1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"هستيريا" شوكولاتة دبي.. هل تستمر وتنصف صاحبة الفكرة؟

ماجدة بوعزة
٨ ديسمبر ٢٠٢٤

شوكولاتة، كنافة وفستق، إنها الخلطة البسيطة المستوحاة من مكونات المطبخ العربي، التي أحدثت ضجة على وسائل التواصل عالميا. منتوج انطلق محليا ليصير أشهر تحلية. فما سرها؟ وهل تتم حماية العلامة التجارية لصاحبتها المصرية؟

التقطت الصورة يوم 14 نوفمبر 2024 بمدينة آخن الألمانية
طابور من الألمان ينتظرون دورهم للحصول على الشوكولاتة الشهيرة بعد الإعلان عن توفرها في محل الشوكولاتة الأشهر بالمدينةصورة من: Daniel Niemann/AP Photo/picture alliance

من المستبعد أن يتصفح أي شخص خلال الأشهر الأخيرة وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يصادف فيديو ترويجي لشوكولاتة مقرمشة تحتوي على مكوني الكنافة والفستق.

لقد انخرط الآلاف من الأشخاص، انطلاقا من المشاهير على تطبيق تيك توك ممن يتابعهم الملايين عبر العالم، وصولا إلى المستعملين العاديين، في الدعاية للمنتوج دون قصد ولا تخطيط.

بدأت القصة مع سارة حمودة، شابة مصرية بريطانية تعيش في دبي، فكرت في صناعة هذا النوع من الشوكولاتة تحقيقا لرغبتها أثناء حملها، إذ لم يتمكن زوجها ببساطة من العثور على الحلوى المناسبة في دبي، لذلك اخترعتها بنفسها.

وأكدت في تصريحات إعلامية وأيضا في فيديوهات على صفحاتها الخاصة، أنها تفاجأت بحجم الانتشار الذي وصل له المنتج، وحجم التفاعل معه وتقليده عبر العالم.

ويرى ياسر عبد العزيز، الخبير في مجالات الاتصال والإعلام، أن لهذا الانتشار عوامل، من بينها "الطرافة أو الغرابة التي يتمتع بها المنتج وطريقة الإعلان والعرض وإطار تقديمه. إضافة إلى الوقت المناسب الذي يطرح فيه والمجتمع المؤهل لفكرة استقبال هذا النوع من المنتجات، كلها عوامل أساسية لنجاح الترويج، وتبقى ديناميات الوسائط الجديدة هي الرافعة الأساسية". 

"هيستيريا" ترويجية اجتاحت ألمانيا والعالم!

ليس أصحاب المحلات فقط من انخرطوا في تقليد "شوكولاتة دبي" رغبة في الكسب منها ماديا بسبب الترند على وسائل التواصل الاجتماعي، بل انخرطت كبريات الشركات المصنعة للشوكولاتة عالميا في صناعة منتوج مقلد لشركة "فيكس" لصاحبتها سارة. 

كان من بين أشهر الفيديوهات، تجربة أولى لهذه الشوكولاتة قامت بها إحدى المشاهير التي تدعى ماريا فيهيرا، التي راكمت ملايين المشاهدات على المقطع الذي تناولت فيه كميات كبيرة من "شوكولاتة دبي" دون أن تتحدث عنها، بل جعلت الأصوات الصادرة خلال قضمها، طريقة مثلى لترويج لذتها وفرادتها.

شركة "ليندت" السويسرية لصناعة الشوكولاتة التي تأسست قبل نحو 180 عامًا، قادرة على التكيف مع منتجات حديثة أيضا لم تفوت هذه الفرصة، وفي خضم الإقبال الجنوني على “شوكولاتة دبي”، أطلقت نسخة منها، والتي جلبت زبائن لمحلاتها في كل ربوع ألمانيا وباقي الدول المجاورة. انتظر الزبائن في الطوابير لساعات، رغبة منهم في الحصول على قطع الشوكولاتة.

ويرى الخبير ياسر عبد العزيز، أن ما وصفه الكثيرون بالهيستيريا التي رافقت الترويج لهذا المنتوج، استفادت من "السمات العديدة للفضاء الاتصالي العالمي الراهن، والذي يتسم بالشبكية، إذ أنه فضاء يوفر أكبر حالة انتشار عرفها التاريخ. كما أنه مجال لانتشار الأفكار غير التقليدية، ويركز على طريقة التقديم التي تؤدي لخلق مكانات للسلع والمنتجات والأفكار والأشخاص أيضا، بصرف النظر عن قيمتها الحقيقية".

كما أشار المتحدث أن هناك جانبا تسويقيا بامتياز في الاتصال العالمي الراهن، يعتمد عليه الجميع، أي من يمارس التواصل السياسي، وصولا لمن يريد الترويج لأبسط سلعة أو أقل السلع شأنا في أي دولة من دول العالم. وأضاف شارحا "في كثير من الأحيان، يلمع منتوج ما ويحقق الأرباح، نتيجة لاستغلال جيد لطاقة وديناميات النظام الاقتصادي العالمي الراهن".

 

ازدحام شديد أمام محل ليندت بمدينة هامبورغ الألمانية للحصول على شوكولاتة دبيصورة من: - /ABBfoto/picture alliance

هل هي موضة مؤقتة.. أم أنها ستستمر؟
يتساءل الكثيرون عن مدى استمرار هذا التهافت على هذه الشوكولاتة الشهيرة، والتي يعود الفضل بالدرجة الأولى لوسائل التواصل الاجتماعي لانتشارها. وهنا يشرح أيمن ربيع، الخبير في التسويق الإلكتروني، أن "سر نجاح التسويق عبر السوشل ميديا مرتبط بنجاح إرضاء الزبناء، إذ أن نجاح المنتج في تلبية حاجاته ورغبته ينتج عنه انتشار".

كما أوضح المتحدث أن "أي شيء جديد على وسائل التواصل الاجتماعي، ينجح بالضرورة، وأن مدى استمراريته تكمن في تحقيقه النجاح وإبهار العميل، عبر السعر والجودة، إن لم تفعل يكون مصيرها الزوال بسرعة".
ويرى ربيع أن "الترند انطلق بشكل طبيعي، والترويج قام به المستهلكون أنفسهم". وهنا تكمن قوة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكلّما لبى المنتوج رغبة المستهلك، كلما نجح دون الحاجة لوقت وجهد كبيرين من قبل المستثمر".

أما الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، فيرى أن "الذين يقفون بالساعات للحصول على الشوكولاتة، لا يريدونها بالضرورة، وإنما هم يرغبون في خوض التجربة". وأضاف المتحدث، أن "الذين ينخرطون في ترندات مشابهة، يحرصون على التقليد وتصوير التجربة ووضعها على وسيط من الوسائط، أكثر من حرصهم على خوض التجربة ذاتها بشكل مبسط". 
 

هل يمكنك استخدام مصطلح "شوكولاتة دبي"؟
لم تسلم أسواق عيد الميلاد الألمانية التقليدية من احتلال هذه التحلية المركز الأول، ومن بين من يقدمونها كشك كيشميش، المختص بحلويات آسيا الوسطى. لكن شوكولاتة دبي، كما يقول مؤسسها نصرت الله كوشكاكي في تصريحات لـ DW، هي حاليًا الأكثر مبيعًا وتباع كل يوم تقريبًا - على الرغم من غلاء سعرها (7.50 يورو لكل 100 جرام).

أسواق عيد الميلاد الألمانية، توفر أيضا كريب شوكولاتة دبي، أو شوكولاتة دبي الساخنة، أو فطائر شوكولاتة دبي. ولكن هل يمكن للجميع استخدام اسم "شوكولاتة دبي" فعلا؟

إن وثيقة جنيف لاتفاق لشبونة، وهي اتفاقية دولية بين ثلاثين طرفا متعاقدا لحماية التسميات هي التي توفر الحماية القانونية في العادة لكن المحامي المختص في براءات الاختراع روديغر بالس، أوضح في تصريح لـ DW أن هذا لن ينطبق إلا على البلدان التي تعتبر جزءا من الاتفاقية. والإمارات العربية المتحدة، ليست كذلك، لذلك، سيصعب حماية مصطلح "شوكولاتة دبي" عبر هذه الاتفاقية.

في ألمانيا يوجد 19 طلبا حاليا لعلامة تجارية تتضمن عنصر "دبي" فيما مجال صناعة الحلوياتصورة من: Nikolai Kislichko/Horrmann Kislichko GbR/IMAGO

المكتب الألماني لبراءات الاختراع والعلامات التجارية في رده على استفسار DW، أوضح أنه "بإمكان دولة الإمارات العربية المتحدة وضع "شوكولاتة دبي" تحت الحماية بدليل المنشأ في بلدها، ومن ثم تقديم طلب إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي للحصول على إشارة المنشأ "شوكولاتة دبي" لتكون محمية قانونيا".

التهافت على استعمال هذه التسمية كبير جدا، ففي ألمانيا وحدها، يوجد 19 طلباً حالياً لعلامة تجارية تتضمن عنصر "دبي" فيما مجال صناعة الحلويات، وقد تم بالفعل تسجيل إحدى هذه العلامات التجارية، لكن إجراءات الاعتراض على التسجيل لا تزال جارية، حسب المكتب الألماني لبراءات الاختراع والعلامات التجارية. كما يوجد في أوروبا أكثر من 30 طلبًا لعلامة تجارية تحمل كلمة "دبي" فيما يتعلق بالشوكولاتة (إلى غاية 4 ديسمبر 2024).

يقول المحامي المختص في براءات الاختراع روديغر بالس، إن مجرد وضع الاسم على المنتج لن يكون كافيا، إذ يحاول العديد من المصنعين حاليًا ذلك، مثل اليوتيوبر الألماني كيكي أويمر، الذي سجل "شوكولاتة كيكي دبي" لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الألماني.

ولكن بما أن "شوكولاتة كيكي دبي" قد لا تختلف بشكل كاف عن شوكولاتة دبي، فمن المحتمل ألا يتمكن المنتج من الحصول على التسمية كعلامة تجارية. يمكن لشركة Fix Dessert Chocolatier، باعتبارها المخترع، تسجيل شوكولاتة دبي كعلامة تجارية هنا في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وتواصلت DW مع الشركة لتستفسر عن مخططاتها حول الموضوع، لكننا لم نتلق ردا.

دبي - عاصمة السيارات الخارقة

08:48

This browser does not support the video element.

الكاتبة: ميشوليغ نادين 

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW