هفرين خلف.. سياسية كردية يلف الغموض مقتلها في شمال سوريا
١٣ أكتوبر ٢٠١٩
قتلت المهندسة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل في عملية يكتنفها الغموض. روايات عديدة تُتداول في مواقع التواصل حول ظروف مقتل السياسية الكردية في شمال سوريا، وسط أنباء وقوف جماعات موالية لتركيا وراء العملية.
إعلان
أعلن قبل ساعات عن مقتل الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل المهندسة "هفرين خلف"، في عملية يلفها الغموض.
ونعى حزب سوريا المستقبل هفرين خلف والتي قتلت، بحسب مصادر الحزب الكردي، عقب استهداف سيارتها على طريق القامشلي شمال سوريا؛ حيث المعارك العنيفة الدائرة هناك بين الوحدات العسكرية الكردية والقوات التركية والتي تقوم بعملية عسكرية هناك عرفت باسم "نبع السلام".
أنباء متضاربة عن مقتل هفرين
وأفاد مجلس سوريا الديموقراطية، في بيان أنه بعد استهداف سيارة المسؤولة الحزبية "تم إعدامها برفقة سائق السيارة" وذلك في كمين على طريق بشمال سوريا يوم السبت 12 اكتوبر/تشرين الأول، لكن قوات سورية مدعومة من تركيا سارعت بالنفي قائلة إنها لم تتقدم إلى هذا الطريق.
وسئل يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني المدعوم من تركيا والذي يضم فصائل المعارضة السورية المسلحة عن اتهام جماعات مدعومة من تركيا بقتل هفرين فقال في رسالة صوتية لرويترز إن الجيش الوطني لم يتقدم بعد إلى هذا الطريق المسمى إم فور.
لكن حسين عمر منسق حزب مستقبل سوريا في أوروبا قال إن هفرين كانت عائدة من اجتماع في مدينة الحسكة عندما وقع الهجوم الذي قٌتل فيه أيضا سائقها وأحد مساعديها.
فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن "عملية الاغتيال تمت من خلال تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة السياسية الكردية على الطريق الدولي الرابط بين حلب والقامشلي شمالي سوريا". وقال آخرون إن السيدة الكردية "أنزلت من السيارة وأطلق عليها الرصاص فورا التعرف على هويتها".
بينما انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رواية أكثر دموية، تتحدث عن إيقاف قوات موالية لتركيا لسيارة هفرين و"إعدام سائقها ثم اغتصاب السيدة عدة مرات قبل أن يتم رجمها بالحجارة حتى الموت".
ويتداول نشطاء على موقع تويتر فيديو لما ذكر أنها عملية إعدام السائق- وتمتنع DW عن نشرالفيديو للمشاهد الدموية التي يحتويها -، كما يظهر في الفيديو ما يبدو أنها جثة إمرأة يُزعم أنها هفرين خلف تغطيها الأتربة.
وبحسب نشطاء فإن الفيديو قد تم بثه على قناة خاصة في تطبيق تيليغرام، ويتحدث فيه أحد المسلحين قائلاً إن من قام بعملية الاغتيال "لواء السلطان" والمدعوم من الجيش التركي والمشارك في المعارك الدائرة حالياً. ولم يتسن لـ DW عربية التحقق من مصداقية الفيديو.
وما يثير مزيدا من الشكوك حول وقوف جماعة موالية لتركيا وراء قتل السياسية الكردية، أن صحيفة "يني شفق" التركية والمقربة من حزب العدالة والتنمية وصفت عملية "تحييد" السياسية الكردية بأنها "عملية ناجحة" واصفة هفرين بأنها كانت عضوة في الذراع السياسي لمنظمة "إرهابية".
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قد أعلن أن "تسعة مدنيين أعدموا على دفعات إلى الجنوب من مدينة تل أبيض" الحدودية في ريف الرقة الشمالي، مشيراً إلى أن بينهم هيفرين التي تشغل منصب الأمين العام لحزب "مستقبل سوريا" الكردي.
من هي هفرين خلف؟
وهفرين من مواليد مدينة المالكية عام 1984، ودرست الهندسة الزراعية بجامعة حلب وتخرجت عام 2009. شغلت هفرين عدة مناصب منها نائب رئيس هيئة الطاقة في إقليم الجزيرة وتولت رئاسة هيئة الطاقة عام 2016، وسياسياً تم انتخابها أميناً عاماً لحزب سوريا المستقبل خلال المؤتمر التأسيسي للحزب الذي أسسته قوات سوريا الديمقراطية.
وانتخبت في المؤتمر التأسيسي لحزب سوريا المستقبل المنعقد في الرقة 27/3/2018 لمنصب الأمين العامة للحزب.
عماد حسن
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ