الرحيل بل بإتاحة الفرص"، ويضيف: "أردت أن تبقى كل أحداث الفيلم في نيجيريا للإشارة إلى أن المرء قد يجد فرصته في بلده".
موفي يجد فرصة لتحسين حياته ورعاية عائلته. أراد تشوكو أن يقول للناس: "صحيح أن الحياة صعبة لكن هناك احتمال أن يجد المرء ما يبحث عنه في بلده نفسه".
يقول تشوكو إن الفيلم أثار استحسان الجمهور النيجيري أيضاً. ويقول: "المال الكثير الذي تتطلبه الهجرة يشعر النيجيريين أنهم إذا وضعوا هذه الأموال في مشروع آخر فقد يخلقون فرصهم بأنفسهم".
تشوكو نفسه كان من الممكن أن يعيش في أمريكا، لكنه أراد أن يكون في الوطن ليروي قصصه، ويختم: "الوطن يلهمني وأنا أحبه كثيراً".
في صور ..الفائزون بجوائر مهرجان برليناله السينمائي لعام 2020
نال فيلم "لا وجود للشر" للمخرج الإيراني محمد رسولوف جائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي "برليناله"، جولة مصورة في أهم الأفلام الفائزة بجوائز هذا العام.
صورة من: Cosmopol Film
الدب الذهبي من نصيب "لا وجود للشر"
تجمع قصة فيلم "لا وجود للشر" للمخرج الإيراني محمد رسولوف بين حكايات شخصية مترابطة بشكلٍ واهن لجلادين وعائلات محكومين بالإعدام. المنتج فرزاد باك تسلّم الجائزة نيابةً عن المخرج رسولوف "كنت أتمنّى أن يكون محمد هنا بنفسه، لكن للأسف ليس مسموحاً له بمغادرة البلاد". وحُكم على رسولوف العام الماضي بالسجن مدة عام بتهمة "التعرض لأمن الدولة"، ومُنع من صناعة الأفلام مدى الحياة.
صورة من: Cosmopol Film
جائزة الدب الفضي لفيلم "أبداً نادراً أحياناً دائماً" الأمريكي
وحصل على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين، وهي الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: فيلم "أبداً نادراً أحياناً دائماً" للمخرجة الأمريكية لزا هيتمان كاتبة سيناريو الفيلم. وتدور أحداث الفيلم حول قصة فتاتين يافعتين في الريف الأمريكي، في حياة مليئة بالتحديات والقضايا المعقدة: الإجهاض والعنف والتحرش الجنسي. ولمع نجم الممثلة الشابة سيدني فلاينغال (تظهر في الصورة) في دور بطلة الفيلم.
صورة من: 2019 Courtesy of Focus Features
فيلم "المرأة التي ركضت" يفوز بجائزة الدب الفضي لأفضل إخراج
إلى جانب فوزه هذا العام بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم عن "طفيلي Parasite"، يعتبر بونغ جوون-هو من أبرز صانعي الأفلام في بلاده كوريا الجنوبية. وفيلم "المرأة التي ركضت" الحائز على جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج، تم تصويره في ظروف بسيطة، ويعالج دراسة عن العاطفة والدعابة، في خضم بحث امرأة عن ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Berlinale/Jeonwansa Film
جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة في"حورية البحر"
الممثلة باولا بيير في لقطة من فيلم "حورية البحر" للمخرج الألماني كريستيان بيتسولد. وتتألق الممثلة الألمانية في الفيلم الذي تدور قصته حول ملحمة حورية البحر التي تحمل اسم الفيلم "Undine". حين هجرها صديقها في يوم ما بسبب امرأة أخرى، يرسم القدر مصيرها المأساوي، فيتحتم عليها قتل صديقها السابق والعودة إلى الماء. لكن أوندينا تقاوم هذه اللعنة.
صورة من: Christian Schulz/Schramm Film
الدب الذهبي لأفضل ممثل من نصيب الإيطالي إيليو جيرمانو
حاز الممثل الإيطالي إيليو جيرمانو جائزة الدب الذهبي لأفضل ممثل، عن دوره في "بعيداً عن الأنظار" لمواطنه المخرج جيورجيو ديريتي. وتدور قصة الفيلم عن حياة استثنائية للرسام الإيطالي أنطونيو ليغابو، لنزعته الثورية الفريدة في الفن المعاصر. يلخص جيرمانو في دوره شخصية مليئة بالمشاعر والصراع الداخلي. فهو يجسد دور رجل ذو رؤية واضحة وموهبة كبيرة تم تهميشه طوال حياته وهو يحاول أن يفهم ما يدور حوله.
صورة من: Chico De Luigi
جائزة الدب الذهبي لأفضل سيناريو لـ"حكايات سيئة"
يمكن أيضاً أن نشاهد الممثل الإيطالي إيليو جيرمانو في "حكايات سيئة" الذي نال كل من فابيو وداميانو دينوسينسو جائزة الدب الذهبي لأفضل سيناريو. تحكي قصة درامية سريالية لحياة لعائلات تعيش في إحدى ضواحي روما. وفي ظل أجواء توترات تهدد بانيهار المستوطنة بأكملها في أي وقت، يحدث المكروه في نهاية المطاف بسبب تشابك قصص الأطفال. ويجسد الفيلم قصة أبطالها أطفال يعيشون حياة مريرة وتتعرض أحلامهم للإنهيار.
صورة من: Pepito Produzioni/Amka Film Production
جائزة الدب الذهبي للتميز الفني "أفضل كاميرا" ليورغن يورغيس
يستأثر الجدل حول مشروع إيليا تشير تشانوفسكي DAU. Natasha عناوين الصحف، وها هو المصور الألماني يورغن يوغيس المعروف بأعماله مع مواطنه راينر فيرنر فاسبيندر، يحول قصة الجدل بأسلوب وثائقي وبواسطة كاميرا واحدة إلى عمل سينمائي رائع، لينال عليه جائزة الدب الذهبي للتميز الفني العالي: لأفضل كاميرا، وتكرمه لجنة التحكيم لعمله الاستثنائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Phenomen Film
"محو التاريخ" يحرز جائزة الدب الفضي في برليناله
جائزة الدب الفضي آلت إلى فيلم "محو التاريخ" من إخراج بينوا ديلبن وغوستاف كيرفيرن من فرنسا. ويعالج الفيلم قصة ثلاث نساء يعشن بضاحية في إحدى المدن الداخلية بفرنسا، ويعانين من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة. فقط عندما يتحدن ضد عملاق تكنولوجي قوي تبدو حياتهن في التغير مرة أخرى. وبشكل كوميدي يجسد الفيلم أنماط مثيرة من واقع الحياة في زمن كلود وألغوريتميات (الخوارزميات) الشبكة العنكبوتية.
صورة من: Les Films du Worso/No Money Productions
"المشعة أجسامهم" يحرز جائزة برليناله لأحسن فيلم وثائقي
يبدأ الفيلم الوثائقي الشاعري بصورة عائلية. ويعتمد العمل الفني التأملي للمخرج الكمبودي الفرنسي ريثي بانه على مواد أرشيفية من حروب القرن العشرين. ويقول المخرج الكمبودي الفرنسي عن فيلمه الحائز على جائزة أحسن فيلم وثائقي في الدورة السبعين للبريناله :"الشر يشعُّ. إنه مؤلم - وحتى لدى الأجيال اللاحقة. ولكن وراء هذا الألم تكمن البراءة". إعداد اليزابيث غرينير وفيليب يديكه/ م.س