هل أثَّر الخوف من الإسلام على اختيار الناخبين في ألمانيا؟
٢٤ سبتمبر ٢٠١٧
التوقعات الأولية للانتخابات الألمانية أفادت حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، على أكثر من 85 مقعداً في البرلمان. نصف الناخبين تقريبا قالوا بعد التصويت إنهم "يخشون تأثير الإسلام" في بلدهم، حسب استطلاع للرأي.
إعلان
أظهر استطلاع للرأي للناخبين بعد خروجهم من المقار الانتخابية، اليوم الأحد (24 سبتمبر/ أيلول 2017) أن نحو نصف الناخبين الألمان يخشون "تزايد تأثير الإسلام" في المجتمع الألماني. وكشف الاستطلاع، الذي أجراه معهد "إنفراتست ديماب" للأبحاث، أن 46 في المائة من الناخبين الألمان "قلقون للغاية من التأثير المتزايد للإسلام" في البلاد.
حزب "البديل" يعتبر الإسلام تحديا
وكان رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي ألكسندر غاولاند قال الأسبوع الماضي إن "انتشار الإسلام يمثل تحديا مباشراً للسلام الداخلي لبلادنا". وأضاف أن هناك "تغيرات مقلقة تحدث في ألمانيا حاليا"، موضحا أن "تزايد أسلمة المجتمع تتناقض مع ألمانيا كدولة حرة تتمتع بسيادة القانون".
وأكد حزب "البديل" على موقفه بأنه لا يعتبر "الإسلام جزءا من ألمانيا"، مضيفا في المقابل أن "غالبية المسلمين في ألمانيا ملتزمون بالقانون ويعيشون مندمجين ويعتبرون جزءً من المجتمع".
في المقابل ذكرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أوائل الشهر الجاري أن الإسلام يعتبر بالنسبة لها جزءا من ألمانيا "لكنه الإسلام المتوافق مع الدستور". وجاء ذلك خلال المناظرة الوحيدة التي جمعت بين ميركل ومارتن شولتس منافسها على منصب المستشار في الانتخابات التي جرت اليوم. وفي سياق متصل، قال شولتس إن "الإسلام هو طائفة دينية مثل أي طائفة أخرى قابلة للاندماج في بلادنا".
وأكدت ميركل وكذلك شولتس، أن الدعاة المتشددين في المساجد الألمانية ليسوا موضع قبول في ألمانيا. وقالت ميركل إن عدد المسلمين المنحدرين من دول عربية، قد ارتفع، وأضافت المستشارة الألمانية أنه يتعين إغلاق المساجد في حال حدوث أشياء " لا تروق لنا".
المجلس اليهودي قلق من النتائج
يذكر أن التوقعات الأولية لنتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية، والتي أعلنت بعد إغلاق اللجان الانتخابية مساء اليوم، أظهرت حصول حزب البديل الشعبوي على نحو 13 في المائة من أصوات الناخبين، وبالتالي على نحو 87 مقعدا في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
وبذلك يكون حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، ثالث أقوى حزب في البلاد بعد كل من تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارتن شولتس. وأعرب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن قلقه تجاه تلك النتيجة، وقال إنها "المرة الأولى التي يتم انتخاب حزب يميني شعبوي، صاحب تداخلات قوية مع التيار اليميني المتطرف، بهذا القدر من الأصوات".
ص.ش/م.س (د ب أ، DW)
بالصور- ساسة ومشاهير في قاعات التصويت لانتخاب البرلمان الألماني
توافد الناخبون الأحد 24 سبتمبر/ أيلول للتصويت لانتخاب البرلمان الألماني (بوندستاغ) في دورته الـ19. جولة مع أبرز اللقطات.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
لا استثناءات حتى لميركل
في الساعة الثامنة صباح الأحد (24 سبتبمر/ أيلول 2017) فتحت اللجان والمقرات الانتخابية في ألمانيا أبوابها لاستقبال عشرات ملايين الناخبين الذين يحق لهم التصويت في انتخاب البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) في دورته الـ19. كل مواطن لابد أن يعرف بشخصة قبل الادلاء بصوته، حتى المستشارة ميركل هنا في الصورة تبرز بطاقتها الشخصية لمسؤولة في لجنة الانتخابات.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لا تعليق رغم الحضور الإعلامي الكبير
أدلت المستشارة الألمانية وزوجها يوآخيم زاور، بصوتيهما ظهر الأحد بمقر اللجنة الانتخابية في جامعة هومبولت وسط العاصمة الألمانية برلين، ووسط حضور إعلامي كبير. رغم ذلك التزمت ميركل الصمت ورفضت الإدلاء بتصريحات، لكنها تحدثت قليلا، بعد التصويت، مع المعاونين في اللجنة الانتخابية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
شولتس يصوت مبكرا
أما مارتن شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأبرز منافس لميركل على منصب مستشار ألمانيا فقد وصل، حوالي الساعة العاشرة صباحا بتوقيت ألمانيا، مع زوجته "إنجي"، لمركز الاقتراع في موطنه مدينة فورسلن بالقرب من الحدود الهولندية. وتغلق اللجان الانتخابية أبوابها دائما في الساعة السادسة مساء ليتم بعدها الإعلان عن النتائج الأولية.
صورة من: Reuters/T. Schmuelgen
الطقس والمستقبل الديمقراطي لألمانيا!
وأعرب مارتن شولتس عن أمله أن يساهم الطقس، الذي كان مشمسا في زيادة نسبة المشاركة. وقال " أتمنى أن يستخدم أكبر عدد ممكن من المواطنين حقهم في التصويت وتعزيز المستقبل الديمقراطي لجمهورية ألمانيا الاتحادية من خلال التصويت للأحزاب الديمقراطية".
صورة من: Reuters/T. Schmuelgen
رئيس برتبة مواطن!
الرئيس الألماني فراك- فالتر شتاينماير وزوجته "إلكه" يقفان سويا في طابور الانتخابات في مدرسة ابتدائية بحي تسيلندورف في العاصمة برلين، وأدلى الرئيس وزوجته بصوتيهما في طقس بارد ممطر، على عكس من شولتس وزوجته. ووجه شتاينماير الشكر إلى نحو 650 ألف معاون في اللجان الانتخابية، مشيرا إلى أن هؤلاء المعاونين أسهموا في حسن سير الانتخابات هذا العام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الطقس بارد في دائرة غابرييل
يبدو أن طقس الأحد وخصوصا في الصباح، كان باردا في ولاية ساكسونيا السفلى، وهو ما يفسر انخفاض نسبة التصويت هناك في الصباح. لكن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل تسلح مع زوجته "إنكه" بالملابس الضرورية وذهبا للتصويت في لجنة بمدينة غوسلار، وارتدت الزوجة شالا وسروالا باللون الأحمر، شعار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يرأسه زوجها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
بافاريا والاختلاف الواضح
هذا الناخب ذهب للإدلاء بصوته مرتديا الزي التقليدي البافاري في الانتخابات، التي يخشى فيها الكثيرون من صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى البرلمان. وينتخب المواطنون في بافاريا عادة حزب الاتحاد الإجتماعي المسيحي، الذي لا يوجد سوى في ولاية بافاريا. ويعد الشقيق الأصغر لحزب الاتحاد الديقراطي المسيحي، الذي تتزعمه ميركل.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
الخضر وفرصة قد تكون ولّت
جم أوزديمير، زعيم حزب الخضر والمرشح الرئيسي للحزب، أدلى بصوته في برلين حيث يسكن أيضا. الحزب شارك في ائتلاف حكومي سابق مع الاشتراكيين بين 1998 و2005، لكن يبدو أن هذه الفرصة لم تعد موجودة الآن. وإنما ما سيكون موجودا هو تشكيل ائتلاف حاكم مع المسيحيين والليبراليين، وهذا شيء لم يحدث من قبل على مستوى الحكومة الاتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
ابتسامة تثير القلق
فراوكه بيتري، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، تدلي بصوتها في مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا. ورغم أن حزبها يدخل الانتخابات البرلمانية لأول مرة إلا أن استطلاعات الرأي وضعته في المركز الثالث خلف الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين. يرفض الحزب استقبال اللاجئين وخطابه يثير المخاوف خصوصا لدى الأقليات، لكن بيتري تبتسم في وجه الكاميرا، ورفضت إعطاء أية تعليق للصحفيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
مواطنون من أصول مهاجرة
الانتخاب حق لكافة من يحمل الجنسية الألمانية. لذلك فهناك ملايين الألمان من أصول مهاجرة، حتى مسلمة وعربية، وغيرها لديهم الحق في التصويت. وفي الانتخابات الحالية بدا القلق على الأقليات خوفا من صعود اليمين الشعبوي للبرلمان عبر بوابة حزب البديل، لذلك حرص كثيرون على الذهاب للانتخاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
البرلمان الألماني من الداخل
ويسعى الجميع إلى كسب مقاعد لدخول مبنى البرلمان بالعاصمة الألمانية برلين. هذا المبنى، الذي كان يعرف سابقا بالرايخ تاغ عاد منذ عام 1999 ليكون حاضنا لأعضاء البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بعد فترة من وجود مبنى آخر في بون بعد الحرب العالمية الثانية. اعداد : صلاح شرارة