هكذا تفاعل صناع محتوى عرب مع نتائج الانتخابات الأوروبية!
١١ يونيو ٢٠٢٤
اهتم صناع محتوى عرب كثر على وسائل التواصل الاجتماعي بانتخابات البرلمان الأوروبي، التي شهدت استمرار تصدر حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل المسيحيين المحافظين، مقابل تقدم كبير لأحزاب اليمين المتشدد في انتخابات ذات أهمية كبيرة.
إعلان
اهتمت عدد من الحسابات العربية بفوز "مؤثر" ومنتج محتوى معروف في قبرص، هو فيدياس بانايوتو، بمقعد في البرلمان الأوروبي خلال الانتخابات الأخيرة، ضمن فئة اللا منتمين، بعدما حصل على 19.4 بالمئة، وهو صانع محتوى مشهور على يوتيوب، عرف بلقاءاته مع المشاهير.
كما اهتمت حسابات متعددة بفوز الفرنسية- الفلسطينية ريما حسن بمقعد عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري، وهي من مواليد مخيم "النيرب" للاجئين الفلسطينيين في حلب. حسن ناشطة حقوقية متخصصة بالقانون الدولي انتقلت مع عائلتها إلى فرنسا في سن العاشرة وتنشط في مجال اللاجئين، وفق ما كتبه عنها حساب قناة حلب اليوم.
كما عرفت ريما حسن بدفاعها المستميت عن حقوق الشعب الفلسطيني.
فيما قال وائل سيد أن "انتخابات البرلمان الأوروبي أعلنت وفاة حزب الخضر في كل الدول الاوروبية"، وأن هذا الحزب "صعد كنتيجة طبيعية للرفاهية، لكن حاليا أسعار الطاقة مرتفعة، والشعوب تريد طاقة رخيصة، لكن الغاز الروسي لم يعد موجودا (بحكم سعره المنخفض)"، لذلك سيكثر الضغط لأجل إنهاء الحرب (حرب روسيا على أوكرانيا).
فيما صرّح حساب "الرئيس The President" الذي يملك 55 ألف متابع بأنه رغم تقدم الأحزاب اليمينة المتشددة، فإنه من "غير المتوقع أن تتغير سياسة أوروبا نحو أوكرانيا وروسيا، كون أن هذه الأحزاب منقسمة بشكل كبير في مواقفها تجاه روسيا"، لافتاً إلى وجود "قضايا قد تختلف توجهات أوروبا إليها مثل الطاقة الخضراء، الهجرة، والسيادة الوطنية".
وحول هذه الأخيرة يوضح: "ترفض الاحزاب اليمينية تدخل الاتحاد الأوروبي في القضايا الداخلية للدول، وقد تنتهي سطوة الاتحاد على مثل هذه المسائل داخليا"، مضيفا أن هذه الأحزاب "ترفض كذلك ضم الدول الفقيرة اقتصاديا للاتحاد الأوروبي كونها تشكل (برأيها) عبئاً غير ملزم لهم".
أما سلطان كاريس فقد ركز على نتائج التصويت داخل ألمانيا، وكتب أن الانتخابات "تعطي نظرة واضحة عن طريقة تفكير سكان كل قسم من ألمانيا، كما أن تأثير النظام بعد الحرب العالمية الثانية ما زال واضحاً، حيث صوت الجزء الشرقي من ألمانيا بشكل كبير لحزب البديل من أجل ألمانيا، بينما صوت الجزء الغربي بشكل كبير لتحالف المسيحيين".
بينما كتب إبراهيم الرفاعي أن "الاتحاد الأوروبي: مارد اقتصادي، لكنه قزم سياسي"، وتابع أن هذه المؤسسة "تنفذ السياسات الأمريكية وتتسبب بخسائر فادحة للاتحاد الأوروبى نتيجة تنفيذ هذه السياسة، لكن هناك احتمال كبير بعد انتخابات البرلمان الأوروبى الأخيرة أن تتغيّر هذه السياسة لصالح الاتحاد الأوروبى ولصالح مصر".
من جانبه عنون رشاد حامد تغريدته بـ"ماكرون المكار"، بحكم أن الرئيس الفرنسي حلّ البرلمان بعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية، وذلك بقصد "إجراء انتخابات جديدة يصعب تصور عدم فوز اليمين بها، وبهذا سوف يشكل اليمين الحكومة، وسوف تواجه هذه الحكومة تحدي تنفيذ مطالب اليمين (اي مطالبها)، وسوف تفشل فشلا ذريعا، وهكذا سوف تفقد شعبيتها ومصداقيتها قبل موعد انتخابات الرئاسة (المقرّرة عام 2027)، وسوف يخسر مرشحها للرئاسة (غالبا ستكون مارين لوبان) وهذا ما يريده ماكرون وحزبه".
وأوضح أن "الحكومة اليمينية المتوقع تشكيلها ستفشل لأنه يستحيل على فرنسا التخلص من المهاجرين لأسباب متعددة أهمها، الحاجة إلى وقت طويل وإجراءات معقدة لطرد المهاجرين، والتزام فرنسا بالمعاهدات والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، ودور الكبير للمهاجرين في الاقتصاد والمجتمعين الفرنسيين".
فيما أشار جمال سند السويدي أن النتائج بينت وجود توازن رغم التقدم الملحوظ لقوى اليمين المتطرف، وأن هذا التوازن "يعكس تصاعد الانقسامات الأيديولوجية في القارة العجوز، ويضع تحديات أمام التوافق السياسي وصنع القرار في مواجهة القضايا الحسّاسة مثل الهجرة والاقتصاد".
بينما رأى مروان قطاية أن "الفوز الكاسح لليمين المتطرف على اليسار الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا"، يؤكد أن "ما حذرنا منه منذ ستة أشهر يحدث اليوم، تصاعد الأحزاب اليمينية في أوروبا سيكون نقمة على المهاجرين العرب في كل أوروبا، وأن مظاهرات العرب في اوروبا المتضامنة مع غزة ستنعكس بشكل سلبي عليهم في السنين القادمة".
فيما غرّد أحمد اليهري حول النتائج قائلا: "حين تتكرر الأزمات الإقتصادية يفقد الناس تدريجياً الثقة في النظام الاقتصادي السائد أي "الرأسمالية"، وإن انعدام الثقة ينتج عنه فراغ سياسي وهنا يأتي دور التيارات البديلة لسد هذا الفراغ"، مضيفاً: "الشعبوية هي أكثر تيار بديل منظم فهي التي تسد هذا الفراغ"، لكن "قاعدة اليمين هشة، وبمجرد وصوله إلى السلطة فهو عادة لا يصمد طويلا".
ع.ا
الاتحاد الأوروبي - عقود من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى
فيما يلي المحطات الكبرى للاتحاد الأوروبي منذ تأسيس الكتلة الأوروبية وترسيخ بنائها من خطة لتحقيق التكامل بانتاج الفحم لاتحاد عابر للقوميات ومرورا ببريكسيت وأحداث منطقة اليورو وأزمة اللاجئين ووصولا إلى صعود المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Ghirda
في التاسع من أيار/ مايو 1950...
... وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي الألماني للفحم والفولاذ في اطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا. وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء "مجموعة الفحم والفولاذ" بعد عام من ذلك فولدت أوروبا "الدول الست" (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في 25 آذار/ مارس 1957...
... وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر مع إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. أما المؤسسات ومنها المفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية فلم تُنشأ إلا مطلع 1958.
صورة من: picture-alliance/AP Images
في كانون الثاني/ يناير 1973...
...انضمت بريطانيا والدنمارك وإيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995). شكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من شباط/ فبراير 1992. وهي تنص على الانتقال إلى عملة واحدة وتنشئ اتحاداً أوروبياً.
صورة من: picture-alliance/AP Images
اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 1993...
... أصبحت السوق الواحدة واقعاً مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى آذار/مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO
في الأول كانون الثاني/ يناير2002...
... دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. وفيما تنازلت معظم دول الاتحاد عن عملاتها الوطنية، اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها.
صورة من: picture-alliance/D. Kalker
أيار/ مايو 2004
وبعد أن كان الأمر أقرب إلى حلم عند سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولا من شرق أوروبا تدريجياً. قد انضمت عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد ثم كرواتيا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في ربيع 2005...
... دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.
صورة من: EC AV Service
أزمة مالية خانقة
في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ميزانيتها في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa de Olza
أزمة اللاجئين
وما أن خرجت من هذه الأزمة المالية حتى واجهت أوروبا اخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. واخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بريكسيت
جاءت بعد ذلك أزمة بريكسيت التي وجهت ضربة إلى اتحاد اضعفه صعود الشعبوية والتشكيك في جدوى الوحدة الأوروبية. وبعد حملة تركزت على الهجرة والاقتصاد، صوت نحو 17.4 مليون بريطاني (51.9 بالمئة من الناخبين) في 23 حزيران/ يونيو 2016 مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
صورة من: picture-alliance/abaca/D. Prezat
لكن ...
... بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء، لم يتم تطبيق بريكسيت الذي كان مقررا في 29 آذار/ مارس 2019. وقد وافقت الدول الـ27 الأخرى الأعضاء على إرجاء الموعد إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر لإعطاء وقت للطبقة السياسية البريطانية للاتفاق على طريقة الانسحاب.
صورة من: picture-alliance/D. Cliff
إتمام "بريكست" في دورة 2019 حتى 2024
لكن "يوم الخروج"، جاء لاحقا. فأخيرا وقع برلمان المملكة المتحدة على اتفاق "البريكست"، الذي أعيد التفاوض عليه، ليتم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميًا في الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش من يوم 31 يناير/ يناير 2020، وهو يقابل الساعة "00:00: من يوم أول فبراير/ شباط 2020 بتوقيت وسط أوروبا). وتبقى بريطانيا العظمى هي الدولة الوحيدة ذات السيادة التي غادرت الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Akmen
دعم واضح لأوكرانيا ضد الغزو الروسي
تعرض الاتحاد الأوروبي لاختبار شديد، حينما اندلع قتال لم يحدث له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فقد بدأت روسيا هجوما غير مسبوق على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. وبكل حزم ووضوح وقف الأوروبيون، باستثناء المجر، في وجه الغزو الروسي. وبدأوا خطوات عملية لدعم أوكرانيا ومن بينها فرض عقوبات صارمة على روسيا وتخصيص مساعدات بعشرات مليارات اليورو من أجل دعم أوكرانيا للصمود.
صورة من: Virginia Mayo/AP
"قطر غيت" تهز البرلمان الأوروبي
في ديسمبر 2022، تم سجن اليونانية إيفا كايلي، نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي، احتياطياً في بروكسل في إطار تحقيق قضائي بشبهات فساد في البرلمان الأوروبي، يُعتقد أنّها مرتبطة بقطر والمغرب، تتعلق بمبالغ كبيرة قد تكون دفعتها قطر لمشرعين أوروبيين للتأثير في قرارات المؤسسة الأوروبية الرئيسية. وتم اطلاق سراح كايلي بعد عدة أشهر. وعرفت القضية باسم "قطر غيت"، ونفت قطر والمغرب أيّ علاقة لهما بهذه القضية.
صورة من: Twitter/Ministry of Labour/REUTERS
أول قانون في العالم للذكاء الاصطناعي
في مارس/ آذار 2024، أقر البرلمان الأوروبي "قانون الذكاء الاصطناعي"، كأول قانون شامل للذكاء الاصطناعي بالعالم. ويريد الاتحاد الأوروبي من خلاله تنظيم الذكاء الاصطناعي (AI) لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا والحماية من مخاطرها. ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي على القانون في مايو/ أيار. ومن بنوده وجوب وضع علامة على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مثل الصور أو الصوت أو النص.
صورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance
إقرار قوانين اللجوء الجديدة بعد سنوات من التفاوض
بعد نحو عقد من الجدل حولها، أقرّ الاتحاد الأوروبي في مايو/ أيار 2024 خطة لإصلاح تاريخي لسياساته المتعلقة بالهجرة واللجوء من أجل السيطرة على الحدود لوقف الهجرة غير النظامية. وتتألف خطة الإصلاح من 10 تشريعات، دعمتها أغلبية كبيرة بالاتحاد. ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في 2026 بعد أن تحدّد المفوضية الأوروبية كيفية تطبيقها. وجاءت الموافقة قبل شهر من الانتخابات الأوروبية، رغم ذلك صعد اليمين المتطرف.
صورة من: DesignIt/Zoonar/picture alliance
زلزال الانتخابات الأوربية 9 يونيو/ حزيران 2024
في انتخابات الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان الأوروبي 2024-2029، حدث زلزال سياسي بصعود غير مسبوق في تاريخ الاتحاد لقوى اليمين المتطرف والقوميين، الذين حصلوا على أكثر من 140 مقعدا من إجمالي 720 مقعداً. وفي ألمانيا مثلا حل حزب البديل الشعبوي (الصورة لرئيسي الحزب شروبالا وفايدل) كثاني أكبر قوة، بعد حزبي الاتحاد المسيحي المحافظ، متفوقا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أقدم حزب سياسي في ألمانيا.