الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس والعديد من الساسة والمشاهير ظهروا مؤخرا بكمامتين فوق بعضهما، فهل ارتداء كمامتين يوفر حماية أكبر من فيروس كورونا، وما الأمور التي يجب مراعاتها عند ارتداء كمامتين؟
إعلان
فكرة ارتداء كمامتين فوق بعضهما، بدأت في الانتشار مؤخرا لاسيما بعد اعتماد العديد من الساسة هذه الطريقة للحماية من الفيروس، فبعد ظهور الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس والسناتور ميت رومني، بكمامتين، صار السؤال: هل ارتداء كمامتين يوفر حماية أكبر من فيروس كورونا وسلالاته المتحورة؟
كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة أنتوني فاوتشي أوصى بأن يستعين الأمريكيون بكمامتين يوميا، فيما قال أطباء وخبراء في الصحة العامة: إن أي نوع من الحماية أفضل من عدم الاكتراث المطلق.
وقال الدكتور مات بينيكر رئيس الجمعية الأمريكية لعلم الفيروسات الإكلينيكي في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز": "نوع الكمامة الجيدهو ذلك الذي تضعه باستمرار على الأنف والفم متى كنت في مكان عام... عند هذه النقطة، علينا أن نركز على تحقيق ذلك الهدف أكثر من التركيز على وضع كمامتين".
الاختيار المثالي لنوع الكمامة
ارتداء كماتين يعتمد على عدة عوامل كما يوضح الدكتور دوش شيفر الأستاذ بمركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان بقوله، إن نوع الكمامات التي تستخدمها وعددها يتوقف على المكان الذي تنوي الذهاب إليه.
وأضاف "من الضروري جدا أن تضع الكمامة على النحو المناسب وباستمرار عندما تكون في أجواء عالية المخاطر حيث يمكن أن يكون الفيروس أسرع انتشارا". ويوصي شيفر باستخدام كمامة من القماش عندما يتمشى المرء في أجواء مفتوحة مثلا والاستعانة بكمامتين أو بأنواع متميزة من الكمامات مثل (كيه.إن95) أو (إن95) أو كمامتين عند الذهاب لأماكن العمل أو متاجر البقالة أو العيادات والمستشفيات.
أما لورانس جوستين مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورجتاون فيؤكد: "إذا وضع المرء الكمامة بالطريقة الصحيحة، فستكون كل الأنواع فعالة". غير أنه أشار إلى أن خامة الكمامة ونوعيتها يمكن أن تُحدث فارقا أكبر من عددها.
وأضاف "وضع كمامتين أمر غير مفهوم لأننا لا نعرف نوع الخامة ولا نوعيتها"، مشير إلى أن الكمامات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية أو الكمامات من نوع كيه.إن95 أفضل.
واحة الثقافة - التقارب والتباعد الاجتماعي: الثقافة في مواجهة إحباطات جائحة كورونا.
26:06
واتفق الخبراء على أن الكمامة الفعالة تتكون من عدة طبقات. وقال الدكتور رائد الدويك رئيس معهد الأمراض التنفسية بمستشفى كليفلاند كلينيك "إذا كانت كمامتك من عدة طبقات، فمن غير الضروري استخدام كمامتين".
عالم الفيروسات الألماني الشهير كريستيان دروستن، اتفق أيضا مع هذا الرأي، موضحا أن الفكرة الأساسية من ارتداء الكمامة تعتمد على منع انتشار الرذاذ المتناثر عند العطس على سبيل المثال، ويضيف الخبير في تصريحات نقلتها صحيفة "ميركور": "عندما أعطس، فأنا أنشر الكثير من الرذاذ في المكان، وإذا وضعت أي قطعة من القماش على فمي في هذه الحالة، فإن انتشار هذا الرذاذ سيتوقف، وهذه مسألة لا خلاف عليها".
وأضاف الخبير الألماني: "لكن بالطبع هناك كمامات متخصصة تعد بتوفير حماية أفضل لأنها قادرة على منع انتشار حتى أدق جزيئات الرذاذ". خبراء في علم الفيروسات في ألمانيا أكدوا أن "كلمة السر" في جودة الكمامة، ترتبط بتعدد طبقاتها، فكلما زادت الطبقات المصنوع منها الكمامة، كلما زادت فاعليتها.
ترتيب الكمامات
عند استخدام أكثر من كمامة، يوصي الدكتور تشارلز هولمز مدير مركز الابتكار في الصحة العالمية بجامعة جورجتاون بوضع الكمامة الأجود أولا ثم الكمامة الأقل جودة فوقها. على سبيل المثال، ينبغي
وضع الكمامة الجراحية فوق الكمامة كيه.إن95، أو وضع الكمامة القماشية فوق الكمامة الجراحية.
ا.ف/ع.ش (رويترز)
حتى قبل كورونا ـ حماية الأنف والفم عادة إفريقية شائعة
مع انتشار فيروس كورونا المستجد في القارة السمراء، بدأ بعض الأفارقة في ارتداء الكمامات الطبية لحماية الأنف والفم، ولكن هناك عادات لباس في ثقافات إفريقية كثيرة تعتمد تغطية الرأس والوجه لحمايتهما.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
لثام الطوارق "يقي من أرواح الموتى"
يحمي لثام الرأس الوجه رجال الطوارق من الشمس وحبيبات الرمل لمن يعيشون داخل الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل، ولدى هذا اللثام أكثر من وظيفة، فبينما يؤكد على قيم مهمة مثل الاحترام واللياقة، فإن هناك أسطورة مثيرة وشيقة تدور حوله.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
ليبيا: اللثام الأزرق يُبعد شر أرواح الموتى
الطوارق الذكور هم فقط من يغطون وجوههم، وفقاً للتقاليد، ويعتقد أن اللثام يحمي من أرواح الموتى "الكيل أورو". كما يشكل اللثام لدى الطوارق حماية أثناء السفر عبر الصحراء الكبرى التي يتقلون عبرها من شمال إلى جنوب القارة السمراء. وفي الماضي كانت العمامة والحجاب باللون النيلي الأزرق، الذي يترك آثارا على الجلد، ولهذا كان يطلق على الطوارق "رجال الصحراء الزرق".
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPhoto/M. Runkel
عمامة وحجاب شرط للعيش في الصحراء الليبية
الطوارق فرع من مجموعة أمازيغية أكبر، ينتشرون في العديد من البلدان، وقد استقر العديد منهم الآن في مناطق محددة وتوقفوا عن حياة الترحال. يطلقون على أنفسهم "إماجغن" في النيجر، واسم "إموهاغ" في الجزائر وليبيا، وإيموشاغ في مالي.
أما في اللغة الأمازيغية فيسمون بـ "طارقة".
صورة من: picture-alliance/imageBroker/K. Kreder
المغرب: اللثام جزء من الهوية الأمازيغية
يسمى غطاء الرأس التقليدي وحجاب الوجه عند الأمازيغ في شمال أفريقيا باسم "تاجميلمست" أو "اللثام". لونه أصفر كما في الصورة يرتديه صحراوي مغربي من أصول أمازيغية. تساعد قطعة القماش هذه على حماية هوية مرتديها خلال النزاعات المسلحة ولكن لها مآرب أخرى.
صورة من: picture-alliance/ blickwinkel/W. G. Allgoewer
مصر: البدو وغطاء الرأس قصة تمتد في الزمن
يعيش البدو في شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة كمصر. الكوفية، وفي بعض المناطق تسمى الغترة أو الحطة، هو اسم القماش الذي يرتديه الرجل، وتختلف طريقة وضعه من منطقة إلى أخرى.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
تشاد: رجال" توبو" الملثمين
يشتهر شعب "التوبو أو القرعان" بلثام الرجال لا النساء، والرجل مسؤول عن خياطة الملابس. يعيشون في الغالب في حوض شمال تشاد، ويعيشون من الرعي ويعتنون بالأغنام وتربية الإبل.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيجيريا: الأمراء يرتدون لثام الوجه
في ولاية كانو في نيجيريا يرتدي الحام لثام الوجه. وحتى شهر مارس/ آذار المنصرم، كان محمد سنوسي الثاني، الظاهر في الصورة أثناء تعيينه عام 2014، ثاني أهم زعيم مسلم في البلاد.
8
صورة من: Amino Abubakar/AFP/Getty Images
زنجبار: نقاب الوجه على الشاطئ
زنجبار: نقاب الوجه على الشاطئ
تغطي النساء وجهوهن في زنجبار، وهي جزء من تنزانيا، ويضم أرخبيل زنجبار المسلمين حصرا. كمامات الوجه في زمن كورونا تغطي منطقة الفم والأنف وهو جزء من عادات اللباس في الكثير من البلدان الإفريقية.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/M. Moxter
كينيا: قبول طبيعي للكامات الطبية
ارتداء الكمامات أصبح إلزاميا في كينيا، ولكن لا يستطيع العديد توفير ثمنها، إلا أن مصمما كينيا يدعى دايفيد أوشينغ، قرر تصميم وصناعة كمامات يمكن إعادة استخدامها أكثر من مرة. إعداد فيرينا كريب/ مرام سالم