أثارت طريقة مبتكرة لاختراق حساب تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب" مخاوف كثير من المستخدمين، الذين يخشون التعرض لقرصنة هواتفهم وانتهاك خصوصيتهم. فكيف يتمكن الهاكرز من ذلك، وكيف يمكنك حماية هاتفك؟
إعلان
انتشرت مؤخراً أخبار تشير إلى اختراق تطبيق "واتساب" عن طريق كلمات المرور الضعيفة للبريد الصوتي الخاص بالأفراد. وبحسب موقع "تايمز ناو نيوز" في الهند، كانت هيئة الأمن الوطني الإسرائيلي قد حذرت مستخدمي تطبيق واتساب من اختراق حساباتهم، وذلك بعد هجوم لأحد قراصنة الانترنت (هاكر)، ويدعى ران بار زيك، واستمرت الهيئة في التحذير خاصة بعد تصاعد الهجمات في الفترة الماضية.
ويحاول الهاكر تثبيت تطبيق واتساب على هاتفه باستخدام رقم هاتف مستخدم حقيقي عشوائي، ثم يحاول التحقق من تسجيل الدخول عن طريق إرسال رمز التحقق المكون من ستة أرقام في رسالة نصية إلى الهاتف المقصود، وبالتحديد في فترة متأخرة من الليل. وبحسب الموقع المختص بالأخبار التقنية يمنح التطبيق للمستخدمين خيارات أثناء إرسال الرمز المكون من ستة أرقام سواء عبر مكالمة هاتفية أو برسالة تلقائية، ويتلقى الهاتف المحمول الرسالة تلقائيا في بريده الصوتي؛ نظرا لعدم فحص المستخدم هاتفه ليلاً.
كليك - العالم الرقمي والشبكة العنكبوتية
12:01
كيف يتم ذلك؟
يقوم الهاكر بإدخال رقم الهاتف العام لاستدعاء رسائل البريد الصوتي، وهو خطأ أمني من شبكات الاتصالات، التي تزود العملاء بأرقام سهلة وضعيفة مثل (0000) أو (1234). ويدخل كلمة المرور التي تتيح له الوصول إلى البريد الصوتي الوارد لصاحب الهاتف الأصلي والاستماع إلى رسالة تحقق واتسآب، ومن ثم الدخول إلى الحسابات الشخصية.
وفي سياق متصل، حذر الخبراء بموقع ترستيد ريفيوز الأمريكي، من أن هذا الاختراق قد يصعب معه الوصول إلى حساب واتساب مرة أخرى، إذ يقوم المخترق بتكوين رقم جديد لتأمين الحساب. وينصح الخبراء مستخدمي واتساب، بتفعيل خاصية التحقق بخطوتين من خلال الانتقال إلى الإعدادات وتفعيل هذه الخدمة، أو إنشاء رقم سري "PIN" قوي في صندوق البريد الصوتي، وفقاً لما ذكره الموقع المهتم بالموضوعات التقنية والتكنولوجية. ويشير الخبراء إلى ضرورة اختيار كلمات مرور معقدة تتنوع ما بين الحروف والأرقام حتى يصعب تخمينها، وتجنب الكلمات أو الأرقام السهلة أو استخدام الأسماء الشخصية أو ألقاب أفراد العائلة لسهولة تخمينها.
س.إ/ ع.ج
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش