بدأت الأزمة بعد عودة عدد من المصريين المقيمين في الكويت إلى مصر وتفاجئهم بمنعهم من المغادرة ومطالبتهم بالبقاء في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً وسط أنباء متضاربة عن إلزامهم بدفع نفقات الإقامة في الحجر الصحي. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعدها مقطع فيديو يظهر فيه تكدس عائدين من لندن في مطار القاهرة وشكواهم من سوء التخطيط ورفضهم لتحمل نفقات الحجر الصحي في فنادق تداول ناشطون أسعار الإقامة فيها بما يقرب 1000 جنيه (حوالي 60 يورو) جنيه لليلة الواحدة.

وأدى رفض العائدين الامتثال للحجر الصحي إلى صدور قرار يقضي بتعهد جميع العائدين بالتوقيع على إقرار الالتزام بالحجر الصحي على نفقتهم الخاصة كشرط للعودة إلى مصر، وهو الأمر الذي أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث جاءت معظم الآراء مؤيدة للحجر الصحي، لكن ضد تحمل العائدين لتكاليف الإقامة في فنادق باهظة الثمن.

وفي السياق نفسه طالبت اليوم النائبة بالبرلمان المصري مايسة عطوة بحسب تقارير إعلامية مصرية بتطبيق الحجر الصحي على العائدين من الخارج في فنادق الشرطة والقوات المسلحة توفيراً للتكاليف.

كما انتشر مقطع فيديو لبعض المسافرين القابعين بالحجر الصحي بإحد الفنادق يشكون من تدني جودة الطعام وقلة الكميات المقدمة إلى جانب إرتفاع الأسعار مثل زجاجة المياه التي قال أحد الأشخاص في الفيديو أن سعرها حوالي 30 جنيهاً مصرياً  (حوالي 1.75 يورو).

بينما نشرت إيمان بيبرس، إحدى العائدات من لندن ورئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، صورة لوجبة العشاء على حسابها الشخصي عبر تويتر موضحة أن الطعام كان جيداً، كما نشرت عبر صفحتها على فيسبوك تجربة الحجر الصحي فور عودتها من لندن لمطار القاهرة، حيث أوضحت أنه لم يطلب من العائدين دفع تكاليف الإقامة في الفندق، وتمنت لو أن الأمر كان منظماً أكثر من ذلك سواء من الجهات الرسمية أو من المسافرين العائدين.  كما هاجم لاعب منتخب مصر السابق أحمد حسام (ميدو) من إنتقدوا جودة الطعام متهماً إياهم بمحاولة "تشويه صورة الدولة المصرية".

وبعد الجدل الذي أثاره الأمر، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً بتحمل صندوق تبرعات "تحيا مصر" نفقات الحجر الصحي للمصريين العائدين من الخارج شاملة نفقات الإقامة في الفنادق والخدمات الطبية. وأوضح وزير الإعلام المصري أسامة هيكل في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد" أن هذا القرار يشمل فقط الذين عادوا بالفعل وليس من سيعودون في الفترة المقبلة.

الجدير بالذكر أن مصر سجلت أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا في يوم واحد حيث أعلنت منظمة الصحة عن 69 حالة إصابة جديدة بعضهم مسافرين أو مخالطين لهم، ليصبح إجمالي الإصابات 779 شخصاً.

سلمى حامد