توالت ردود الفعل على قيام الجيش السوداني بالإطاحة بالبشير وتشكيل مجلس عسكري. وفي حين وصفه الاتحاد الإفريقي بـ"الانقلاب"، اكتفت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية بالدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن لبحث ما قام به الجيش.
إعلان
فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بـ"عملية انتقالية في السودان تلبي تطلعات شعبه إلى الديمقراطية"، دعت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية، هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا، الخميس (11 نيسان/ أبريل 2019) إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان عقب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.
في غضون ذلك، نصحت الخارجية الألمانية مواطنيها بعدم السفر إلى السودان في حال عدم وجود سبب ملح. وقالت في بيان إن المظاهرات متواصلة هناك و"إنه ليس من المستبعد أن تندلع أعمال شغب عنيفة داخل العاصمة الخرطوم"، مشيرة إلى أن " تطورات الوضع هناك غير واضحة".
بدورها، حثت السفارة الأمريكية في الخرطوم رعاياها على توخي الحذر "لأن احتشاد المظاهرات يمكن أن يتفاقم"، وفقاً لما جاء في بيان لها. وأضاف البيان أن السفارة ستظل مغلقة اليوم الخميس وأن جميع الموظفين بها سينقلون بدءاً من السابعة من مساء اليوم بتوقيت السودان إلى مكان آمن.
الاتحاد الإفريقي يصف ما حدث بـ "الانقلاب"
من جانبه، وصف الاتحاد الإفريقي ما حدث في السودان بـ"الانقلاب"، قائلاً إنه "ليس الحل المناسب للوضع في السودان"، في حين أعلنت الخارجية المصرية، في أول رد فعل لها على قيام الجيش بالإطاحة بالبشير، دعم القاهرة الكامل لما وصفته بـ"خيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده".
أما في أنقرة، فقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن يعبر السودان المرحلة الراهنة بـ"سلام ومصالحة وطنية"، مؤكداً أن لدى أنقرة والخرطوم علاقات "متجذرة في التاريخ". ونقلت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية عن أردوغان قوله إن تركيا تتلقى أنباء متضاربة حول مصير الرئيس السوداني المعزول، مشيراً إلى أنه يريد معرفة "مصير البشير وما إذا كان في منزله أم في مكان آخر".
روسيا: ما يجري في السودان شأن داخلي
هذا ووصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، ما يجري في السودان بأنه "شأن داخلي". وقال بيسكوف: "نراقب الوضع عن كثب. ونأمل أولاً ألا يكون هناك تصعيد في الوضع يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية. ونأمل كذلك أن يعود الوضع في السودان، في القريب العاجل، إلى الإطار الدستوري".
وأعلن وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف، في بيان متلفز اليوم "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن". وتضمن البيان تشكيل "مجلس عسكري انتقالي" يتولى إدارة الحكم لمدة عامين وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وفرض حظر للتجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحاً".
أ.ح/ ي.أ (أ ف ب، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟