السباحة عندما يكون المرء جائعا تعتبر مضرة تماما. ولكن كثيرا ما نسمع عبارة لا تسبح بعد الغداء مباشرة؟ هل هذا الأمر مثبت علميا؟ المقال التالي يجيب على هذا التساؤل.
إعلان
غداء لذيذ يليه الحلوى أو الآيس كريم، ثم القفز إلى حوض السباحة والاستمتاع بالماء في هذا الطقس الحار. ولكن مهلا: هناك من يقول لا يجوز السباحة بعد تناول الطعام مباشرة. هذه العبارة موجودة أيضا في كثير من المسابح ضمن نصائح السباحة. "لا تسبح ومعدتك خاوية أو ممتلئة كثيرا"، كما تنصح جمعية الإنقاذ الألمانية.
فهل هذه العبارة مثبتة علميا؟
هذا الأمر شغل بال الباحثين فأجروا أبحاثا ودراسات على ذلك. الصليب الأحمر الأمريكي كتب في دراسة علمية: "المعلومات الحديثة تشير إلى أن تناول الطعام قبل السباحة لا يحمل مخاطر تؤدي إلى الغرق، وكل النصائح التي تقول بذلك يمكن اعتبارها كأساطير وهي غير صحيحة"، كما ينقل موقع "شبيغل الإلكتروني".
ولكن لماذا تصر جمعية الإنقاذ الألمانية إذن على التحذير من تناول الطعام قبل السباحة؟
مسابح تتيح الفرصة لأكثر من السباحة
باتت المسابح التقليدية في ألمانيا غير منسجمة مع وقتنا الحاضر. ولا تخصص المدن أي أموال لصيانتها. ولذلك يتم إغلاق الكثير منها. من ناحية أخرى تجذب مسابح حديثة الشباب بشكل خاص تُمَكِّنهم من القيام بمغامرات في حمام السباحة.
صورة من: Tuberides.de
مسبح مجهز بمنحدر مثير للانزلاق
منذ عام 2008 تشمل لوحة المنحدر في المسبح الحديث في مدينة بليتنبيرغ كأول مسبح في ألمانيا لفة كاملة. ويبلغ ارتفاع مجال الانحدار في بدايته 12 مترا. وهناك أيضا منحدر انزلاق على شكل أنبوب، يبلغ طوله 80 مترا،وينحدر عموديا تقريبا. ويستغرق الانزلاق في الأنبوب أقل من عشر ثوان. ويمكن أن يصل سرعة المنزلق في الأنبوب إلى 65 كم في الساعة.
صورة من: Tuberides.de
سقوط حر تقريبا
يعتبر هذا المسبح في ولاية بافاريا مناسبا جدا لمحبي التزلق، ففيها توجد عشرون نوعا مختلفا منه. وفي أحد أنواعه ينزلق المرء جالسا على عجلة. ويدور أثناء انزلاقه مرات عديدة حول محور جسمه. ومباشرة إلى جانب هذه المزلقة توجد مزلقة أخرى يبلغ ارتفاعها 34 مترا. وعليه، فإنها أعلى مزلقة للسقوط الحر في ألمانيا.
صورة من: Tuberides.de
دورة وسط الأدغال
يشهد هذا المسبح في مدينة كولونيا دائما أعمال تحديث. وتتوفر في هذا المسبح المتميز بجوه الاستوائي مزالق عدة، ابتداء من مزلقة مريحة وصولا إلى مزلقة ملتوية. يبدأ الانزلاق فيها عن طريق باب سحري.
صورة من: Tuberides.de
السقوط في هاوية
من يقرر الانزلاق في هذه الدورة الملتوية يقف أولا على الباب السحري. وبعد افتتاحه يقع في أنبوب عمودي نقريبا.
صورة من: Tuberides.de
الانزلاق نحو الأعلى
رغم أن الانزلاق يتم عادة نزولا، فإن ذلك لا ينطبق على هذه المزلقة في مسبح مدينة فورزلن، فهناك تُحَرِّك المياه المنبعثة من منافذ قوية العجلات التي يجلس المنزلقون عليه، من الأسفل إلى الأعلى.
صورة من: Tuberides.de
مزلقة لمحبي المباريات الرياضية
هذه المزلقة بالقرب من مدينة نيورمبيرغ مناسبة بشكل خاص لمحبي المباريات الرياضية، إذ أنها تُمَكِّن لثلاثة أشخاص القيام بمباراة انزلاق، فمن من يطبق أفضل تقنية انزلاق يتوصل إلى حوض السباحة قبل المشاركَيْن الآخرين. وحتى الآن بقيت المزلقة الوحيدة من نوعها في ألمانيا.
صورة من: Tuberides.de
الشعور بإقامة عطلة في جزر الكاريبيك
يتميز هذا المسبح بالقرب من برلين بأبعاد ضخمة. ويثير المسبح لدى ضيوفه الشعور بأنهم في زيارة إلى المنطقة الكاريبية، فهناك يعثر الزوار على شواطئ رملية ونخيل وأكواخ من الخيزران بالإضافة إلى صور متضخمة لمناظر طبيعة مستمدة من الكاريبيك . وجدير بالذكر أن عدد زوار المسبح يبلغ حوالي 5000 شخص يوميا.
صورة من: Tuberides.de
الانزلاق في دائرة
لا يوجد في مزالق المغامرات في ألمانيا إلا عدد قليل من مزالق التوربو. وإحداها في المسبح بالقرب من مدينة أوغسبورغ. وهناك يتعرض المنزلق في البداية لإطلاق شديد يؤدي إلى تزايد سرعته قبل أن يسقط في حوض ضخم، حيث يدور مرتين أو ثلاث مرات. وعندما تنتهي قوة دَفعه يسقط المعني في فتحة القمع وبعد ذلك إلى حوض الماء تحتها.
صورة من: Tuberides.de
الطيران في المسبح
توجد في مسبح مدينة فيلدرشتادت مزلقة بمسار منحدر تدريجي، كما يُستخدم لرياضة القفز بالزحلقة فهذه المزلقة تمكن السباحين ابتداء من طرفها من الطيران فوق الماء، وذلك لمسافة تبلغ حوالي أربعة أمتار.
صورة من: Tuberides.de
9 صورة1 | 9
"طبيا وعلميا ليس هناك أي سبب"، كما يقول آخيم فيزه، المتحدث باسم جمعية الإنقاذ الألمانية، والذي يضيف: "ولكننا نعرف بأن الأطفال يبتلعون الماء، خاصة عندما يلعبون في المسبح". وعندما يكونون قد أكلوا للتو وبطونهم ممتلئة، قد يؤدي ابتلاع الماء إلى التقيؤ.
سبب آخر متعلق بعملية الهضم. فكمية كبيرة من الدم تذهب لتقوية المعدة عند الهضم، فيصبح الدماغ وبقية أعضاء الجسم في وضع أضعف. لذلك إذا كان الطعام ثقيلا والمعدة ممتلئة تماما فسيكون الوضع سيئا في الماء، كما تقول رابطة أطباء الأطفال في ألمانيا.
لكن الطبيب مارتن هاله، مدير قسم الطب الرياضي في جامعة ميونيخ، يقول إن "الجسم فيه ما يكفي من الدم لهضم الطعام"، ولكن المشكلة تكمن في أن "السباحة بعد تناول الطعام تجعل الأمر غير ممتع". وذلك بسبب ضغط الماء على الجسم فيشعر المرء وكأن معدته ممتلئة أكثر. لذلك ينصح بالانتظار لما بعد "انزلاق الطعام من المعدة إلى الأمعاء"، كما يذكر موقع "هايلبراكسيس نيت"، المختص بالشؤون الصحية.
والأمر الأخطر هو عندما يكون الأطفال جائعين كثيرا، عندها يجب الحذر فعلا من السباحة، يؤكد الخبير الألماني آخيم فيزه، وإلا قد ينخفض مستوى السكر لديهم ويصابون بالإغماء.
إذن البطاطس المقلية أو الآيس كريم أو اي شيء من الأطعمة الخفيفة كلها مناسبة ولها جانب مفيد قبل السباحة.