"الخروج إلى الهواء الطلق"، دائماً ما يوصى بهذا للكبار والصغار، ويعتبر هذا الأمر مفيداً للصحة. فالهواء النقي يساعد على الحماية من كثير من الأمراض ومن بينها السرطان. فهل هذا حقيقي أم أنها مجرد خرافة؟
إعلان
يتم تعريف الهواء النقي بكونه الهواء البارد، غير الملوث وهذا الهواء بالطبع ليس موجوداً في كل مكان. وفي الصين مثلاً، هواء بعض المدن ملوث لدرجة تجعلهم يعرضون أكياس مليئة بـ"الهواء النقي"، بحيث يمكن للناس استنشاق بعض هذا الهواء. في الغرف، يفقد الهواء الأوكسجين بسرعة، فالإنسان يتنفس بشكل ضحل وسطحي أثناء الجلوس، وتكون العواقب هي التعب وفقدان القدرة على التركيز.
بينما تدفعنا الحركة في الهواء الطلق لأخذ أنفاس أعمق، وبالتالي نستطيع الحصول على المزيد من الأوكسجين، ونفخ الهواء المستخدم خارج الرئتين، وتصبح النتيجة مزيد من الطاقة وحالة مزاجية أفضل. وينطبق هذا الأمر أيضاً في الطقس الممطر، وبالتالي فمن يشعر بالتعب وعدم القدرة على التركيز عليه الخروج إلى الهواء الطلق، ومن الأفضل أن يتجه إلى مساحة خضراء.
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)
صورة من: Elke Dubois/TZS
8 صورة1 | 8
ولتجربة الفرق بين الخروج في أماكن خضراء والخروج في وسط المدينة، أرسل أطباء كوريون 43 امرأة مسنة للسير لمدة ساعة في الغابات، و19 أخرى للمشي في وسط المدينة. وأظهرت التحاليل قبل وبعد السير أن ضغط الدم لدى المجموعة الأولى قد انخفض بشكل ملحوظ كما تحسنت مرونة الشرايين، بينما لم يظهر فرق لدى المجموعة الثانية.
كذلك أظهرت دراسة يابانية أن المشي في الغابات يساعد في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتقلل من هورمونات التوتر، بالإضافة إلى ذلك أثبتت مدرسة نيبون الطبية في طوكيو في اليابان أن المشي في الغابات يحفز الخلايا القاتلة للسرطان.
ونقل موقع دير شبيغل الألماني، دراسات عن المشي في الغابات تفيد بأنها أكثر من مجرد وسيلة للاسترخاء، حيث يذكر يواخيم لاتش من معهد دراسات الدورة الدموية والطب الرياضي أن السير في الغابات قد يكون أفضل من رياضة العدو ويساعد على حرق الدهون بشكل أكبر، قائلاً: "عند السير يقوم المرء بضعف عدد الخطوات التي يقوم بها لدى ممارسة العدو، كما أن المرء قد يفقد ربما أكثر في الخطوة الواحدة عندما يجري لكنه عادة يسير لمدة أطول وبالتالي تكون النتيجة أفضل". لذلك ينصح الأطباء بالخروج للهواء الطلق، لكن في المناطق الخضراء والغابات، وللسير ولو لمدة قصيرة يوميا.