هزيمة أمريكية في محكمة العدل الدولية في قضية عقوبات إيران
٣ فبراير ٢٠٢١
بعد مرور أكثر من سنتين على تقديم الطلب، استجابت محكمة العدل الدولية لطهران وأكدت أن قضاتها بوسعهم النظر في قضية إلغاء العقوبات الأمريكية على إيران، وهي خطوة دفعت واشنطن في عهد ترامب إلى عدم تحققها.
إعلان
تعرضت الولايات المتحدة لهزيمة أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة للنزاعات الدولية اليوم الأربعاء (الثالث من شباط/ فبراير 2021) عندما قرر القضاة أن لديهم اختصاصا للنظر في قضية رفعتها إيران. فقد قالت محكمة العدل الدولية إنها مخولة في البت في طلب إيراني لإلغاء العقوبات الأميركية التي أعادت فرضها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على طهران.
وفي إحباطها لمساعي الولايات المتحدة إبطال القضية قال رئيس محكمة العدل الدولية عبد القوي أحمد يوسف إن المحكمة "لديها الاختصاص القضائي للنظر في الطلب المقدم من جمهورية إيران الإسلامية".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء أن بلاده حققت "انتصارا قانونيا" في أعقاب إعلان محكمة العدل الدولية أنها مخولة النظر في العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها على طهران.
وكتب الوزير عبر حسابه على تويتر أن المحكمة "رفضت كل الاعتراضات المبدئية للولايات المتحدة في القضية التي رفعتها إيران" التي حققت برأيه "انتصارا قانونيا" من خلال هذه الخطوة.
في المقابل أبدت الولايات المتحدة "خيبة أملها" إزاء قرار محكمة العدل الدولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين "أود أن أقول إننا نكن احتراما كبيرا لمحكمة العدل الدولية"، لكنّه أضاف "نشعر بخيبة أمل لأن المحكمة رفضت حججنا القانونية السليمة بأن القضية التي رفعتها إيران خارج اختصاص المحكمة".
واشتكت طهران الولايات المتحدة إلى محكمة العدل الدولية في العام 2018 مدعية أن واشنطن انتهكت معاهدة الصداقة للعام 1955 بين البلدين، بعد فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العقوبات على إيران، وما سبق ذلك من انسحابه من الاتفاق النووي المبرم معها.
ودافعت واشنطن عن نفسها أن العقوبات كانت ضرورية لأن إيران تشكل "تهديدا خطيرا" للأمن الدولي. بينما بحسب طهران، فإن الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات سببا "صعوبات ومعاناة" في البلاد و"يدمر حياة الملايين".
وأنهت واشنطن معاهدة الصداقة رسميا نهاية العام 2018، بعدما أمرتها محكمة العدل الدولية بتخفيف العقوبات على المنتجات التي تحمل طابعا إنسانيا، غير أن قرار المحكمة فيما يتعلّق بالشكوى الإيرانية سيأخذ عدة أشهر أو حتى عدة سنوات.
وتعهّد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن العودة مجدّدا إلى الاتفاق شرط أن تعود طهران للتقيّد التام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، والتي بدأت تتحرّر منها شيئا فشيئا ردّا على الموقف الأميركي.
إ.ع/أ.ح ( أ ف ب)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم