هكذا يمكن أن تنجح أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية!
١٧ أبريل ٢٠٢٣
دعا رئيس حزب الشعب الأوروبي، مانفريد فيبر، دول الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حل مشترك لمكافحة الهجرة غير القانونية. وحذر فيبر من أن الفشل ستكون له عواقب "وخيمة"، ويقترح خمسة حلول محددة لحل مشكلة الهجرة غير الشرعية.
إعلان
قبل عرض اقتراحاته بخصوص الحلول التي يمكن أن تساعد في توحيد ونجاح سياسة الاتحاد الأوروبي بخصوص أزمة الهجرة، أوضح مانفريد فيبر في مقال له نشره الموقع الالكتروني لمجلة فوكوس الألمانية، أن سياسة الهجرة صارت على رأس جدول أعمال وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي، بعدما أضحت أعداد المهاجرين غير القانونيين أكبر بكثير مما كانت عليه في السنوات الأخيرة. معتبراً أن الأمر علامة على فشل الاستراتيجية التي اتبعت حتى الآن لمعالجة هذه المشكلة، وأن لا وقت للانتظار.
واعتبر فيبر أن الأولوية في هذه السياسة يجب أو تكون لموضوع تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ولم يغفل التنويه في مقاله إلى أن المهم هو الحفاظ على المكتسبات التي حققها الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون والحرية والسلام والتضامن، مؤكدا أن هذه هي ركائز أوروبا الحالية. مشددا على وجوب ضمان حق اللجوء باعتباره إنجازًا أوروبيًا، والدفاع عنه ضد الانتهاكات قائلا "سندافع عن حق اللجوء ضد هجمات الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تريد تقويضه".
وبعد إشادته بالجهود التي بذلت في مجال مساعدة الفارين من الحروب مثل اللاجئين الأوكرانيين وقبلهم السوريون. وذكر البرلماني الأوروبي، رئيس كتلة حزب الشعب الأوروبي ونائب رئيس البرلمان الأوروبي، بأن أكثر من نصف المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، ليس لديهم سبب للجوء وبالتالي لا يتم منحهم حق الحماية. مؤكدا أنه بدون تفعيل سياسة هجرة فعالة، ستكون أوروبا أمام خطر فقدان ثقة مواطنيها في سياسة الهجرة المتبعة، وستسغل الأحزاب المتطرفة ذلك.
أما الحلول الخمسة التي يقترحها السياسي الألماني في مقاله، فهي:
أولا: تأمين حماية أفضل لحدود الاتحاد الأوروبي الخارجية:
وذلك من خلال تعزيز خفر السواحل بحرس حدود مناسب للاتحاد الأوروبي. فالاتحاد الأوروبي ليس حصنًا منغلقا على نفسه، لكن المهمة تتمثل في تأمين الحدود الخارجية ضد عصابات تهريب البشر، والتحكم بفعالية في عمليات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي. إذ يجب أن تقرر الدول وسلطاتها من يمكنه الدخول إلى أوروبا وليس عصابات الجريمة المنظمة. وهناك حاجة كبيرة إلى بنية تحتية فعالة تسمح بإدارة أزمات الهجرة والتحكم فيها. ،الآن الأمور تسير بشكل جيد في بعض النقاط على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، خاصة مع توفر الموارد المالية.
ثانياً: إجراءات لجوء أسرع واتفاقيات إعادة فعالة:
فقط خُمس المهاجرين المرفوضين أو المطلوب منهم مغادرة البلاد التي يتواجدون فيها يغادرون أو يُعادون إلى بلدانهم الأصلية. ومن أجل توفير حماية أفضل لطالبي اللجوء، يجب إنشاء مكاتب لجوء تابعة للاتحاد الأوروبي في شمال ووسط إفريقيا، حيث يمكن للاجئين التقدم بطلب اللجوء هناك بأمان. ويمكن لموظفي الاتحاد الأوروبي هناك تقييم ما إذا كان للمهاجر فرصة للتواجد والبقاء في الاتحاد الأوروبي أم لا. هذا الأمر من شأنه أن يساهم في تخلي الكثير من المهاجرين على فكرة سلوك طرق الهجرة الخطيرة مثل البحر الأبيض المتوسط .
ثالثًا: نهج جديد للإنقاذ البحري في البحر الأبيض المتوسط:
عوض ترك مسؤولية إنقاذ المهاجرين للمنظمات والمبادرات الخاصة غير الحكومية، يجب الحرص على انطلاق مهمة إنقاذ جديدة للاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
رابعاً: تعزيز وتقوية التضامن الداخلي:
لدول الاتحاد الأوروبي حدود خارجية، وبعض هذه البلدان التي تستقبل معظم المهاجرين الوافدين بطرق غير قانونية، تُواجه المشكلة بمفردها ولا تتلقى دعما كافيا، لذلك فإن وجود آلية للتعاون والتضامن يعتبر حلا صحيحا وقابلا للتطبيق.
خامساً: مكافحة أسباب الهجرة غير القانونية:
هذا يعني مثلا، عدم جعل أوروبا هدفا للهجرة بسبب عوامل جذب خاطئة. أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، كلها دول تتمتع بجاذبية مماثلة للاتحاد الأوروبي، لكنها نجحت في تطبيق سياسة مناسبة بشأن الهجرة غير النظامية. كما أنها دول نجحت في جلب الأيدي العاملة الماهرة التي تحتاجها، واتباع سياسة اندماج نالت استحسان المهاجرين. يجب على الاتحاد الأوروبي أيضًا أن يحذو حذو تلك الدول.
مهاجر نيوز 2023
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة