هل اقترب التصريح باستخدام لقاح ألماني ضد فيروس كورونا؟
٢٩ أكتوبر ٢٠٢٠
تتوالى أخبار التجارب التي تقوم بها دول عديدة عبر العالم، لدراسة فعالية بعد اللقاحات ضد كورونا ومن بينها لقاح ألماني تتم تجربته في البرازيل. وتحقق شركة بيونتيك نتائج جيدة ما يعطي الأمل في الحصول على لقاح قبل نهاية العام!
إعلان
يقوم المئات من المتطوعين حاليا في البرازيل باختبار لقاحات مختلفة من بينها لقاحات ألمانية، حسب ما نقل موقع "تاغس شاو" الإخباري التابع للقناة الألمانية الأولى العامة (ARD).
وذكر "تاغس شاو" على صفحته بموقع إنستغرام أن شركة "بيونتيك" التي يوجد مقرها في ماينز الألمانية تقوم باختبار مشترك مع شركائها في أمريكا الجنوبية، "شركة فايزر" الأمريكية. وذلك على خلفية ارتفاع عدد الإصابات في البرازيل بشكل مهول في الأشهر الأخيرة.
ويأمل الباحثون في الحصول على نتائج إيجابية بشكل أسرع، كما يسعون لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات قد تساعد على حماية الأشخاص المعرضين لخطر العدوى أكثر من غيرهم، مثل سائقي الحافلات أو المواصلات، على اعتبار أنهم يخضعون لهذه الاختبارت أكثر من غيرهم، لكونهم على تواصل مستمر ويومي مع الناس، حسب المصدر ذاته.
ونقل موقع إذاعة غرب ألمانيا العامة "SWR" مساء الخميس (29 أكتوبر/ تشرين الأول) أن أوغور شاهين، رئيس مجلس إدارة شركة بيونتيك قد صرح في حديث لصحف مجموعة "VRM" أن الاختبارات السريرية الحالية تحمل نتائج إيجابية، وأنه في حالة التأكيد (على نجاحها) فإن الحصول على تصريح بتسويق الدواء سيكون قريبا جدا.
وبحسب ما نقل الموقع يمكن أن يحدث قبل نهاية هذا العام. ويتوقع شاهين مزيدا من النتائج الأولية في غضون أسبوعين، مشيرا إلى البيانات الأولى حول تحمل اللقاح، والتي يتوقعها في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.
وعلى أساس هذه النتائج، يمكن للسلطات الأوروبية إصدار ما يسمى بالموافقة الطارئة لشركة بيونتيك وكذلك لمطوري اللقاحات الآخرين، بحسب موقع "SWR".
وكانت السلطات الصحية في البرازيل قد أعلنت الأسبوع الماضي عن وفاة متطوعة برازيلية شاركت في تجارب سريرية للقاحات ضد كورونا، حسب ما نشرته جريدة "ليزيكو" الفرنسية.
غير أن الجريدة الفرنسية نقلت عن مصادر برازيلية أن السيدة المتوفاة أثناء التجربة السريرية، لم تكن قد تلقت جرعة اللقاح بعد، ويرجح ارتباط أسباب الوفاة بمضاعفات إصابتها بالفيروس.
يذكر أن وزارة الصحة في البرازيل قد أعلنت يوم الأربعاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، أن البلاد سجلت 510 حالات وفاة جديدة بسبب كورونا، بالإضافة إلى 28 ألفا و629 إصابة جديدة بالفيروس في صفوف المواطنين.
وإجمالا سجلت البرازيل حوالي 5.5 مليون حالة إصابة بالفيروس وأكثر من 158 ألف حالة وفاة. وبحسب هذه الأرقام تعد البرازيل ثاني دولة في تسجيل أكبر عدد وفيات بسبب الفيروس في العالم، تتقدمها الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الأولى.
م.ب/ص.ش
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".