خاضت أمس الأربعاء ( الأول من مارس/آذار ) العديد من المنتخبات العالمية مباريات تجريبية استعداداً لمونديال ألمانيا 2006. وكانت المواجهة التي جمعت المنتخب الألماني المُضيف للمونديال مع نظيره الإيطالي على أرض الأخير أبرز اللقاءات وأكثرها سخونة. قبل 100 يوم من انطلاق بطولة العالم لكرة القدم قدّم الفريق الألماني أداءً ضعيفاً ومخيباً للآمال أمام الفريق الإيطالي القوي الذي تألق في اللقاء وفرض سيطرته على معظم مجريات اللعب خلال الـ 90 دقيقة. هذا مع أن الفريق الألماني كان مصمماً على تحقيق الفوز على أحد الفرق العالمية العريقة بعد 16 محاولة فاشلة. لكن الفريق الألماني الذي يُشرف على تدريبه المدرب الشاب يورغين كلينسمان لم يُقدّم للحظة واحدة طيلة المباراة المستوى المرجو منه الذي ينتظره عشاق كرة القدم الألمانية. وهكذا نجح نجوم إيطاليا في إلحاق هزيمة كبيرة بضيوفهم الألمان بأربعة أهداف لهدف واحد. تقدّم الإيطاليون مبكراً بهدف رائع أحرزه المهاجم ألبيرتو جيرالدينيو بعد مُضي 4 دقائق على صافرة البداية. وبعد أقل من 3 دقائق أضاف توني الهدف الثاني لأصحاب الأرض معززاً معنويات فريقه الذي كان مصمماً على تقديم عرض يُثير فرحة جمهوره الذي احتشد في الملعب لمناصرته. وحتى هذه اللحظة لم يُشكّل لاعبو المنتخب الألماني أي خطورة على مرمى الحارس الإيطالي بوفون، أغلى حارس مرمى في العالم.

خلافاً لذلك واصل الإيطاليون سيطرتهم على المباراة وهددوا مرمى الضيوف مرات عديدة قبل أن ينجح دانييل دي روسي في إحراز الهدف الثالث للفريق المُضيف بكرة رأسية سكنت الشباك الألمانية قبل 6 دقائق من نهاية الشوط الأول. وبعد الاستراحة حاول أصحاب الأرض تهدئة اللعب وتوفير قواهم وجهودهم لمنافسات الدوري الإيطالي لكرة القدم ومنافستي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي. في المقابل استمرّ تعثّر لاعبي الفريق الألماني وفشلهم في تهديد المرمى الإيطالي. وانعكاساً لمجريات المباراة التي شهدت تألقاً واضحاً للفريق الإيطالي وتراجعاً كبيراً في مستوى الفريق الألماني أضاف نجم خط الوسط الإيطالي ديل بييرو الهدف الرابع لفريقه بكرة رأسية أودعها في مرمى الحارس الألماني يينس ليمان في الدقيقة 57 إثر هجمة منظمة ومتقنة لأصحاب الأرض.

وبذلك بدا أن الفريق الألماني سيتعرض لفضيحة كروية قبل 100 يوم من انطلاق بطولة العالم التي يستضيفها في صيف العام الحالي. لكن الفريق الإيطالي أنقذه من ذلك عبر إهدار العديد من الفُرص الجيدة للتسجيل ورفع النتيجة إلى خمسة أو حتى إلى ستة صفر. وفي الدقائق العشر الأخيرة حاول اللاعبون الألمان تعديل النتيجة بعض الشيء لحفظ ماء الوجه وكثّفوا هجومهم على المرمى الفريق الإيطالي المُضيف الذي بدا مقتنعاً بهذه النتيجة ولم يفعل المزيد. وبالفعل نجح الضيوف في تسجيل هدف الشرف عن طريق المدافع العملاق روبرت هوت الذي سدد كرة قوية تهيأت أمامه من ضربة ركنية نفذها لاعب خط وسط بايرن ميونيخ سيباستيان دايسلر قبل 8 دقائق على نهاية المباراة.

وهكذا انتهى اللقاء الودي الذي اجتذب نحو 35 ألفاً من عشاق كرة القدم إلى أرض ملعب مدينة فلورانسا الإيطالية بفوز كبير للفريق الإيطالي على ضيفه الألماني بأربعة أهداف لهدف واحد. وبهذا الفوز أدرج المنتخب الإيطالي إسمه على قائمة الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم 2006. أما المنتخب الألماني المُضيف فعليه بذل جهود كبيرة لاستعادة مستواه المعهود وتعزيز قدراته لمواجهة كبرى المنتخبات العالمية العريقة.

تعثّر الفرق الأخرى في مجموعة ألمانيا

كذلك الفرق الثلاثة التي أوقعتها قرعة كأس العالم في مجموعة ألمانيا تعثّرت في المباريات الودية التي خاضتها أمس ضمن استعدادها لبطولة العالم 2006. ففي مدينة كايزرسلاوترن الألمانية هُزم المنتخب البولندي أمام منتخب الولايات المتحدة بهدف يتيم بعد أن قدّم هو الآخر عرضاً مخيباً لا يوحي بأن الفريق البلوندي ناضجٌ لخوض منافسات بطولة العالم. وفي لقاء ودي آخر أقيم في العاصمة الإيرانية طهران هُزم المنتخب الكوستاريكي الذي سيخوض في الـ 9 من يونيو مباراة افتتاح المونديال أمام ألمانيا، هُزم أمام مضيفه الإيراني بثلاثة أهداف لهدفين. وفي لقاء ثالث خسر منتخب الإكوادور المباراة التي جمعته مع مضيفه الهولندي في العاصمة الهولندية أمستردام بهدف مقابل لا شيء.

هزيمتان للمنتخبين العربيين السعودي والتونسي

وضمن استعدادهما لمونديال ألمانيا 2006 خاض الفريقان العربيان السعودي والتونسي المشاركان في مونديال ألمانيا 2006 مباراتين تجريبيتين أمام إثنين من أقوى المنتخبات العالمية. ففي مدينة دوسيلدورف الألمانية واجه الفريق السعودي وصيف بطل أوروبا المنتخب البرتغالي في مباراة هامة ضمن مشواره الطويل للاستعداد لكأس العالم. وكان مدير المنتخب السعودي السيد فهد المصيبيح أكّد على أن لقاء البرتغال سيصب حتماً في مصلحة المنتخب السعودي الذي سيستفيد كثيراً من ملاقاة الفريق البرتغالي القوي بقيادة لويس فيغو وديكو وغيرهما من نجوم كرة القدم البرتغالية. وكان إصرار أبطال الصحراء السعودية واضحاً على تقديم أداء جيد وتحقيق نتيجة إيجابية. لكن الفريق البرتغالي القوي بكامل نجومه كان خصماً قوياً وعنيداً يصعب على أي فريق عالمي قهره. وهكذا انتهى اللقاء الودي بفوز البرتغال على السعودية بثلاثة أهداف نظيفة. وكان نجم الكرة السعودية سامي الجابر ومساعد المدرب ناصر الجوهر أكّدا قبل يوم من المباراة أن اللقاء لن يكون سهلاً أمام الفريق البرتغالي القوي الذي يضم في صفوفه مجموعة من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.

وفي لقاء ودي آخر هُزم المنتخب التونسي أمام منتخب صربيا والجبل الأسود بهدف للا شيء في المباراة التي أقيمت أمس في تونس. وأظهرت المباراتين التجريبيتين أن على الفريقين العربيين واصلة وتكثيف الاستعداد لمونديال ألمانيا 2006 لتعزيز القدرات على مجاراة أفضل المنتخبات العالمية في المونديال وتقديم أداء جيد ومُشرّف لكرة القدم العربية.

هزيمة للأرجنتين وفوز صعب للبرازيل

كذلك الفريق الأرجنتيني الذي يُعتبر أحد الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم لم يرتق إلى مستواه المعهود. ففي المباراة الودية التي جمعته مع نظيره الكرواتي على الأراضي السويسرية هُزم نجوم بلد االسامبا أمام كرواتيا بثلاثة أهداف لهدفين. خلافاً لذلك حقق حامل لقب بطولة العالم المنتخب البرازيلي فوزاً صعباً على مضيفه الروسي بهدف يتيم أحرزه نجم بلد السامبا رونالدو المحترف في صفوف فريق ريال مدريد الإسباني. وفي لقاء ودي آخر تغلب المنتخب الإنجليزي على ضيفه منتخب الأوروغواي بهدفين لهدف واحد بعد أن كان متخلفاً بهدف للا شيء.

علاء الدين موسى