فرضية عالم آثار بريطاني بوجود مقبرة وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون ترقد بها الملكة نفرتيتي منذ أكثر من 3300 عام، أثارت فضول العلماء والباحثين الذي يأملون في التوصل إلى ما قد يصبح أهم اكتشاف أثري في وقتنا الحالي.
إعلان
قال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي إنه إذا صحت وجهة النظر القائلة بوجود غرفة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بمحافظة الأقصر، ترقد بها ملكة فرعونية، قد يكون أهم اكتشاف في وقتنا الحالي. وقال الدماطي في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الخميس (01 أكتوبر/تشرين الأول 2015) أن العثور على شيء ما خلف المقبرة سيمثل أهم اكتشاف أثري في وقتنا الحالي، ليس فقط بالنسبة لمصر بل للعالم كله.
وأضاف أنه يتم حاليا إعداد خطة عمل لعرضها على الجهات المختصة في مصر وطلب التراخيص اللازمة للشروع في التحقق من فرضية عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز بوجود ممر يؤدي إلى غرفتين وراء جدران المقبرة. وأوضح أن دراسة الخطة وطلب التراخيص قد يستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر وإن كان يأمل شخصيا في التوصل إلى شيء ملموس خلال الشهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والذي يواكب ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
رحلة مصورة عبر مراحل اكتشاف تمثال نفرتيتي
في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1912 عثر عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت على تمثال نصفي في ورشة عمل النحات تحتمس. وسرعان ما اتضح له أن التمثال هو لزوجة الفرعون إخناتون نفرتيتي. تاريخ تمثال نفرتيتي في صور.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
جمال مذهل
عام 2009 تم نصب تمثال نفرتيتي في مكان خاص يليق به: وهو الجناح الشمالي للمتحف الجديد في برلين. ويقال إنه تم تأمين التمثال النصفي بقيمة 400 مليون يورو.
صورة من: Reuters
الوصف لا يكفي، لا بد من رؤيتها...
كتب عنها لودفيغ بورشاردت الكثير في دفتر مذكراته، إذ يبلغ طولها حوالي 50 سنتيمترا وهي مصنوعة من الحجر الجيري ومطلية بطبقة من الجبس. كما كتب بأن قزحية عينها اليسرى لم تسقط وإنما لم يتم أبدا تركيبها. جمال نفرتيتي، التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، والذي لا يزال يثير الإعجاب، يليق بمكانتها البارزة إلى جانب زوجها إخناتون.
صورة من: Reuters
ثالوث تل العمارنة
خلافا لما كان شائعا آنذاك، لم يكن الفرعون إخناتون يؤمن بتعدد الآلهة، بل بوجود إله واحد. وبعبادة آتون إله النور، أنشأ أول دين توحيد في التاريخ. وأسس الفرعون إخناتون خصيصا للإله آتون عاصمة جديدة تحمل اسم أخيتاتون. وإلى جانب الفرعون إخناتون والإله آتون لعبت نفرتيتي دورا مهما، إذ كانت الجزء النسائي في الثالوث الإلهي.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Sandra Steiß
سحر تل العمارنة
كان عالم المصريات لودفيغ بورشاردت مهندسا معماريا. وكان الهدف من بعثته هو التنقيب عن أخيتاتون، عاصمة إخناتون، التي تسمى حاليا "تل العمارنة". وعندما قدم بورشاردت اكتشافه المثير، طالب بوضع التمثال النصفي المحطم لإخناتون واضحا في مقدمة الصورة. واجتذب نبأ الاكتشاف أعدادا كبيرة من المشاهير الذين قدموا لزيارتها.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
مصر تتحول إلى قبلة للأمراء والمشاهير
ومن بين هؤلاء المشاهير أمير وأميرة سكسونيا في صحراء مصر الوسطى، حيث أنشأ الفرعون إخناتون معابد ضخمة وقصور. وبعد وفاته عام 1334 قبل الميلاد تحولت أخيتاتون إلى مدينة مهجورة. وفي عهد ابنه توت عنخ آمون عاد الإيمان بتعدد الآلهة، واُعتبر إخناتون ملحد. ويعتقد بعض الباحثين أنه لذلك تم تحطيم التمثال النصفي لإخناتون عمدا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
كنوز تاريخية خالدة
رغم محاولات الفراعنة بعد إخناتون لمحو فترة حكمه والدين الذي دعا إليه من الذاكرة، إلا أن هناك الكثير من الكنوز الفريدة من نوعها والتي لا تزال تحظى بالإعجاب حتى يومنا هذا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Jürgen Liepe
أشهر برلينية
كما هو معتاد تم تقسيم الاكتشافات الأثرية بين رئيسة بعثة التنقيب والحكومة المصرية، وآل تمثال نفرتيتي النصفي إلى الجانب الألماني. وانتقلت نفرتيتي بعدها عام 1913 إلى برلين، حيث تم عرضها للجمهور بداية من عام 1924. ومنذ ذلك الحين ومصر تطالب بإعادتها، الأمر الذي يرفضه الجانب الألماني.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
7 صورة1 | 7
واستعرض عالم الآثار البريطاني ريفز خلال المؤتمر، الذي عقد بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، القرائن والفرضيات التي أسس عليها فرضيته بوجود ممر ما وراء مقبرة توت عنخ آمون يرجح أن يؤدي إلى غرفة دفن الملكة نفرتيتي. وقال ريفز أن المسح الضوئي الذي أجري على جدران المقبرة، التي اكتشفت في عام 1922 والرسوم الملونة بها قاده للاعتقاد بوجود ممر غير مكتشف بعد. وأضاف أن هذه الصور تشير إلى وجود اختلافات بالجدران تتمثل في أن جزءا منها خشن وجزءا آخر أملس مما قد يشير إلى أن الجدران جميعها لم تشيد في وقت واحد.
ولا تزال ملابسات موت الملكة نفرتيتي ومكان مقبرتها غير معلومين لعلماء المصريات فيما يعتقد معظمهم أنها توفيت في ظروف غامضة خلال ثورة أنهت حكم زوجها الملك أخناتون الملقب بفرعون التوحيد والذي حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد فيما يعتقد آخرون ومن بينهم ريفز أنها قد تكون عاشت بعد ذلك واتخذت اسما آخر.