كيف علقت ألمانيا الرسمية على انسحاب بايدن من السباق الرئاسي؟
٢٢ يوليو ٢٠٢٤
أشاد المستشار الألماني ووزيرة خارجيته ووزير العمل في حكومته على قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي. ولكن كيف كان موقف كل منهم فيما يتعلق بترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس لمنافسة الرئيس السابق دونالد ترامب.
إعلان
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين (22 تموز/يوليو 2024) إن المستشار أولاف شولتس يعد كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي "سياسية تتمتع بالخبرة والكفاءة".
جاء ذلك بعد أن أطلقت هاريس حملتها الانتخابية بدعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي أمس الأحد.
وأحجم عدد من المتحدثين التعليق على ما إذا كانت الحكومة الألمانية تفترض أن هاريس ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، وقالوا إن الحكومة تستعد لجميع الاحتمالات، ومنها فوز دونالد ترامب بالرئاسة للمرة الثانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة إن شولتس التقى مع هاريس في عدة مناسبات، منها ما كان برفقة بايدن، وكان هناك "قدر من التقارب والألفة" بينهما.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى يستحق التقدير.
وغرد شولتس عبر منصة "إكس": "حقق صديقي الرئيس جو بايدن الكثير لبلاده، ولأوروبا، والعالم... بفضله أصبح التعاون عبر الأطلسي وثيقا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قويا، والولايات المتحدة شريكا جيدا وموثوقا بالنسبة لنا. قراره بعدم الترشح مرة أخرى يستحق التقدير".
ومن جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن تقديرها لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الترشح مجددا لانتخابات الرئاسة الأمريكية. وقالت بيربوك على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "أكن احتراما كبيرا لقرار الرئيس الأمريكي. جو بايدن يضع مصالح بلاده فوق مصالحه".
وبالنظر إلى المستقبل والفوز المحتمل للحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قالت بيربوك: "بالطبع نترقب جميعا الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة في الولايات المتحدة، لأن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة يمثل أهمية محورية لسلامنا وأمننا"، مضيفة، في المقابل، أن الأمر الواضح هو أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، يتعين الاستثمار بشكل أكبر في أمن بلادنا، وقالت: "يجب على أوروبا أن تصبح أقوى، خاصة في مجال السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية".
وعلقت بيربوك على عمل بايدن السياسي بأن الديمقراطي بايدن فعل الكثير من أجل العلاقات عبر الأطلسي طوال حياته- وكان آخرها من خلال التضامن الوثيق ردا على الحرب الروسية على أوكرانيا. وقالت بيربوك بعد يوم واحد فقط من إعلان بايدن انسحابه من السباق الرئاسي: "حلف شمال الأطلسي أقوى من أي وقت مضى لأننا نتصرف ونرد بشكل موحد ومشترك".
وبدوره، أعرب وزير العمل الألماني هوبرتوس هايل عن تأييده السياسي لكامالا هاريس، معبرا عن أمله في أن تتمكن من "الفوز بحملة قوية". وقال هايل إنه يحترم بشدة قرار بايدن، واصفا إياه بأنه "خطوة كبيرة لرجل عظيم حقق الكثير لبلاده وللعالم". وتابع: "السباق على الرئاسة مفتوح الآن مرة أخرى، وهذا له أيضا أهمية بالنسبة لنا في ألمانيا وأوروبا".
وأكد هايل أن الحكومة الألمانية عملت بشكل جيد أيضا مع إدارة ترامب وتستعد لجميع السيناريوهات. واستطرد قائلا: "لكن بالطبع، بصفتي ديمقراطي وديمقراطي اجتماعي، فإن تأييدي الشخصي مع كامالا هاريس، وآمل أن تتمكن من الفوز بحملة قوية".
يشار إلى أن هايل موجود حاليا في واشنطن لإجراء محادثات مع القادة السياسيين ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
خ.س/ح.ز (د ب أ)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ