هل أوشكت السعودية على إقفال ملف حملة "مكافحة الفساد"؟
٣٠ يناير ٢٠١٨
تتجه السلطات السعودية إلى إقفال ملف "مكافحة الفساد" بعد أن توصلت إلى تسويات مع الأمراء ومعظم المعتقلين. وأفرجت السلطان عن كل الموقوفين في فندق ريتز كارلتون، كما أعلنت عن حصيلة التسويات المالية.
إعلان
أعلن النائب العام السعودي الثلاثاء (30 يناير/كانون الثاني 2018) أن 56 شخصا، من بين 381 أوقفوا في نوفمبر/تشرين الثاني على خلفية اتهامات بالفساد، سيبقون قيد التوقيف مع انتهاء مرحلة "التفاوض"، مشيرا إلى أن قيمة التسويات التي تم التوصل إليها بلغت نحو 107 مليارات دولار.
وقال النائب العام سعود المعجب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنه تمت إحالة جميع الموقوفين إلى النيابة العامة "لاستكمال الإجراءات النظامية والتي اتخذت بحقهم". وأوضح أن السلطات تقوم بالإفراج تباعاً عمن لم تثبت عليهم تهمة الفساد، وكذلك الإفراج عمن تمت التسوية معهم، "بعد إقرارهم بما نسب إليهم من تهم فساد". والاشخاص الذين تم التحفظ عليهم هم من رفض النائب العام التسوية معهم "لوجود قضايا جنائية أخرى".
وتابع النائب العام السعودي إن "القيمة المقدرة لمبالغ التسويات" التي تمت مع أشخاص تم الإفراج عنهم، "تجاوزت 400 مليار ريال (107 مليار دولار) متمثلة في عدة أصول (عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك) ".
فيما ذكر مسؤول سعودي آخر، أنه لم يعد هناك أي محتجزين ضمن تحقيق الفساد في فندق ريتز كارلتون. وكان هذا الفندق الفخم قد أعلن في وقت سابق قبول الحجوزات واستضافة الزبائن ابتداء من 14 شباط/فبراير 2018.
وأوقفت السلطات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 أمراء ومسؤولين حاليين وسابقين ورجال أعمال وشخصيات معروفة ونقلتهم إلى الفندق المذكور في العاصمة السعودية. وقالت السلطات إن التوقيفات جرت في إطار حملة لمكافحة الفساد نفذتها لجنة يرأسها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان (32 عاما).
وأثار توقيف هؤلاء قلقا لدى المستثمرين وخشية من أن يسارعوا إلى سحب رؤوس الأموال ما قد يؤدي أيضا إلى إبطاء الإصلاحات في المملكة الباحثة عن تنويع اقتصادها لوقف ارتهانه للنفط.
وفي الأسابيع الماضية، أطلقت السلطات سراح أبرز الموقوفين، وبينهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال والأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر من المرشحين لتولي العرش. ودفع الأمير متعب مليار دولار لقاء الإفراج عنه، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحكومة.
ف.ي/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
السعودية.. أبرز الموقوفين بتهم فساد
عشرات الموقوفين في السعودية بينهم أمراء ووزراء ورجال أعمال، تتهمهم السلطات في قضايا فساد تتعلق بغسيل الأموال والرشوة والاختلاس واستغلال النفوذ. في ألبوم الصور هذا نتعرف على أبرز الموقوفين.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الأمير الوليد بن طلال
رجل أعمال في الثانية والستين من العمر، وهو حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود. يملك 95 بالمئة من أسهم شركة المملكة القابضة، وهي شركة استثمارات عالمية تملك فنادق وأسهما في الكثير من الشركات العالمية بينها شبكة التواصل تويتر (4.9 بالمئة) وعملاق التكنولوجيا أبل (5 بالمئة)، وتقدر مجلة فوربس ثروته بـ 17 مليار دولار، ليتصدر قائمة الأغنياء العرب، ويأتي في المرتبة 45 عالمياً.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الأمير متعب بن عبدالله
ابن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، يبلغ الرابعة والستين من العمر وأُقيل من منصبه كقائد للحرس الوطني، كما أنه كان عضواً سابقاً بمجلس الشؤون السياسية والأمنية في المملكة. تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة فريق أول ركن. باعتقاله تم استبعاد آخر عضو في فرع الملك الراحل عبد الله كان لا يزال يشغل منصبا مهما في هيكل السلطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
الأمير تركي بن عبدالله
ابن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله والأمير السابق لمنطقة الرياض، في الخامسة والأربعين من العمر. حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية وماجستير في الدراسات الإستراتيجية من جامعة ويلز في بريطانيا.
وبعد إعفائه من منصبه تم توقيفه بتهم التدخل في مشروع قطارات الرياض وتهم فساد في المشروع ذاته واستغلال نفوذ في إرساء مشاريع على الشركات التابعة له بشكل مباشر أوغير مباشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
عادل فقيه
وزير الاقتصاد والتخطيط، وكان في وقت من الأوقات في قلب الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقت في المملكة. يبلغ الستين من العمر. كان رئيس البلدية السابق لمدينة جدة وتسلم في السابق وزارة العمل بالإضافة لتكليفه بوزارة الصحة.
تم اعتقاله بعد ساعات على إعفائه من منصبه، بتهم تتعلق بالفساد وقبول الرشى وبكارثة سيول جدة عام 2009 التي أدت إلى وقوع عشرات الضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
إبراهيم العساف
وزير مالية سابق يبلغ الثامنة والستين من العمر، حاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كولورادو في أمريكا. وهو عضو مجلس إدارة شركة أرامكو (شركة النفط العربية الأمريكية) السعودية، كما أنه مثّل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
وليد بن إبراهيم
رجل أعمال وإعلامي سعودي من مواليد 1962، درس وتأهل في مجال الإعلام في الولايات المتحدة وهو أخ زوجة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، ويملك شركة "أم بي سي" إحدى أكبر شبكات التلفزيون في العالم العربي، حيث تم إيقافه بعدة تهم تتعلق بالفساد.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
حملة ضد الفساد!
جاءت حملة التوقيفات بعدما أعلن العاهل السعودي الملك سلمان عن تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي حصل على سلطات واسعة على مدى العامين الماضيين. ومُنحت اللجنة الجديدة سلطات واسعة للتحقيق في القضايا وإصدار أوامر اعتقال وتجميد الأصول، في خطوة اعتبرها محللون إجراء استباقيا من قبل الأمير لاستبعاد شخصيات قوية من طريقه غلى تولي العرش.
إعداد: محي الدين حسين
صورة من: picture-alliance/AA/Bandar Algaloud/Saudi Royal Council