أثار دهس زوار سوق عيد الميلاد في برلين ردود فعل كبيرة لدى الألمان، وتنوعت التعليقات على مواقع التواصل بين الحزن والتعاطف مع الضحايا والدعوة إلى عدم الانسياق للخوف والكراهية. ونادى البعض للتبرع بالدم أو إقامة الصلوات.
إعلان
حادثة الدهس التي عاشتها برلين، مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) مع اقتراب ليلة عيد الميلاد، والتي أدت إلى مقتل 12 شخصا وجرح العشرات، أثارت حزن المواطنين، الذين رأوا أن العيد اصطبغ بصبغة الدم، وحمل معه الألم بدلا من الفرحة.
وغردت إليس على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلة:
"سحر أجواء عيد الميلاد تتحطم، وجلبت معها بعض الأضواء الصغيرة الحزينة"، وذاك كناية عن الشموع التي أشعلت على أرواح الضحايا". فيما ظهرت صورة لبابا نويل وهو حزين.
فيما كتبت إحدى المغردات: اللوم لا يجب أن يلقى على عاتق اللاجئين، ولا عاتق ميركل ولا على الناس الطيبين، بل إن اللوم كل اللوم يلقى فقط على شخص واحد مريض نفسيا.
مقدم البرامج التلفزيونية الساخر يان بومرمان غرد على صفحته الخاصة:
"لا خوف، لا كراهية، لا خوف، لا كراهية، لنقف جميعا صفا واحدا، وأتمنى لكم مساءا سعيدا وآمنا."
يذكر أن بومرمان قطع برنامجا له هو والفنان أولي شولتز بعد وقوع الحادث، حيث كانا على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من سوق عيد الميلاد. وقال شولتز إنه حتما أمر سيئ، لقد كنت هناك قبل أيام فقط. وأضاف شولتز "لا يمكن أن تضحك الناس وتشيع الأجواء الجيدة، وقربك ناس يموتون، وضحايا."
إلا أنه وبعكس الموقف الذي اتخذه بومرمان وشولتز رفض الفنان الكوميدي أوليفر كالكوفه وقف عرضه الساخر مع أنه كان يبعد 500 متر فقط عن مكان الحادث، وقال عبر حسابه على الفيسبوك: "عدت للتو إلى المنزل، ولقد علمت بالحادث في فترة الاستراحة القصيرة، واعترف أن هذا هو أصعب شيء يمكن أن يمر به أي فنان على المسرح، إذ أنه وبغض النظر عما تفعل فقد يحسب بأنه رد فعل خاطئ."
وتابع الفنان الألماني الساخر "اتخذت قراري باستمرار العرض وقلت أمام الجمهور: علمنا أن هناك حادثا بالقرب من هنا، وبغض النظر عمن فعله، سواء أكان إرهابيا، لاجئا، ناشطا، سياسيا، متطرفا دينيا، أو حتى شخصا محبطا ، فهو بالتأكيد شخص أحمق."
ومن المغردين كان هناك أناس أصابتهم الصدمة، وقالت إحدى المغردات وتدعى لاورا ريد عبر هاشتاغ أطلق لنصلي من أجل برلين #PrayForBerlin "من يسأل عما يمكن فعله في هذه الأوقات، فليتبرع بالدم، هناك العديد من الجرحى."
فيما علق أحدهم قائلا: "آخ سحقا يا برلين".
ونعى نادي بايرن ميونيخ الضحايا وقال عبر تغريدة له على تويتر "نقف بكل مشاعرنا مع الضحايا، وعائلاتهم وأقربائهم".
وقال أحد المغردين ويدعى أونور "قد يكون من المجدي أن نظهر مخاوفنا وحزننا، ولنخرج في الغد ولنشرب "غلو واين" (نبيذ يشرب دافئا، وهو رمز لأجواء أعياد الميلاد ) ونظهر التكاتف."
وغرد آخر يدعى وليد مظهراً تضامن الشعب الفرنسي مع الألماني وقال: "سوية ضد الإرهاب الصداقة الفرنسية الألمانية" حيث شهدت مدينة نيس الفرنسية حادث أخر مشابه لحادثة برلين في يوليو/ تموز الماضي.
وتنادى الناس أيضا للصلاة وإظهار التعاضد، حيث وجهت كنيسة برلين الدعوة من أجل الصلاة على أرواح الضحايا ولأجل أقربائهم.
ويبدوا أن البعض أراد التحذير من استغلال اليمين المتطرف للحادثة حيث غرد أحدهم قائلا: "لا تستمعوا للأوباش، الذين سوف يحورون الحادث لمصالحهم السياسية"
أما سارة فقالت عبر حسابها على التويتر "لا تتركوا الحزن والخوف يتملككم، ولا تجعلوا الأحقاد تنتصر عليكم".
في صور: سلسلة حوادث أحزنت الألمان في عام 2016
شهد عام 2016 عددا من الهجمات التي وقعت في ألمانيا من بينها هجمات صنفت بإرهابية. جولة مصورة نتعرف فيها على أهم الأحداث التي بثت الحزن والخوف في عدة مدن ألمانية في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
في حوالي الساعة الثامنة من مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) دهست شاحنة ضخمة تحمل لوحات معدنية بولندية عشرات الأشخاص، كانوا متواجدين في سوق لعيد الميلاد قرب كنيسة الذكرى في قلب العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
وقتل في الحال 12 أشخاص وجرح 48 شخصا آخر. ورفض وزير الداخلية الألماني توصيف الحادث بالهجوم الإرهابي على "الرغم من وجود ما يشير إلى هذا الاتجاه". وقال دي ميزير "نريد أن نكون حذرين جدا جدا ونعمل وفقا لنتائج التحقيق وليس وفقا للتكهنات".
صورة من: REUTERS/P. Kopczynski
الجمعة 16 كانون أول/ ديسمبر أكدت السلطات الألمانية أن صبيا يبلغ من العمر 12 عاما حاول الشهر الماضي تنفيذ هجوم بقنبلة مسامير على أحد أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في مدينة لودفيغسهافن بولاية راينلاند-بفالتس وذكر رئيس الادعاء العام في مدينة فرانكنتال الألمانية، هوبرت شتروبر، أن الصبي ولد ويعيش في مدينة لودفيغسهافن، كما أنه حامل للجنسيتين الألمانية والعراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
رجال ونساء وأطفال أجانب في مدينة فرايبورغ في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول يوقدون الشموع ويحملون حروف اسم الطالبة الألمانية "ماريا" (19 عاما) التي عثر على جثتها في نهر في فرايبورغ. وقد تعرضت ماريا للاغتصاب ثم للقتل في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. وتم إلقاء القبض على مشتبه به أفغاني لاجئ عمره 17 عاما.
صورة من: DW/M. Saifullah
الأربعاء 19 أكتوبر/ تشرين الأول، فتح عضو في حركة "مواطنو الرايخ" (49 عاما) النار على الشرطة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا ما أسفر عن إصابة أربعة رجال شرطة قبل اعتقاله. وتلك الحركة هي جماعة يمينية تعتقد بأن الرايخ الألماني إبان الحرب العالمية الثانية ما زال قائما.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
25 يوليو/ تموز، في هذا المكان بالقرب من مهرجان للموسيقى في مدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه، ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حالة خطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sdmg/Friebe
وشهدت ألمانيا الأحد (24 تموز/ يوليو) جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، بولاية بادن فورتمبورغ بجنوب غرب البلاد. حيث أعلنت الشرطة الألمانية أن طالب لجوء سوري (21 عاما) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة رويتلينغن قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة في بيان إن السوري "كان على خلاف" مع المرأة فقتلها "بساطور" قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
23 يوليو/ تموز، بحر من الورود أمام مركز أوليمبيا التجاري في ميونيخ، حيث قام شاب ألماني من أصل إيراني عمره 18 عاما باطلاق النار بشكل عشوائي الجمعة (22 يوليو/ تموز) فقتل تسعة أشخاص وإصاب 27 شخصا آخر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
يوم الإثنين 16 يوليو/ تموز نفذ طالب لجوء في الـ 17 من عمره، قدم فاراً من أفغانستان، هجوما بالبلطة على ركاب أحد القطارات بالقرب من مدينة فورتسبورغ بولاية بافاريا. وتسبب الهجوم في إصابة خمسة أشخاص بجروح بالغة. وقد نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
16 أبريل/ نيسان، رجل شرطة يقف أمام معبد لطائفة السيخ في مدينة إسن بولاية شمال الراين فيستفاليا. فقد تعرض المعبد في ذلك اليوم لإنفجار بعبوة ناسفة أدى في الحال إلى إصابة ثلاثة أشخاص أحدهم في حالة خطيرة. وبعد أسبوع تم تصنيف منفذيه على أنهم شباب من "السلفيين" في منطقة الرور الصناعية.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kusch
26 شباط/ فبراير، قامت فتاة ألمانية مغربية على علاقة بتنظيم "داعش" بطعن شرطي في العنق في محطة القطارات الرئيسية في هانوفر. وقد تمكن شرطي آخر من السيطرة عليها. وتحاكم الفتاة (16 عاما) بتهم محاولة القتل والضرب والإيذاء الجسدي ودعم منظمة إرهابية أجنبية. ويمكن ان يحكم عليها بالسجن عشر سنوات إذا أدينت بهذه التهم.