هزيمة ثقيلة لـ "حزب شولتس" في أكبر ولاية من حيث عدد السكان
١٥ مايو ٢٠٢٢
أظهرت توقعات شبه نهائية للقناتين الأولى والثانية أن الحزب المسيحي الديمقراطي حصل على أعلى نسبة تأييد بولاية شمال الراين-ويستفاليا، فيما تراجعت نسبة التأييد لمنافسه الاشتراكي الديموقراطي. ما أبرز النتائج الأولية بالأرقام؟
إعلان
أظهرت استطلاعات تخلف الحزب الاشتراكي الديموقراطي بقيادة المستشار الألماني أولاف شولتس عن منافسه الاتحاد المسيحي الديموقراطي اليوم الأحد (15 مايو/أيار 2022) في انتخابات ولاية شمال الراين-ويستفاليا (غرب) الأكثر سكاناً في المانيا.
وتأتي الهزيمة وسط انتقادات لشولتس بسبب موقفه من الحرب في أوكرانيا، لا سيما تردده في توفير أسلحة ثقيلة لمساعدتها في مقاومة الغزو الروسي.
نتائج أولية غير رسمية
وأعطت الاستطلاعات التي نشرت بعد إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة مساء 35 بالمئة للحزب الديموقراطي المسيحي و28 بالمئة للاشتراكيين في نتيجة قد تكون الأسوأ في تاريخهم في الولاية.
وحسب هذه التوقعات، حصل الحزب المسيحي الحاكم في الولاية على أعلى نسبة تأييد بـ 35%، وبفارق ملحوظ عن الحزب الاشتراكي (المعارض في الولاية) الذي حصل على ما يتراوح بين 27.5% و27.9% وحل ثالثاً حزب الخضر بما يتراوح بين 18.2 % و18.4%.
يذكر أن الائتلاف الحاكم الحالي في الولاية يتألف من الحزب المسيحي والحزب الديمقراطي الحر؛ وأشارت التوقعات الأولية إلى حصول الحزب الأخير على ما يتراوح بين 5% و5.4% وهو ما يعني أن مجموع ما حصل عليه الحزبان لا يوفر لهما الأغلبية داخل برلمان الولاية الألمانية.
وأفادت التوقعات بحصول حزب البديل من أجل ألمانيا على ما يتراوح بين 5.5% و5.9% فيما أظهرت التوقعات أن حزب اليسار سيواصل الابتعاد عن البرلمان كما كان الحال في الدورة التشريعية السابقة حيث إن من المتوقع أن يحصل على نسبة أقل بصورة ملحوظة من حاجز الـ5% المطلوب لدخول البرلمان.
أيضاً، من المرجح أن يلعب حزب الخضر دوراً حاسماً، إما من خلال التحالف مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، كما هو الحال على المستوى الفدرالي، أو من خلال التقرب من الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي حكم المنطقة طوال خمس سنوات مع الليبراليين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي ثاني هزيمة لحزب شولتس أمام حزب ميركل في انتخابات الولايات حيث كان الحزب الاشتراكي سجل في انتخابات ولاية شلزفيغ-هولشتاين التي جرت يوم الأحد الماضي (الثامن من أيار/مايو) نتيجة سيئة تاريخياً بحصوله على 16% من الأصوات فيما تفوق عليه الحزب المسيحي وبفارق كبير حيث حصل على 43.4%.
ولاية ذات أهمية خاصة
وتعتبر ولاية شمال الراين-ويستفاليا مركزاً صناعياً مزدهراً وفيها نحو 13 مليون ناخب ونحو ربع سكان ألمانيا. وتضم الولاية المدن الرئيسية كولونيا وبون ودوسلدورف وإيسن ودورتموند، وسيُنظر إلى النتيجة على أنها مؤشر رئيسي للمزاج السياسي في المانيا.
وبالتالي، يبدو أن الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة هندريك فوست في أفضل وضع للاحتفاظ بالسلطة في منطقة فاز فيها عام 2017 أرمين لاشيت، المرشح الخاسر لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل في أيلول/سبتمبر 2021.
أما الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي حكم المنطقة لعدة عقود، فيبدو في موقع متأخر على الرغم من انخراط المستشار شولتس شخصياً في الحملة الانتخابية.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب، د ب أ)
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك