1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل أثر ربيع الثورات العربية على زيارات المغتربين إلى بلدانهم؟

٢٠ يوليو ٢٠١١

بينما يسعى الشباب الألمان لقضاء عطلتهم الصيفية على شاطئ البحر بعيداً عن روتين الحياة اليومية ومشاكلها، يقع المغتربين العرب المقيمين في ألمانيا في حيرة العودة إلى وطنهم وزيارة أهلهم في ظل الأحداث التي تشهدها بلادهم.

صورة من: Martina Sabra

"الحرية التامة بعيداً عن ضغط الوقت والالتزام بالنظام" هو ما تسعى الشابة الألمانية نينا (17 عاماً) للاستمتاع به خلال عطلتها الصيفية. وتؤكد نينا أن هذا الشيء لن يتحقق إلا عندما "أتخلى عن ارتداء ساعة يدي خلال هذه الفترة من السنة". فنينا تحضر لإجراء امتحانات الثانوية العامة في العام المقبل وترى أن العطلة الصيفية هي الوسيلة الوحيدة لحشد طاقاتها استعداداً للعام الدراسي المقبل.

نينا ليست وحدها من يبتعد عن معرفة الوقت خلال إجازتها، فجوليا (25 عاماً)، التي تعمل في إحدى متاجر بيع الأغذية في مدينة بون، ترى هي الأخرى أن الالتزام اليومي بالاستيقاظ المبكر والذهاب إلى العمل خلال فترات طويلة يجعل الحياة مملة جداً. وتضيف جوليا بالقول: "البحر هو ملاذي الوحيد للتخلص من تراكمات العمل بعيداً عن رنات المنبه المزعجة صباح كل يوم".

تعد جزيرة سيلت الألمانية الواقعة في بحر الشمال قبلة مهمة للمصطافين الألمان

قد يكون شاطئ البحر هو المكان الأكثر جذباً للشباب الألمان للترويح عن أنفسهم خلال إجازتهم، إلا أن سارة (30 عاماً) والتي تعمل في إحدى شركات الاتصالات، ترى أن الاستجمام الجسدي وحده لا يكفي. وتضيف قائلة: "الاستلقاء على شاطئ البحر وحده لا يساعدني على التخلص من هموم الحياة المتراكمة فنحن بحاجة إلى تغذية روحية". وتسعى سارة للحصول على الاستجمام الروحي أثناء إجازتها من خلال زيارتها لمنتجعات خاصة تضم مراكز متخصصة بالتغذية الروحية لزوارها. وتتذكر سارة الفوائد التي حصلت عليها بزيارتها لإحدى هذه المراكز العام الماضي بقولها: "كنا نمارس التأمل في الحياة ومعانيها المختلفة وهذا شيء مهم جداً، حيث أنني تعلمت أن أحاكم الأمور بطريقة مبسطة".

"الاستجمام الروحي يكون بزيارة الأهل"

وتوافق شادية (35 عاماً)، وهي سورية تعيش في ألمانيا، سارة في رأيها، إلا أنها ترى أن مفهوم الاستجمام الروحي يختلف من شخص إلى آخر، "فقد يحصل الألمان على الاستجمام الروحي بزيارة هذه المراكز، أما بالنسبة لي فالاستجمام الروحي يكون بزيارتي لبلدي ورؤية أهلي"

من جانبها ترى الشابة اللبنانية ندى الأمر بطريقة مختلفة، فهي لا تعتبر أن عودتها إلى وطنها وزيارتها لأهلها بمثابة استجمام، بل على العكس "فالواجبات التي تترتب علي كلقاء جميع أفراد العائلة والمواعيد المتتالية وغيرها تجعلني أشعر بإرهاق من نوع أخر مختلف عن إرهاق العمل".

وينتاب الشابة التونسية ليلى الإرهاق نفسه الذي تعاني منه ندى لدى زيارتها لبلدها، ما يدفعها إلى حل هذه المشكلة بتجميع كل أيام إجازة السنة من أجل زيارة بلدها، "أعشق بلدي تونس ولا أكتفي بزيارة قصيرة".

إحصائيات لا يستهان بها

هل يعود الشباب المغتربين إلى وطنهم ؟صورة من: Fotolia/yamix

ورغم تعلق الكثير من المغتربين الشباب ببلدهم الأم، إلا أن ربيع الثورات الذي تعيشه بعض البلاد العربية، كان له الأثر الواضح على زيارة المغتربين إلى بلادهم في صيف هذا العام. ففي حديثه مع دويتشه فيله يؤكد الشاب عمر الذي يعمل في أحد المكاتب المسؤولة عن تنظيم رحلات لبعض البلدان العربية، يؤكد وجود تراجع ملحوظ في نسبة الحجوزات مقارنة بالعام الماضي.

ويشرح عمر أسباب هذا التراجع بقوله "أعتقد أن تذبذب الوضع الأمني في بعض البلاد التي تشهد تغيرات حاسمة في تاريخها هي من أهم الأسباب التي تجعل المهاجرين يرفضون زيارة بلادهم في الوقت الراهن، فبعدهم عن أرض الواقع يجعلهم يجهلون ما يجري في بلادهم ويزيد من مخاوفهم".

وتوافق مارينا، وهي شابة ألمانية من أصول مصرية، عمر في رأيه، فبالرغم من تعلقها الشديد بمصر إلا أنها لم تجرؤ على زيارتها من بعد الثورة، "نسمع كثيراً عن الأوضاع هناك، لكن لا نعلم صحة ما نسمعه ما يجعلني أتردد في الذهاب إلى مصر في الوقت الحالي".

من مركز للازمات المرورية إلى معلم سياحي مهم

بعد الثورة تحول ميدان التحرير في مصر إلى معلم سياحي جديد ومهمصورة من: picture-alliance/dpa

وتطمئن شادية التي زارت مصر بعد الثورة مارينا، مؤكدة أن الأخبار التي تنشر عبر وسائل الإعلام قد تزيد الأوهام، وتستطرد قائلة: "رغم كل تحذيرات أصدقائي لي من زيارة مصر بسبب فقدان الأمان، إلا أنني شعرت بأن مصر بعد الثورة تزداد جمالاً وأهمية". وتتذكر شادية رحلتها الأخيرة إلى مصر بقولها: "الأسبوعان اللذان قضيتهما هناك كانا الأكثر متعة في حياتي، إذ لم تعد المعالم السياحية تقتصر على الأهرامات والمعابد فحسب، بل أصبحت معالم الثورة من أهم رموز السياحة في مصر كميدان التحرير وجسر قصر النيل وغيرهم".

وتحول ميدان التحرير إلى واحد من المعالم السياحية في مصر يزيد من فضول الشابة المصرية إيناث لزيارة بلدها، فإيناث لم تتمكن حتى الآن من زيارة مصر، بسب ظروف عملها. ومازال ميدان التحرير في مخيلتها على أنه "مكان كثير الازدحام ومليء بالأزمات المرورية"، وهي تخطط لزيارة مصر من أجل المشاركة في الانتخابات القادمة، ويحدوها الأمل في أن تشعر بالتغير الحقيقي لمعنى ميدان التحرير وغيره من معالم الثورة لدى زيارتها لمصر.

دالين صلاحية

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW