1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل أعلنت داعش الحرب على مكونات العراق؟

ملهم الملائكة١١ يوليو ٢٠١٤

يثير وضع الأقليات العراقية في الموصل القلق بسبب إعلان داعش قيام "دولة الخلافة الإسلامية" على غرار إمارة طالبان في أفغانستان. وفيما هاجر المسيحيون إلى مدن سهل نينوى، فإن الشبك والتركمان مستهدفون بالتهجير والقتل.

Bildergalerie Mandäer im Irak
من طقوس الطائفة المندائية في العراق.صورة من: DW

يسعى بعض الناشطين العراقيين إلى لفت أنظار المجتمع الدولي لما يصيب المكوّن المسيحي في العراق، وفي هذا الإطار تظاهر حوالي 300 مسيحي من العراق هذا الأسبوع (الثاني في شهر تموز/ يوليو 2014) في باريس قرب مقر الجمعية الوطنية تعبيرا عن قلقهم لوضع أقاربهم في شمال العراق. و بحسب شهود عيان فإن عناصر داعش قد احتلوا كنائس للكلدان وأخرى للسريان الأرثوذكس و أزالوا الصلبان من فوقها ورفعوا مكانها راية ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية " السوداء.

ودعا رجال دين مسيحيون عراقيون في بروكسل الاتحاد الأوروبي الى الالتزام بتجنب "حرب أهلية" يمكن أن تهدد المسيحيين الذين يشكلون "أقلية هشة جدا" على حد تعبيرهم. وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق لويس ساكو للصحافيين ان "الاوروبيين لديهم واجب معنوي حيال العراق".

ومن جهته، قال مطران الموصل للسريان الكاثوليك يوحنا بطرس موشي انه "لم يبق تقريبا" مسيحيون في المدينة التي احتل عناصر داعش فيها الكنائس الكلدانية والسريانية الأرثوذكسية.

هذه الأوضاع تكشف الوضع الصعب الذي تعيشه المكونات الصغيرة في المناطق التي سيطرت عليها داعش. فهم مستهدفون بالتهجير و بالقتل وبمصادرة أملاكهم من داعش والمتحالفين معها. فهل يصير العراق بلدا دون أقليات؟

كاهن معبد لالش المقدس عند الأيزيدية .صورة من: Karlos Zurutuza

حملة داعش هل هي استمرار لحملات صدام ؟

نهاد القاضي أمين عام هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق والمنسق العام للتيار الديمقراطي في العراق شارك في حوار العراق اليوم من DW واستعرض تاريخ نزوح المكونات العراقية الأصلية عن مناطقها منذ " الحملة الإيمانية التي أطلقها صدام حسين في تسعينات القرن الماضي وقيامه ببناء 99 مسجدا، وقيامه بالتقارب مع القاعدة، فظهر في تلك الفترة أصحاب اللحى الكثة والدشاديش ( الجلابيب) القصيرة وهو يتجولون في الكرادة وفي المنصور، فعرفنا حينها أن المكونات الصغرى باتت مهددة بتهجيرها عن العراق".

وكشف القاضي ان هجرة المسيحيين التي بدأت منذ ذلك الحين قد أدت الى تناقص عددهم من مليون ونصف مليون مسيحي إلى 400 ألفا، أغلبهم هجروا مناطق سكنهم التاريخية إلى قرى ومدن سهل نينوى، محتمين بقوات "بيشمركة " في المناطق الواقعة تحت سلطة إقليم كردستان العراق.

وفيما يخص الموصل، أشار نهاد القاضي إلى أن عدد المسيحيين في هذه المدنية كان خلال السنوات العشر الماضية بحدود 150 ألفا، وقد تناقص هذا العدد خلال العامين الأخيرين إلى نحو 10 آلاف.

"أنباء خطف الراهبات والأيتام لم يجر توثيقهأ"

وفي سياق الأخبار التي تتسرب عن قيام داعش بقتل المسيحيين والاستيلاء على كنائسهم وبيوتهم، أشار القاضي إلى انه لا يتوفر حتى الآن دليل على صدق هذه الإخبار، ولا يوجد ما يؤيد قيام داعش بمثل هذه الأعمال مشيرا إلى" أن كل ما يتداول هو أقوال غير موثقة. وفي هذا السياق أكد القاضي أن ما قيل عن خطف الراهبات والأيتام لم يجر توثيقه رسميا من أي منظمة دولية محايدة.

يشار إلى أن الموصل تضم مكونات عديدة، منها الأيزدية، والشبك الشيعة والسنة، والتركمان الشيعة والسنة، والجرجر، والزرادشتيون، ومكونات صغيرة أخرى. وبعض هذه الأقليات غير عربية أو غير مسلمة. وقد تعرضوا بشكل عام إلى حملات إبادة وتصفية على مدى السنوات لماضية، وفيما يخص الأيزيدية أشار نهاد القاضي إلى أن " داعش قد اعتقلت 96 من الأيزدية ونقلتهم إلى سوريا وقد حوكم منهم 24 في المحاكم الشرعية وحُكم عليهم بدفع الجزية وأطلق سراحهم بعد دفعها ( وقد بلغت الجزية 60 إلف دولار لكل معتقل) ، المتبقي من المختطفين ما زال مصيرهم مجهولا".

كنيسة في قرقوش، مدينة مسيحية قرب الموصل، نزح عنها اهلها.صورة من: DW/B.Svensson

"الشبك من المكونات التي أهدرت داعش دمها"

أما الشبك والتركمان فينقل عن شهود عيان أن داعش تستهدفهم بشكل منهجي، وقد كشف نهاد القاضي " أنّ الشبك الذين سبق وأن سكنوا الجانب الأيسر من الموصل قد بدأ استهدافهم منذ سنوات، وقد بدأوا النزوح باتجاه مناطق سهل نينوى، وشاركوا المسيحيين سكنهم في مناطقهم، حتى قيل عنهم أنهم يغيرون المناطق المسيحية ديموغرافيا ". وفي معرض بيانه للمخاطر التي يتعرض لها الشبك، كشف القاضي" إنهم من المكونات التي أهدرت داعش دمها ، وقد استهدفوا بمجاميع كثيرة، ولكن لا توجد إحصائية ثابتة عن عدد من قتلوا منهم".

ويسكن التركمان في مدينة تلعفر ( تل عفر) شمال الموصل، ويبلغ عددهم نحو 200 ألف نسمة أغلبهم يدينون بالمذهب الشيعي، وبعد دخول داعش إلى الموصل، شهدت تلعفر معارك كبرى، وقد كشف نهاد القاضي أن" نحو 116 ألفا من التركمان نزحوا عن تلعفر باتجاه سنجار وتل أسقف ". وأشار القاضي ان منطقة سنجار مخيفة بالنسبة لجميع المكونات التي تسكنها " لأن ثلاث جهات من سنجار في تماس كامل مع المناطق التي تسيطر عليها داعش ، ولا توجد إلا مساحة صغير تسيطر عليها قوات البيشمركة". واستدرك القاضي بالقول" بسبب هذا الوضع، فقد غادر كثير من التركمان الشيعة منطقة سنجار متجهين إلى كربلاء والنجف ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW