هل أوقف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل والسفن بالبحر الأحمر؟
١١ نوفمبر ٢٠٢٥
وسط وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، ارسل الحوثيون في اليمن رسالة إلى حركة حماس تشير الى وقف هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، مع التلويح بإمكانية استئنافها إذا استؤنف القتال في غزة.
أعلن الحوثيون في اليمن وقف هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، مع التلويح بإمكانية استئنافها.صورة من: OSAMA ABDULRAHMAN/AFP via Getty Images
إعلان
وجهالحوثيون في اليمن رسالة إلى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس تشير إلى إيقاف هجماتهم على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر، وسط وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة. وقدمت الرسالة، التي تم نشرها مساء أمس الاثنين، أوضح إشارة حتى الآن على وقف هجمات الحوثيين.
وجاء في الرسالة إلى حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، أنالحوثيين يتابعون التطورات عن كثب، وأنهم سوف يعودون إلى عملياتهم في العمق الإسرائيلي إذا استأنفت إسرائيل "عدوانها على غزة"، إلى جانب فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب. ورغم هذه الرسالة، لم يصدر عن الحوثيين أي إعلان رسمي يؤكد وقف حملتهم في المنطقة.
اكتسب الحوثيون شهرة دولية خلال الحرب بين إسرائيل وحماس
واكتسب الحوثيون شهرة دولية خلال الحرب بين إسرائيل وحماس بهجماتهم على السفن وإسرائيل، والتي قالوا إنها تهدف إلى إجبار إسرائيل على وقف القتال. ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم تعلن الجماعة مسؤوليتها عن أي هجمات جديدة.
وأسفرت هجمات الحوثيين على السفن عن مقتل تسعة بحارة، على الأقل، وإغراق أربع سفن، كما زعزعت حركة الملاحة في البحر الأحمر، الذي كانت تمر عبره بضائع تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار سنويا قبل الحرب. واستهدف آخر هجوم للحوثيين سفينة الشحن "مينرفاجراخت" التي ترفع العلم الهولندي في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد طاقمها وإصابة آخر.
ومن ناحية أخرى، صعد الحوثيون مؤخرا تهديداتهم ضد السعودية، واحتجزوا عشرات العاملين لدى وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى، زاعمين دون دليل أنهم جواسيس، وهو أمر نفته الأمم المتحدة وجهات أخرى بشدة.
ع.ش/ ي.ب (د ب أ، أ ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش