هكذا وصلت أنس جابر إلى هذا المستوى المتوهج وأضحت بطلة عالمية
١٠ سبتمبر ٢٠٢٢
أُنس جابر، التي بات يُشار إليها بالبنان، تخوض ثاني نهائي على التوالي في البطولات الكبرى للتنس، وعينها هذه المرة على اللقب. فهل نضجت بما فيه الكفاية؟ وكيف وصلت إلى هذه النقطة المتوهجة في مسيرتها؟
إعلان
كان الأمر محرجا قليلا لها، بعد انتصارها في نصف نهائي بطولة أمريكا المفتوحة على الفرنسية كارولين غارسيا، بمجموعتين نظيفتين. ظهرت ملامح حياء على وجه أُنس جابر، التي بات يطلق عليها "وزيرة السعادة" في بلدها تونس، الذب يجتاز فترة صعبة اقتصاديا وسياسيا.
وخلال أحداث المباراة أظهرت أنس بعض ردود الفعل غير المعهودة منها، حيث ألقت أكثر من مرة مضربها وهي غاضبة. "أعتقد أنه ستتم إقالتي من منصبي كوزيرة للسعادة"، صرحت أنس مبتسمة، وأضافت: "أحيانا من الصعب أن تسيطر على غضبك. التنس رياضة قاسية. لذلك أود الاعتذار عن سلوكي".
ففي بلدها تونس غدت أنس جابر نجمة يشار إليها بالبنان. وتم تحويل اسم المكان الذي كانت تتدرب فيه بالقرب من المدينة الساحلية "قصر هلال" إلى "ملعب أنس جابر". كما زاد الإقبال على ممارسة اللعب في تونس مذ تألق أنس ونجاحها في البطولات العالمية. كما يتجمع المشجعون في تونس لمشاهدة مبارياتها على التلفاز، بشكل جماعي في المقاهي. فبعد بطولة ويمبلدون سجل حوالي 700 شخص في نادي أنس القديم.
وتدرك أنس أنها باتت مشهورة ومحط الاهتمام في تونس والعالم العربي وكذلك في القارة الإفريقية. "آمل أن أتمكن من خلال لعبي من إلهام المزيد والمزيد من الأجيال في إفريقيا. هذا أمر يعني لي الكثير"، تقول النجمة التونسية بعد فوزها على الفرنسية غارسيا. وترى أنس في نفسها سفيرة لبلدها ولثقافتها؛ فكلا الأمرين يلعبان دورا في كل مباراة تخوضها: "إذا كنت أنا قادرة على النجاح، فيمكنكم أنتم أيضا. ثقوا بأنفسكم".
حصيلة قوية
تطورها يحبس الأنفاس. في سنواتها الأولى كانت تخرج من الأدوار الأولى للبطولات الدولية. ولكنها، وبمساعدة زوجها وهو بنفس الوقت مدرب اللياقة الخاص بها، طورت مستواها بالمواظبة على التدريب. وهكذا ذهبت سنوات الكسل الأولى في غياهب النسيان.
التعب الجسدي، والجدول المضغوط للتمارين والبطولات، وكذلك تقييد حياتها الخاصة، أمور كادت أن تجعلها تستسلم وتهجر اللعبة، ولكنها تعلمت كيف تتأقلم مع هذه التحديات وتتغلب عليها، حتى تحصد النجاح.
هذا الانضباط آتى أُكله؛ فقد حققت أنس خلال العامين المنصرمين 92 انتصارا. إنجاز لم تحققه أي لاعبة أخرى من اللاعبات المشاركات في البطولات العالمية. وحتى منافستها في نهائي فلاشينغ ميدوز، البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة أولى عالميا، تتخلف عنها بانتصارين.
واليوم تقف أنس جابر مجددا على مشارف تحقيق إنجاز تاريخي: أول لقب في البطولات الأربع الكبرى. تحقيق هذا اللقب سيخلد اسمها. في نهائي ويمبلدون خسرت أمام يلينا ريباكينا في مباراة من ثلاث مجموعات. "يبدو الأمر أكثر واقعية الآن" تقول أنس في نيويورك، وتضيف: "في ويمبلدون كان لدي حلم، ولم أستطع تصديق الأمر". والآن قد يكون الوقت حان في نيويورك، ليتحول الحلم إلى حقيقة.
يورغ شتروهشاين/ف.ي
ويمبلدون ـ أفضل تنس بأسلوب رفيع
بطولة ويمبلدون هي أهم بطولة تنس في العالم، فهي تزخر بتاريخ حافل وقائمة طويلة تضم أفضل نجوم التنس في العالم أمثال شتيفي غراف وبوريس بيكر. والشيء الذي يكتسي أهمية خاصة في ذلك كله هو أسلوب وآداب اللعب الرفيعة.
صورة من: picture alliance/Actionplus
"العشب المقدس" على الطريق
ويمبلدون هي أقدم وأهم بطولة تنس في العالم. وأول افتتاح كان في عام 1877. والسبب هو أن النادي الانجليزي/ All England Lawn Tennis and Croquet Club يريد كسب المال من وراء تنظيم البطولة. في 1922 حدث الانتقال إلى طريق تشرش/ Church Road حيث تقام اليوم البطولة. ويتم اللعب هناك في ملعب رئيسي إلى جانب 16 ملعبا جانبيا.
صورة من: picture alliance/Actionplus
مقصورة ملكية
خلال الانتقال إلى الملعب الجديد في عام 1922 تم التفكير أيضا في العائلة الملكية حين أقيمت مقصورة خاصة أمام الملعب الرئيسي ما يُسمى "بالصندوق الملكي" لأعضاء العائلة الملكية. وكان ملك انجلترا جورج الخامس في 1907 أول ضيف من العائلة الملكية في بطولة ويمبلدون. وفي السنوات الماضية حضرت الدوقة كاثرين والأمير وليام بانتظام فعاليات البطولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Filippov
توزيع الجوائز من قبل الدوق
حتى الكؤوس في ويمبلدون تأتي من أيادي ذات نسب ارستقراطي. تقليديا يقدم إدوارد، دوق كينت الجوائز ، وقد تم ذلك حتى عام 2001 مع زوجته الدوقة إلى جانبه. إنه ابن عم الملكة إليزابيث الثانية وراعي البطولة. والملكة تولت مهمته في الماضي، لكن قبل 45 عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Atkins
أبيض بالكامل
من يريد ولوج الملعب في ويمبلدون وجب على لباسه أن يكون 90 في المائة من لون أبيض. هذا التقليد يعود إلى بدايات البطولة، وهو ينطبق في التسعينات أيضا على "عصفور الجنة" أندري أغاسي الذي يقف في الملعب عادة بألوان لامعة.
صورة من: picture-alliance/Augenklick/Rauchensteiner
مدرسة قاسية
قبل أن يحق لمن يسمونهم "أولاد وبنات الكرات" الاصطفاف لدخول ملعب ويمبلدون يخضع هؤلاء لإجراءات انتقائية صارمة. يستمر تدريب الشباب البالغين من العمر 14 إلى 18 شهرا يتعلمون خلالها كيف يمررون الكرات بصفة متقنة ويقدمون المنشفات. ومن بين 1000 مرشح ينجح فقط 250 في كل سنة بدخول العشب المقدس.
صورة من: picture-alliance/A. Couvercelle
عمل يدوي
من يلعب في أي جولة وعلى أي ملعب وضد من؟ فأثناء بطولة من حجم ويمبلدون حيث تقام مباريات متعددة الأصناف، فإنه من غير السهل الحفاظ على نظرة عامة. لكن على طريق تشرش/ Church Road لا يُترك شيء للصدفة أو للكومبيوتر، بل للوحة تسجيل الأهداف التي يتم تحديثها يدويا.
صورة من: picture-alliance/PA_Wire/L. Whyld
شهية طيبة!
الأكلة المفضلة لدى زوار ويمبلدون هي الفراولة مع القشطة. يوميا تُباع حصص متعددة من هذا الطعام اللذيذ. و"فريق الفراولة" في ويمبلدون يتكون من 40 شخصا. ويبدو أنه يتم في كل بطولة استهلاك نحو 28.000 كلم من الفاكهة الحمراء ونحو 7000 ليتر من القشطة.
صورة من: picture-alliance/PA_Wire/L. Whyld
إخوة ناجحون
الأكلة المفضلة لدى زوار ويمبلدون هي الفراولة مع القشطة. يوميا تُباع حصص متعددة من هذا الطعام اللذيذ. و"فريق الفراولة" في ويمبلدون يتكون من 40 شخصا. ويبدو أنه يتم في كل بطولة استهلاك نحو 28.000 كلغ من الفاكهة الحمراء ونحو 7000 من لترات القشطة.
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
فأئزون بأرقام قياسية
إلى جانب وليام رينشو بإمكان الأمريكي بيتر سامبراس/ Pete Sampras (الثاني من اليسار) وروجر فيديرر/ Roger Federer من سويسرا ( الثاني من اليمين) رفع كأس الفوز سبع مرات. وفيدرر المحبوب لدى المتفرجين في ويمبلدون فاز بين 2003 و 2007 خمس مرات متتالية. والنتيجة نفسها حققها بيورن بورك/ Björn Borg (على يسار الصورة) في السبعينات.
صورة من: picture-alliance/DPPI
أيقونه من السويد
السويدي صاحب الشعر الطويل كان في الماضي نجم بوب حقيقي ويتم تمجيده، لاسيما من مشجعات الجنس اللطيف. بيورن بورغ يلعب بطريقة غير رشيدة ويحدث ثورة في لعبة التنس. وفي الملعب على طريق تشرش يحصد بين 1976 و 1980 جميع الألقاب ويقف في 1981 في النهائي الذي خسره ضد الأمريكي جون ماكنرو.
صورة من: pictur-alliance/G. Cranham
هيمنة أسترالية
قبل أن يبسط بيورن بورغ هيمنته على ويمبلدون، كانت بطولة الرجال طوال عقود تحت سيطرة أسترالية. في الدورات الـ 26 بين 1946 و 1971 وصل أسترالي إلى النهائي فقط خمس مرات. وعشر مرات كانت المباراة النهائية في هذه الفترة أسترالية محضة. وفي 1968 بدأت حقبة الملاعب المفتوحة وبإمكان المحترفين المشاركة. الفائز الأول رود لافر من أستراليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
ملك القلوب
انتصار واحد أقل في ويمبلدون بالمقارنة مع لافر/ Laver، أي ثلاثة أهداف سُجلت في حساب بوريس بيكر. الألماني صاحب الشعر الأحمر يفوز في 1985 بصفة مفاجئة كشاب في السابعة عشرة من عمره ويغزو قلوب المتفرجين في لندن. ويسمي بيكر الملعب المركزي في ويمبلدن غرفة إقامته. لكنه خسر 4 مباريات نهائي ، أي أكثر من تلك التي فاز بها.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Schrader
مواجهة بلا صداقة
الهزيمة المرة في النهائي كانت في 1991 ضد ميشائيل شتيش/ Michael Stich. الإثنان يلعبان في فريق مشترك في كأس ديفيس، لكن لا تربطهما علاقة صداقة، بل العكس. ميشائيل الذي كان دوما في ظل بيكر يلعب أشواطه بدم بارد ويفوز في الأشواط الثلاثة. بيكر يعبر عن إحباطه ويصرخ في الملعب :" ألعب بطريقة باهتة، لم أعد أرغب في المواصلة".
صورة من: picture alliance/Augenklick/Rauchensteiner
وأخيرا بريطاني من جديد
آندي موراي أدخل البهجة في صدور المتفرجين في ويمبلدون عندما فاز بالبطولة في 2013. وأخيرا يكون الجزء الأكبر من محبي التنس قد قالوا حينها في الجزيرة. 77 عاما بعد البريطاني فريد بري يمكن للبريطاني موراي الفوز بالكأس الذهبية ووضع قبلة عليها.
صورة من: picture alliance/PA Wire/J. Brady
نهائي ألماني
بالنسبة إلى اللاعبات واللاعبين الألمان كانت الثلاثينات الفترة الأنجح في ويمبلدون. كوتفريد فون غرام وقف بين 1935 و 1937 ثلاث مرات في النهائي. وفي 1931 تفوز سيلي اوزم (يسار) في مباراة نهائية ألمانية ضد هيلده كرافينكل- شبيرلنغ. وبعدها تأتي فترة عطش طويلة على غرار ما حصل للبريطانيين. استغرق الوقت 57 عاما حتى حصل لاحقا النجاح الألماني المقبل.
صورة من: picture alliance/IMAGNO/Austrian Archives
حقبة الكونتيسة
لكن النجاحات جاءت بعدها تتالت، الألمانية شتيفي غراف احتفلت بانتصاراتها السبعة في ويمبلدون بين 1988 و 1996 (الصورة). وكانت في تلك الفترة الشخصية المسيطرة على البطولة. لكن المباراة النهائية الأولى التي خاضتها في 1987 خسرتها. وفي 1999 وصلت إلى النهائي للمرة الأخيرة، غير أنها أخفقت أمام الأمريكية لندساي دافنبورت.
صورة من: picture alliance/Photoshot
خليفة غير عادية
بعدها باثنين وعشرين عاما بعد شتيفي غراف فازت مع انغيليكا كيربر ألمانية بالبطولة من جديد. ولم تصدق نجاحها بـ 6:3 و 6:3 ضد سيرينا وليامز التي عادت قبلها بأشهر قليلة من عطلة الإنجاب. إنها المحاولة الثالثة بعد غراف: في 2013 خسرت زابينا ليسيكي ضد ماريون بارتولي وفي 2016 انهزمت كيربر ضد وليامز.
صورة من: Reuters/A. Boyers
ملكة ويمبلدون
سيرينا وليامز أحرزت سبعة نجاحات في ويملبدون. لكن اللاعبة الأنجح في كل الأوقات هي منافسة شتيفي غراف الدائمة مارتينا نافراتيلوفا. اللاعبة التشيكية المولد فازت بالبطولة تسع مرات. بين 1982 و 1990 وصلت دوما إلى النهائي. وتمثل انتصاراتها المتتالية بين 1982 و 1987رقما قياسيا.